كان في شجرة كبيرة في وسط الغابة، كانت وحيدة وحزينة.
عشان مش بتقدر تتحرك لأي مكان، وده خلاها شجرة تعيسة.
الشجرة دي كانت شجرة تفاح، وحواليها مفيش أشجار كتير.
كان على أغصانها من فوق عايش عصفور جوه عش كبير.
العصفور ده كان ودود جدًا وكان علطول بيغني وصوته جميل.
بيصحى الصبح يطير لبعيد، ويرجع عشه قبل ما يدخل الليل.
وفي يوم الصبح العصفور سمع الشجرة بتعيط بصوت عالي.
ولما قالها مالك، قالتله أنا زعلانة لأني عمري ما أقدر أسيب مكاني.
أنا نفسي ألف الدنيا وأشوف كل حاجة مقدرش أشوفها من هنا.
وكل الحيوانات في الغابة سعيدة ويقدروا يتحركوا إلا أنا.
العصفور كان طيب جدًا، وكان نفسه يقدر يساعد الشجرة.
كان بيحاول يهديها ويقولها متزعلش، لحد ما فجأة جاتله فكرة.
قالها إنه كل مرة هيطير لبعيد ويرجع، هيحكيلها كل حاجة بيشوفها.
وبكده هتقدر تعيش معاه مغامراته، حتى لو مش قادرة تتحرك من مكانها.
وطار العصفور فعلًا يومها كالعادة، وكان بيطير ببطء وبراحة.
وكان مركز على كل التفاصيل حواليه، عشان يرجع يحكيها للشجرة.
ويومها طار فوق بحر كبير وواسع وشاف أسماك شكلها حلو بتعوم.
وكان بيحاول يطير لأبعد مكان عشان يحكيلها حاجات كتير أخر اليوم.
شاف كمان أطفال كتير بيلعبوا سوا وكانوا سعداء ومبسوطين.
وهو راجع في الطريق للبيت، شاف كلب صغير بيلعب في الطين.
ولما رجع للشجرة، كانت منتظراه وكان باين عليها الحماس واللهفة.
وقالتله يلا احكيلي بسرعة على كل حاجة، مش قادرة استنى ولو لحظة.
وقعد العصفور على الغصن يحكيلها كل المغامرات اللي عملها.
والشجرة كانت بتسمع له ومستمتعة بكل التفاصيل اللي بيحكيهالها.
وقضوا أيام كتير بالشكل ده، هو يطير ويرجع يقعد يحكيلها اللي حصل.
والشجرة كانت ممتنة جدًا للعصفور، لأنه خرجها من حزنها وخلى عندها أمل.