في مكان جميل جنب النهر، كان عايش حيوانات كتير
كلهم أصحاب وبيحبوا بعض ومنهم الصغير والكبير
كل الحيوانات كانوا بيعتبروا بعض عيلة وبيقضوا وقت جميل
بيشتغلوا ويجمعوا أكلهم ويبنوا بيوتهم من الصبح لحد الليل
وفي يوم، كان في طاووس شكله جميل جدًا قرب منهم
ألوانه زاهية وريشه ناعم، وقالهم إنه هيعيش هنا معاهم
كل الحيوانات رحبوا بيه وفرجوه على البيوت بتاعتهم
وقالوله إنه طول ما هو عايش معاهم هيبقى فرد من عيلتهم
الطاووس اتكلم معاهم وكان اسمه بيكو
وعرفهم بنفسه
وقالهم إنه بيدور على مكان جديد يعيش فيه ويكون عاجبه
الحيوانات كلهم اتكلموا عن الغابة بتاعتهم وجمالها
وكمان قعدوا يقولوله على كل الأماكن اللي ممكن يروحها
الحيوانات كانوا بيتكلموا بحماس وسعادة ومبسوطين بيه
ولكن بيكو كان بيسمعهم ومش باين على ملامحه إحساسه إيه
ولما خلصت الحيوانات وصف الغابة، بيكو مشي وسابهم
كلهم استغربوا وحسوه مش مبسوط بالغابة بتاعتهم
وبعدها كان الفيل بيتكلم مع بيكو وسأله عن رأيه إيه
بيكو قاله إنه جميل جدًا ويستاهل أحسن مكان يعيش فيه
وإنه لازم يشوف الغابة بتاعتهم بنفسه وبعدها يقرر ويختار
الفيل قاله، أكيد من حقك تختار بيتك، وبيرجعلك القرار
بيكو قعد أيام في الغابة كل يوم بيتمشى فيها بغرور واضح
ومكانش بيصاحب أي حد من الحيوانات إلا عشان المصالح
يوم ورا يوم، والحيوانات كلها اكتشفت حقيقة بيكو وغروره
وإنه شايف نفسه أفضل منهم كلهم، ومكانش مبسوط في بيته
وفي يوم الصبح بيكو قرر يمشي من الغابة ويروح مكان تاني
ولما سألوه عن السبب، قالهم إن الغابة متليقش بجمالي
الحيوانات اتضايقوا من طريقته وكلامه، وسابوه يمشي براحته
ومشي بيكو فعلًا، ولكن بعد شهور لقوه راجع تاني لوحده
وقف الفيل وسأله إيه اللي رجعه الغابة اللي مش في مستوى جماله
وقف بيكو حزين ومكانش عارف يتكلم ولا يقولهم على اللي جراله
الفيل قال للحيوانات يسيبوه وهيتكلموا معاه بعدين
وقالهم يساعدوه ويجيبوله أكل ومياه يكفوه لحد يومين
وبعد يومين، الفيل راح لبيكو وطلب منه يحكيله إيه اللي رجعه
بيكو قاله إن غروره خلاه يخسر كتير، وبدأ يحكيله اللي حصله
وقاله إنه راح لغابة جميلة جدًا، وقرر أخيرًا يعيش فيها
ولكنه بعدها اكتشف إن حيواناتها بيضايقوا أي حد بيدخلها
وقاله إنه اتعلم إن الصحاب والعيلة أهم من أي حاجة
وإن غروره معاهم خلاه ميشوفش حقيقة جمال أهل الغابة
وقاله إنه ندمان على طريقته معاهم ويتمنى لو يسامحوه
وكل الحيوانات من طيبتهم رحبوا بيه، ووسطهم تاني رجعوه