كان في مدينة هادية وبعيدة، فيها مدرسة نضيفة وكبيرة
كل الأطفال فيها عارفين بعض، وبيقضوا مع بعض أوقات كتيرة
المدرسة كانت شكلها دايمًا نضيف، عشان عمال النضافة فيها
دايمًا بياخدوا بالهم من المدرسة لأنهم بيحبوا الأطفال يتبسطوا بيها
وفي يوم، كان في مجموعة من الأطفال داخلين مدرستهم كالعادة
اساميهم ليلى وهنا وكيفين وكريم، شافوا عاملة النضافة تعبانة
كانت قاعدة على كرسي بعيد ومغمضة عنيها وشكلها مرهق جدًا
اتفقوا يروحوا يسألوها ويتطمنوا عليها، لأنها بتحبهم وبتكلمهم دايمًا
ولما قربوا منها وسألوها، قالتلهم إنها تعبانة لأن شغلها كتير
وهي ساعات مش بتقدر تشتغل في الحر عشان سنها كان كبير
وبعد ما مشيوا، ليلى قالتلهم أنا صعبانة عليها أوي ونفسي اساعدها
ورد كيفين وقال، بس تفتكروا نعمل إيه نقدر بيه نخفف تعبها؟
ردت هنا وقالت، مش عارفة ولكن لازم نفكر مع بعض لحد ما نلاقي فكرة
وبعدها قالهم كريم، بس خلاص لقيت الحل، ونقدر ننفذه من بكرة
تاني يوم لما راحوا المدرسة، كريم جمع أكبر عدد من أصحابهم
واتفقوا كلهم إنهم يخففوا عن عمال النضافة في المدرسة تعبهم
واتفقوا ينضفوا فصولهم بإيديهم طول اليوم، عشان يساعدوهم
لأنهم دايمًا بيتعبوا معاهم، وبيخلوا المدرسة نضيفة عشان بيحبوهم
كل واحد من الأربعة عمل فريق وابتدوا يقسموا المهام بينهم
كيفين كان بيكنس مع فريقة الفصول، وكريم وفريقه بيرتبوا كتبهم
أما عن ليلى فكانت هي وفريقها بيمسحوا الديسكات ويلمعوها
وأخيرًا هنا كانت مع باقي البنات بيلموا كل الأوراق ويرموها
وفعلًا نضفوا كل الفصول في أوقات راحتهم في يومهم الدراسي
وراحوا للعمال وطلبوا منهم يطلعوا يشوفوا الشكل النهائي
لما شافوا العمال الفصول نضيفة اتبسطوا بيهم جدًا وشكروهم
وقالولهم إن مساعدتهم ليهم أكبر دليل على إنهم حقيقي بيحبوهم
وعاملة النضافة اللي كانت تعبانة لما شافتهم، عيونها كانت بتدمع من فرحتها
وقالتلهم إن عمرها ما هتنسى مساعدتهم، وهتبقى دي أحلى هدية أخدتها
وبعدها كل الأولاد كانوا مبسوطين، وخصوصًا أبطالنا الأربعة
اللي علموا كل أصحابهم إن التعاطف والإحساس بالغير أكبر نعمة