محمود كان ولد جميل وبيحب يروح مدرسته جدًا كل يوم
ولما بيروح البيت بيخلص كل مذاكرته وبعدها يلعب لحد النوم
محمود أكتر حاجة كان بيحبها هي لعب الكورة وكان شاطر فيها
ومشترك في فريق الكورة في النادي وكل التمرينات مبيتأخرش عليها
وفي يوم محمود راح النادي ولقى كذا واحد من الفريق مع بعض واقفين
راح وقف معاهم وسمعهم بيتكلموا عن جزم الكورة الجديدة اللي بيها مبسوطين
معظمهم اتفقوا مع بعض واشتروا جزمة كورة لسه نازلة جديد
كانوا فرحانين بالجزم بتاعتهم وعمالين يتكلموا عنها بحماس شديد
وفي وسط كلامهم واحد منهم بص لمحمود وقاله، انت ليه لابس الجزمة القديمة؟
محمود اتردد ومعرفش يرد، راح ولد تاني قال، أصلًا مش هتليق عليه الجزمة الجديدة
ووقف كل الأولاد يضحكوا ويهزورا ومخدوش بالهم إن كلامهم جارح
ولما روح محمود البيت كان بيفتكر كلامهم اللي ضايقه ومش قادر يسامح
ولكنه بعدها راح لمامته وطلب منها يغير الجزمة مع إنه لسه شاريها
ماما مكانتش فاهمة إيه أسبابه، لأنها كانت عجباه وطاير من فرحته بيها
ولما حاولت تفهم منه أكتر، قالها إن في جزمة أجدد موجودة في المحلات وعاوزها
كل أصحابه في النادي جابوها ولبسوها وهو كمان عاوز يلبسها
ماما فهمت سبب طلبه وقالتله، ممكن أعرف إيه ضايقك من الموقف أكتر؟
هل إن أصحابك اشتروا جزمة جديدة ولا كلامهم فيك بيأثر؟
محمود سكت شوية وكان متضايق وقالها ممكن يكونوا الاتنين
كلام أصحابي خلاني مش حابب جزمتي وعاوز أبقى زي أصحابي التانيين
ماما قالتله أولًا لازم تاخد بالك، إن اللي اتريق عليك وأحرجك مينفعش يبقى صاحبك
صاحبك لازم يحترمك ويقدرك، وأبدًا مينفعش إنه في مرة يقولك حاجة تحرجك
ثانيًا خد بالك إنك كنت بتحب الجزمة بتاعتك ولكن كلام الأولاد خلاك تغير رأيك
ده غير إنهم كانوا بيحاولوا يقنعوك بحاجة مش شرط أبدًا إنها تناسبك
محمود كان بيسمع كلام مامته ومهتم بيه، وسألها المفروض يعمل إيه
ماما قالتله أهم حاجة متخليش حد يشوش تفكيرك ويأثر عليه
لازم دايمًا تختار المناسب ليك حتى لو محدش غيرك بيعمله
طالما مريحك وحاسس فيه إنك مبسوط، ميهمكش أي كلام حد يقوله
وبرضه افتكر، إن مش معنى إن في حاجة كل الناس عاملاها إننا نعملها إحنا كمان
لأ إحنا بنختار اللي عاوزينه ويناسبنا، حتى لو مكانش في غيرنا بيختاره في كل المكان