كان في ولد اسمه تيم، ولد مؤدب وشاطر ومعروف بصفاته الحلوة في مدرسته، والكل كان بيحب يصاحبه ويقعده في نفس المكان جنبه. تيم كمان كان بيحب اخواته ومامته وباباه، وهم كمان بيحبوه و بيحبوا يقعدوا يتكلموا معاه. بس تيم دايمًا كان يفَضَّل أصحابه ولعبه بالموبايل عن عيلته ويحب يقعد معاهم أو يلعب بالتليفون لوقت طويل، ولما يجي وقت الأكل والعيلة كلها تجتمع على السفرة تيم يبقى مشغول بيكلم أصحابه أو قاعد في أوضته بيلعب بالموبايل.
بابا تيم ياما قاله كتير إنه وقت الأكل لازم يجي ياكل معاهم زي اخواته، عشان لمة العيلة على السفرة مفيش حاجه ممكن عنها تعوضه. وكمان عشان لمة العيلة على الأكل بتخلي البركة والرزق في البيت يزيد، وبتخلي العلاقات بين العيلة الواحدة قوية وحديد، وكل ما يقعدوا ما بعض أكتر كل ما يقدروا يقربوا ويفهموا بعضهم وعلاقتهم تكون دايمًا قوية ما بينهم.
بس لما كانت ماما تخلص عمل الأكل وتنده على تيم واخواته عشان يتجمعوا كلهم على السفرة مع بعضهم، يفضل تيم برضه مشغول بالموبايل عنهم، ولما يخرج من الأوضة يكون أكله برد أو تكون العيلة خلصت أكل وياكل لوحده من غيرهم.
وفي يوم لما ماما خلصت الأكل وندهت على العيلة عشان تتجمع على الأكل على طول، والكل جه وقعد على السفرة إلا تيم مردش والعيلة افتكرت أنه كالعادة بالموبايل مشغول. وبعد مدة لاحظت ماما إن تيم بقاله كتير مخرجش من أوضته، ولا حتى طلب بعد ما خلصوا أكل إنه ياكل كالعادة لوحده. وراحت بسرعة تشوف حصل إيه، ولقت تيم تعبان وسخن ومش قادر يفتح عينيه، ولما راحوا للدكتور قال لباباه إنه تعبان ومرضه معدي ولازم يقعد لوحده عشان ميعديش اللي حواليه.
ولمدة أسبوعين فضل تيم قاعد لوحده في أوضته ومامته بتدخله الأكل وتخرج بسرعة، وزهق تيم من القعدة لوحده وندم على كل الأوقات اللي ضيعها ومقعدهاش مع عيلته الحلوة. ولما خف تيم من مرضه اعتذر لعيلته لإنه مكانش بيقَدَّر نعمة لمتهم مع بعض على السفرة، وإنه خلاص مش هيتأخر أبدًا عن ميعاد الأكل معاهم ولا مرة، وعاش تيم مع عيلته ومهما عن بعض بعدوا كانت لمة السفرة بتجمعهم وتزود في بيتهم البركة.