كان في حديقة كبيرة اوي موجودة في وسط المدينة
كل الأطفال بيروحوا يلعبوا فيها ويقضوا أوقات جميلة
الحديقة دي كانت مليانة زرع وأزهار وشجر كبير
ودايمًا مليانة بصوت ضحك الأطفال ولعبهم الكتير
ولكن كان في زاوية صغيرة في الحديقة، كان موجود فيها صبارة
الصبارة دي كانت وحيدة جدًا وشكلها دايمًا حزينة
مع إن الورود اللي حواليها كلهم مبسوطين
ولكنها دايمًا كانت ساكتة ومش بتتكلم مع التانيين
وفي يوم، الصبارة سمعت الورود بيتكلموا عليها
بيقولوا ان هي علطول زعلانة عشان محدش بيجي جنبها
وكل الأطفال اللي في الحديقة بيروحوا عند الورود يشموها
ولكنهم اول ما يشوفوا الصبارة بيخافوا يلمسوها
الصبارة زعلت جدًا لأن فعلًا كلام الورود عليها حقيقي
الصبارة كانت لوحدها ونفسها أي حد جنبها ييجي
وفي يوم، كان في بلونة جميلة طايرة في الحديقة لوحدها
وراحت عند مكان الصبارة، والورود حذروها تيجي جنبها
قالوا لها خلي بالك أحسن لو روحتي هناك هتفرقعي منها
البلونة اتضايقت من كلامهم، وراحت عند الصبارة وكلمتها
الصبارة مشيت بسرعة من جنبها وقالتلها امشي بعيد عني
أنا مليانة شوك وانتي أكيد هتتأذي لو جيتي وقربتي مني
البلونة قالت للصبارة، مش لازم أقربلك انا بس هتكلم معاكي
أنا مش مبسوطة من الكلام اللي كل الورود بيقولوه عليكي
انتي مش مصدر للخوف، ومش المفروض هما يضايقوكي
اللي بيحبك بجد هما اللي هيفضلوا معاكي ويصاحبوكي
وأنا شوفتك من بعيد وانتي لوحدك واتضايقت عشانك
وجيت أتكلم معاكي وأطلب منك تخليني أكون صاحبتك
الصبارة استغربت من طلب البلونة، وقالتلها بس أنا هأذيكي
البلونة قالتلها، مش لازم عشان أصاحبك أقرب أوي ليكي
ممكن نكون أصحاب ونقضي وقت جميل مع بعض جدًا
ونبقى زي أي صحاب، ونكون موجودين عشان بعض دايمًا
الصبارة اتبسطت من طلب البلونة وشكرتها إنها كلمتها
واتعلمت إن الصديق الحقيقي هو اللي هيشوف طيبتها
ومن يومها وهما أصحاب جدًا وبيقضوا وقت مع بعضهم
بيتكلموا كتير ويضحكوا، في صداقة محدش فاهمها زيهم