كان في بنت اسمها سيلين، منظمة وبتهتم بنضافة أوضتها، على طول بترتبها لأنها بتحب تحافظ على حاجتها. أدراجها ودولابها مرتبين وكل حاجة في مكانها، وعشان كدا الكل بيحبها والنظام والترتيب اتعلموه منها. مامت سيلين كانت على طول بتكافئها على نظامها وترتيبها وبتجيبلها هدايا كتير جميلة، بس سيلين كانت بتحب وبتهتم بالماركات الغالية. فلما كانت تشترى حاجة أو تطلبها من ماماتها لازم تكون ماركة معروفة وكبيرة، حتى لو في زيها بسعر أقل، بتتبسط أكتر بالحاجة الماركة المشهورة.
ولما تقابل سيلين أصحابها تفضل تتكلم عن حاجتها الغالية وتتفاخر بالحاجات اللي بتشتريها واللي مفيش زيها، وأصحاب سيلين كانوا بيحبوها بس ساعات عشان أسلوبها وطريقتها دي كانوا بيتضايقوا منها. ولما كانوا أوقات يبعدوا عنها وتروح تحكي لمامتها وتاخد رأيها، تقولها لازم تبقي فخورة بالحاجات اللي عملتيها بإيدك مش بالحاجات اللي من غير مجهود اشتريتيها. وقالتلها إن مينفعش أصلًا تتباهى بالحاجات اللي عندها، سواء غالية أو رخيصة، لإن قيمتها مش في الحاجات اللي لبساها او بتستخدمها. وإن مش معنى إنها تقدر تشتري حاجات غالية يبقى تتكلم عنها كل شوية، لإن مع الوقت الناس هيتضايقوا ويبعدوا عنها بسبب طريقتها اللي مش لطيفة.
وفي يوم كانت نورا صاحبة سيلين جايبة شنطة جديدة جميلة لونها أحمر وفيها فيونكة بيضاء رقيقة، وكل أصحابهم قالوا لنورا شنطتك حلوة وشكلها لطيفة وأنيقة. بس سيلين قالت لنورا شنطتك حلوة بس مش أوي عشان ماركة مش مشهورة، ونورا ردت عليها إنه مش مهم ماركتها وسعرها المهم إنها شايلة كل حاجتها وهي بيها سعيدة ومسرورة.وبعد ما المدرسة وخلصت والبنات مروحين شنطة سيلين اتشبكت في مسمار واتقطعت، وفجأة كل الحاجات اللي كانت شايلاها فيها على الأرض وقعت. وسيلين مكنتش عارفة تتصرف وتعمل إيه، وعرضت عليها نورا تساعدها باللي تقدر عليه. و قالتلها شنطتى كبيرة ولسة جديدة هتاخد حاجتنا إحنا الاتنين، ووافقت سيلين وشالت نورا حاجات سيلين مع حاجتها على ضهرها ومشيوا سوا البنتين.
سيلين كانت ماشية وبتفكر في كلام مامتها ليها، لما قالتلها إن طريقتها اللي مش لطيفة ممكن تضايق الناس منها. وبصت على شنطتها المقطوعة وفكرت إنها باظت مع إنها غالية جدًا، وده معناه إن قيمة الحاجة مش في الفلوس اللي اتدفعت فيها أبدًا. واعتذرت سيلين لنورا صاحبتها على كلامها اللي قالتهولها، واعترفت إنها غلطت وقتها لما اتريقت على شنطتها. نورا قالت لسيلين إنها مش زعلانة منها وعارفة إنها مكانش قصدها، ولكن أحلى حاجة إنها اتعلمت إن قيمة الحاجة مش في تمنها أو المكان اللي اشترته منها.