كانت في بنت اسمها هدير، بتحب عيلتها وأصحابها والكل كمان بيحبها، ولإنها بنت شاطرة وذكية كانت بانتظام كل يوم بتروح مدرستها وكمان بتروق أوضتها. وهدير كانت بتحب مامتها جدًا بس ساعات لما تيجي تقولها على حاجة تعند ومتسمعش كلامها، وساعات بتكرر طلبها كتير ولو ماما معملتش طلبها أو أجلته تزعل وتغضب ومتردش على ماما لما تنده عليها.
وفي مرة هدير كانت عندها تمرين سباحة بس وقتها كانت مكسلة ومتأخرة عن ميعادها. وماما قالتلها لازم تقومي وتروحي تمرينك، عشان مفيش حاجة تفوتك. هدير عاندت وقفلت عليها أوضتها ومرضيتش تروح تمرينها، ولما راحت بعدها التمرين لقت مدرب السباحة زعلان منها.
وفي مرة تانية كانت هدير عايزة تقعد في النادي فترة أطول شوية، ومش عايزة تروح وتلعب مع أصحابها عشان كانت مبسوطة. وماما قالتلها احنا اتأخرنا وعندنا واجبات تانية دلوقتي، ولكن هدير زعلت وقالتلها بس أنا عاوزة أمشي. وقعدت تتحايل على ماماتها يقعدوا شوية كمان، وساعتها ماما زعلت منها وأصرت إنهم يمشوا من المكان.
وفي يوم عبير أخت هدير كانت عايزة لعبة جديدة وهم ماشيين في المحل شافتها، فطلبت من ماماتها بأسلوب مهذب وبصوت معقول إنها تشتريها لها. ماما ردت عليها وقالتلها إنهم محتاجين يشتروا الحاجات الضرورية الأول وطلبت منها تصبر عليها، وعبير سمعت كلام مامتها في هدوء وبذكاء فهمت وجهة نظرها. هدير شافت موقف أختها، وفهمت إن احترام عبير لكلام ماما خلى الموقف يمر بسلام ومحدش زعل منها، وإنها صحيح مشترتش اللعبة بس بسبب أسلوبها الجميل ماما بهدية أحسن منها وعدتها.
كل دة خلى هدير تفكر بينها وبين نفسها إن ماما زعلت كتير منها وإنها خسرت كتير بسبب العند معاها. فقررت تروح تكلم ماما وتعتذر لها، ووعدتها تغير من أسلوبها وطريقتها. وماما قالتلها إنها دايما عايزة تفرحها وتبسطها وحتى لو رفضت طلبها، السبب بيكون إنها بتفكر قبل ما تاخد قرارها وإنها دايمًا بتعمل اللي في مصلحتها. وعرفت هدير إن العند وتكرار طلبها كتير هيزعل الناس منها، وعمر الطريقة دي أبدًا ما هتفيدها. ولكن أسلوبها الجميل هو الحاجة اللي الناس بيه هتحبها ويحبوا دايمًا يتعاملوا معاها.