كان في قرية صغيرة، سكانها كانوا عددهم قليل وطيبين
كلهم عارفين بعضهم وبيقضوا أوقات مع بعض مبسوطين
كان في القرية مدرسة واحدة والأطفال بيروحوها كلهم
وفي الأجازة، الأطفال بيتجمعوا ويلعبوا كتير مع بعضهم
وفي مرة في الشتاء جت رياح وعواصف شديدة جدًا
وبوظت كل الأشجار وحدائق البيوت مبقتش حلوة أبدًا
وكل أهل القرية كانوا زعلانين على الحدائق بتاعتهم
وعشان كده لما الصيف جه، شجعوا الأطفال يصلحوا قريتهم
وقرروا يعملوا مسابقة ما بين الأطفال اللي في القرية كلها
وأكتر حد هيخلي حديقته جميلة، هياخد جايزة لحاجة بيحبها
الأطفال كلهم كانوا متحمسين، وكان علي واحد منهم
قعد يفكر كتير ممكن يخلي حديقته أجمل واحدة فيهم
وبدأ علي يجمع معلومات عن الحدايق ويسأل كتير
وعرف أخيرًا هيعمل إيه وبدأ فعلًا ينفذ من الحديقة جزء كبير
وكل ما حد يعدي عليه كان بيمدح في شكل الحديقة
وكانوا مستنيين يشوفوا بعد شغله ده هتكون إيه النتيجة
كل الأطفال بدأوا يغيروا من علي لإنه كان شغله جميل جدًا
وعرفوا إن علي هو اللي هيكسب ومش ممكن يخسر أبدًا
وعشان كده ولد من الأطفال بسبب غيرته قرر يضايقه
وبالليل بعد ما كله نام، راح لحديقته وبوظله شغله
ولما صحي علي الصبح لقى الحديقة بتاعته متدمرة
الزينة اتكسرت، وكل الورود اللي حطها كانت متقطعة
علي كان زعلان جدًا وقعد يعيط ومامته شافته زعلان
حكالها اللي حصل وإن اللي عمل كده أكيد منه غيران
ماما قعدت تهديه وحاولت تقنعه يعملها تاني من الأول وجديد
ولكنه كان زعلان جدًا وقالها بس أنا بقيت محبط جدًا ومش سعيد
قالتله ولكنك كده بتخلي اللي ضايقك يكسب ويحقق هدفه
انت مش المفروض تستسلم ومتبطلش تعمل اللي بتحبه
علي اقتنع بكلام مامته ولكنه كان خايف حد يبوظها مرة تانية
وطلب من باباه يساعده وعملوا سور عشان يحمي الحديقة
ولما علي خلص الحديقة بتاعته، قرر يعمل حاجة
راح لباقي الأطفال في القرية وبقى بيقدم ليهم مساعدة
ويوم المسابقة كسب الجايزة، ولكنه كان عنده رأي تاني
قالهم إن كلهم تعبوا عشان يخلوا قريتهم جمالها مثالي
وعشان كده كلهم يعتبروا كسبانين ومش المفروض حد يبقى زعلان
وقالهم إنه مسامح اللي بوظ الحديقة ويتمنى إنه يكون ندمان
لإن مفيش حاجة تستاهل نكون زعلانين من بعض ومتضايقين
لإن الهدف كان إن قريتنا تكون جميلة وبالنتيجة كلنا مبسوطين