كلام جميل
اقرا الحدوتة

كان في بغبغان اسمه ونسان عايش مع جده عرفان في حديقة الحيوان 

والحديقة كبيرة وبيزورها ناس كتيرة وفيها حيوانات ونباتات أشكال وألوان

وكانوا الاتنين بينبسطوا جداً لما زوار الجنينة ينبهروا بجمال ألوانهم وقدرتهم على تقليد الكلام

بس المشكلة إن ونسان كان بيكرر أي كلام ومن غير ما يفهم الصح من الغلط بيقوله والسلام

وجده عرفان كان دايمًا بيقوله إن تكراره لكلمة مش فاهمها عيب خطير 

وإنه لازم يسأله الأول يقولها ولا لأ وإلا ممكن يقع في مشاكل كتير 

وفي مرة من المرات كان ونسان واقف على شجرته وسمع ولد بيقول أنا زعلان 

وزعلان كانت كلمة جديدة عليه أول مرة يسمعها ومش فاهم يعنى إيه كمان 

وكعادته من غير ما يسأل جده فضل يقول أنا زعلان.. أنا زعلان بصوت عالي

وزوار الجنينة سمعوه وافتكروا إن البغبغان من وجودهم زعلان للدرجة دي

وفجأة المكان قدام بيت البغبغانات بقى فاضي واتغيرت الأحوال 

والناس اللي كانت بتسقفلهم وتحب تتصور معاهم مشيوا سواء كبار أو أطفال 

ولما عرف جده عرفان اللي عمله قاله مش قلتلك تسألني قبل ما تكرر أي كلمة تسمعها 

اعتذر ونسان لجده وقاله دي هتكون أخر مرة أكرر كلمة من غير ما أسألك عنها وافهمها 

وقعدوا الاتنين يفكروا إزاي ممكن يخرجوا من المشكلة اللي وقعوا فيها 

وإيه هي الطريقة اللي يفهموا الناس إنهم بيحبوهم ويرجعهوهم تاني بيها 

وبعدين جده عرفان قاله جاتني فكرة، إيه رأيك أعلمك كلمات جديدة 

بس المرة دي كلمات حلوة وكل الناس بتحبها وبتبقى بيها سعيدة

الفكرة عجبت ونسان لإنه عايز الناس تحب كلامه ومحدش يضايق من اللي بيقوله تاني

وبعد ما جده دربه كويس قال بصوت عالي أنا بحبكم وحشتوني، ارجعوا عندنا يا أصحابي

الناس سمعت صوت ونسان الجميل وحبوا كلامه المهذب واللطيف 

وعشان كده رجعوا يقعدوا عند بيت البغبغانات ويقضوا وقت ظريف

ورجعت اللمة  تاني قدام بيتهم والكل كان سعيد وفرحان 

والناس رجعت تسقفلهم لما كرروا الكلام الحلو في كل مكان 

وعرف ونسان إنه لازم ميكررش الكلام إلا ما يفهمه ويسأل الأول على معناه

وإن الناس بتحب اللي بيقول كلام جميل واللي بيقول كلام وحش محدش يحب يبقى معاه

وإن لما جده يقوله ميقولش كلمة ولا يكررها يسمع كلام الكبير 

وعاش ونسان وكل الحديقة بتحبه عشان ما بيقولش كلمة من غير تفكير

© Copyright Casper’s Tales