في يوم سقعة جدًا، كان مراد قاعد في أوضته على السرير بليل
كان بيقرا قصة جديدة بابا جابهاله، ومندمج فيها لوقت طويل
ولكنه وهو قاعد شاف من شباك أوضته واحد ماشي في الشارع
لبسه خفيف جدًا وشكله تعبان، والجو وقتها كان فعلًا ساقع
اتضايق جدًا وراح لماما يحكيلها الموقف وقالها إنه زعلان عشانه
قالتله طيب تفتكر ممكن نساعده إزاي، وإيه الحاجة اللي ممكن نعملهاله؟
مراد قالها ممكن نديله بطانية يتغطي بيها عشان تحميه من البرد
قالتله صح فعلًا ولكن في فكرة كمان هتساعده هو وكمان كذا حد
قالتله إيه رأيك نطلع من هدومنا شوية حاجات ونتبرع بيها؟
قالها فعلًا دي فكرة حلوة جدًا، وطلب منها يقوموا ينفذوا فيها
قالتله خلاص طلع انت من دولابك وأنا كمان هطلع حاجات من عندي
وبعدها نجمعهم ونديهم لمكان مختص في مساعدة الناس دي
وفعلًا راح مراد يطلع من دولابه وبعد شوية نده على ماما تشوفهم
وبعدها راحت ماما لأوضة مراد عشان تشوف الهدوم وتاخدهم
ولكنها لقت مراد مطلع كل الهدوم القديمة اللي عنده أو مقطعة
ماما فهمت إن مراد طلع بس من دولابه كل حاجة متبهدلة
ابتسمت وقالتله، ممكن أعرف إشمعنى الهدوم دي اللي قررت تتبرع بيها؟
قالها عشان خلاص مش محتاجها، وممكن حد تاني يستخدم فيها
قالتله طيب مش ملاحظ إن كل الهدوم مقطوعة أو متبهدل أجزاء منها؟
قالها ما هو ده السبب اللي خلاني أطلعها، إني خلاص مش هعرف ألبسها
ماما وقتها قالتله طيب أنا عاوزه أقولك على حاجة وعاوزاك تفهمها
مش معنى إنك تتبرع بهدوم، تبقى بايظة وانت خلاص عاوز تخلص منها
إحنا بنتبرع بأحسن حاجة عندنا ولكن نقدر خلاص نستغنى عنها
والأفضل لو نطلع حاجات بنحبها عشان عارفين هتبسط اللي هياخدها
أهم حاجة متبقاش وحشة أو تضايق الشخص اللي هيستخدمها
لازم يبقى سعيد بيها وحاسس إنها هدية جاتله من الشخص اللي باعتها
ولازم تعرف إن الناس المحتاجة ليهم حق علينا ولازم نساعدهم
يعني التبرع ده مش اختيار، طالما قادرين يبقى أكيد لازم نساندهم
عاوزاك تختار حاجات جميلة جدًا من دولابك وترتبها وتبقى نضيفة
لأن كل الناس في الدنيا تستاهل لما تاخد هدية تبقى حلوة وجميلة
بعدها مراد فهم كلام ماما وعرف إنه لازم يساعد غيره طالما يقدر
واتعود إنه لما يشوف حد محتاج حاجة، يساعده من غير ما يفكر