كان في قرية كبيرة كل أهلها كانوا بيشتغلوا في الزراعة
كل واحد عنده أرض بيزرعها وبيراعيها طول السنة
القرية دي أهلها كانوا طيبين جدًا وبيحبوا بعضهم
ولما حد منهم بيحتاج حاجة أهل القرية بيساعدوه كلهم
ولكن كان في جبل عالي فوق الشلال اللي بيوصل مياه للقرية
الجبل ده كان عايش عليه نسر كبير لوحده جنب المياة
النسر ده كان كل ما يحاول ينزل يعيش في القرية أهلها يمشوه
كانوا بيخافوا على أولادهم أحسن يأذيهم فكانوا مش بيحبوه
وفي وقت من الأوقات الأراضي بتاعت القرية زرعها بقى قليل
مع إن أهل القرية بيزرعوها وبيراعوها كويس في النهار والليل
وبعدها اكتشفوا إن المياه اللي بتوصل للأراضي بقت قليلة جدًا
وعشان كده الأرض والزرع اتأثروا وده محصلش قبل كده أبدًا
كانوا سكان القرية مستغربين إيه اللي بيحصل وليه
وقعدوا أيام وليالي بيفكروا في المشكلة وسببها ممكن يكون إيه
النسر كان دايمًا بيبص على أهل القرية ولاحظ إنهم زعلانين
كان عاوز يفهم في إيه ولكنه خايف يقرب منهم يبقوا متضايقين
ولكنه استنى لما الليل دخل ونزل بهدوء للقرية يشوف الحكاية
سمع أهل القرية بيتكلموا عن الأراضي ومشكلة المياة القليلة
رجع النسر للجبل وقعد يفكر إزاي ممكن يقدر يساعدهم
وتاني يوم فضل يطير فوق القرية بيفكر في حل لمشكلتهم
وهو بيطير شاف الشلال مليان بالطوب والرملة الكتيرة
ولما قرب شوية لقى إن الطوب عامل حواجز للمياة كبيرة
واكتشف إن ده السبب اللي مخلي المياة مش بتوصلهم
وحاول يفكر إزاي يساعدهم من غير ما ينزل القرية ويخوفهم
ولكنه مكانش عارف إزاي ممكن يخلي أهل القرية يعرفوا الحقيقة
قرر أخيرًا إنه ينزلهم يبلغهم وإنه هيستحمل النتيجة
أول ما نزل النسر القرية أهلها كانوا متضايقين منه
وحاولوا يمشوه بسرعة من غير ما يسمعوا اللي بيقوله
ولكنه كان بيطير فوقهم وفضل يكلمهم بصوت عالي
وقالهم إن الطوب هو السبب في إن المياة أقل من الطبيعي
أهل القرية استغربوا من كلامه ولكنهم طلعوا الجبل فعلًا
وشافوا إن الشلال مليان بالرملة والطوب بكمية كبيرة جدًا
ولما شالوها المياة رجعت تاني تملى القرية زي زمان
ولكنهم حسوا بالذنب ناحية النسر لإنهم مكانوش حاسين معاه بالأمان
وقرروا يعتذروله ويشكروه إنه ساعدهم رغم معاملتهم معاه
وقالوله إنهم بيرحبوا بيه في وسطهم وإنهم هيعيشوا وياه
ويومها اتعلموا أهل القرية درس إنهم ميحكموش على حد من شكله
والنسر اتعلم إن مهما حصل لازم يفضل بيتعامل بطيبة قلبه