كان في بنوتة اسمها ليان، كانت عندها أوضة بتاعتها جميلة
ليان كانت كل حاجة في أوضتها ملونة، وفيها زينة لطيفة
في أوضة ليان كان في دولاب خشب، كان مليان حاجات كتير
كل لعب ولبس ليان من وهي صغيرة، وكان واخد مكان كبير
ليان كبرت شوية وكانت عاوزة تعمل ركن خاص بالرسومات بتاعتها
واتفقت مع مامتها تحط الرسومات جوه الدولاب اللي في أوضتها
ولكن عشان تحط أولوانها ورسوماتها، لازم تفضي الأول الدولاب كله
وفعلًا ليان جابت صناديق وراحت للدولاب عشان تشيل الحاجات منه
ولكن لما ليان حاولت تفتح الدولاب، مكانش راضي يفتح أبدًا
ليان استغربت جدًا وقالت لمامتها، إنها كانت بتفتحه دايمًا
حاولت ليان ومامتها ولكن الدولاب مكانش بيفتح وهكا مستغربين
لحد ما سمعت ليان صوت بيقولها، إزاي عاوزين تفضوني ومبسوطين؟
ليان بصت لماما باستغراب، وسمعوا الدولاب بيقول، أنا جدًا حزين
كل ذكرياتي اللي جوايا عاوزين تشيلوها مني في غمضة عين
كل حكايات ليان في طفولتها جوايا، ودلوقتي انتوا عاوزين تبدلوها
أنا مش عاوز أفتح لأن ذكرياتها عزيزة عليا ومش عاوزكم تشيلوها
ليان فهمت سبب زعل الدولاب وهو ليه مش عاوز يفتح أبوابه
وكانت زعلانة إنه متضايق وحست إنها هتأذيه لو أخدت ذكرياته
وقالت ليان لمامتها خلاص، أنا هدور على مكان تاني لرسوماتي
وقالتلها أنا مش عاوزة أخد من الدولاب حاجاته عشان مكان لحاجاتي
ابتسمت ماما وطبطبت على ليان وقالتلها إنها فاهمة احساسهم
ولكن الذكريات موجودة عشان بعد وقت طويل يفتكروها وتفرحهم
ومش المفروض أبدًا نتمسك بس بذكرياتنا وحكاياتنا القديمة
لازم طول الوقت نحاول نجرب حاجات تانية ونعمل ذكريات جديدة
لأن لو فضلنا عايشين بس على الحاجات الحلوة اللي عدت من زمان
عمرنا ما هنقدر نستمتع بوقتنا وبالنعم اللي عندنا والجديد مش هيبقى له مكان
ليان فهمت كلام مامتها واقتنعت بيه وقالت للدولاب ولمامتها إنها عندها فكرة
قررت ترتب الحاجات جوة الدولاب وتجمع ما بين الذكريات الجديدة مع القديمة
وفعلًا اتفتحت ابواب الدولاب لما اتطمن إن ذكرياته مش هتروح منه
وليان حطت حاجات قديمة مع رسوماتها الجديدة وكانت مبسوطة بيه
واتعلمت يومها ليان درس مهم جدًا، إن ذكرياتنا جميلة ولازم نحافظ عليها
ولكن كمان طول الوقت لازم نفكر في مستقبلنا وتجاربنا اللي عايشين فيها