كان في مرة بلد كبيرة جميلة، مليانة بالخضرة والأشجار
وفيها ورود وطيور صوتها جميل، وفي كل مكان في أنهار
البلد دي كانوا سكانها طيبين وبيحبوا الخير وقلوبهم جميلة
بيقضوا وقتهم في الشغل والعبادة ويومهم مليان بالسعادة
وفي وسط البلد دي كان في مسجد كبير كل الناس بتحب تزوره
كان مليان بالهدوء وراحة البال، والكبير والصغير علطول بيروحه
البلد دي بناسها الطيبين مكانوش بيضايقوا حد أبدًا
واللغة اللي ما بينهم هي الطيبة وبيحبوا لبعض الخير دايمًا
وفي يوم صحيوا أهل البلد الصبح على دوشة عالية حواليهم
ولما خرجوا يشوفوا إيه بيحصل لقوا ناس غريبة داخلين عليهم
الناس دول مش من البلد وطريقتهم مختلفة عن سكانها
بيزعقوا وبيكسروا في البلد، وبيقولوا إنهم هياخدوها من أهلها
أهل البلد كانوا مخضوضين ومش فاهمين إيه بيحصلهم
كل الأطفال كانوا بيعيطوا، وجريوا بسرعة يدخلوا على بيوتهم
ولكن الناس اللي دخلوا عليهم مخلوش حد يرجع بيته
وقالولهم إنهم ملهمش مكان في البلد، وكل واحد يمشي بأسرته
وقالولهم لو ممشيوش هيتخانقوا معاهم ويخرجوهم بالعافية
أهل البلد كانوا مصدومين، وكل أهلها ملامحهم كانت خايفة
ولكن بالرغم من خوف أهل البلد، هما قرروا يدافعوا عن أرضهم
وقالولهم بصوت عالي إن ده مكانهم ومحدش يقدر يمشيهم
لما سمعوهم الناس اللي دخلوا عليهم، كانوا غضبانين جدًا
وقرروا يتخانقوا معاهم ويطردوهم من بيوتهم وميرجعوش أبدًا
ولكن البلد دي بتاعت أهلها، اللي مش قادرين يسيبوها
وكانوا متمسكين بكل حاجة فيها، وقرروا يقعدوا ويحموها
أهل البلد كانوا للأسف أضعف بكتير من الناس اللي هاجموهم
وكل يوم بيصحوا الصبح يحاولوا تاني من البلد يخرجوهم
وفضلت خناقتهم وقت طويل جدًا، ومحدش راضي يمشي منها
أهل البلد حلمهم يرجعوها، والناس دول عاوزين هما اللي يعيشوا فيها
وبالرغم من إن المدة طويلة جدًا، إلا إن أهل البلد متمسكين بيها
لأنهم عارفين إنها بتاعتهم ومن حقهم، وهما اللي هيحافظوا عليها
والناس التانيين معندهمش مكان تاني يروحوه وعاوزين بلد ليهم
وفاكرين إن من حقهم يطردوا أهلها ويعيشوا وتبقى بتاعتهم
وكل الأطفال من أهل البلد عارفين حاجة مهمة ومش بينسوها
إن مهما طال الوقت، دي بلدهم وبلد جدودهم ولازم هيرجعوها