كان ياما كان، في قرية صغيرة بعيدة عن المدينة، كان عايش ولد اسمه مراد بيحب يتعلم حاجات جديدة. وكان مراد بيحب يستكشف ويتأمل السماء، ويفكر ويستعجب عن الكواكب والمجرات اللي في الفضاء. ومن كتر ما مراد بيحب يتأمل الكون وأعاجيبه، بقى نفسه يطلع رائد فضاء ويستكشف بنفسه الكون وكل أسراره.
وكان مراد بيقضي وقته في عمل نماذج من الورق للطيارات وسفن فضاء تخترق السحاب، وبيحلم ليل نهار إنه بيخوض مغامرة حقيقية في السماء مش مجرد شوية ألعاب. بس كان دايمًا عنده مشكلة مش عارف سبب ليها، إنه علطول حاسس بملل من المذاكرة ويهملها، وممكن بالأيام ميفتحش كتب المدرسة ويسيبها، وبيزهق من واجباته اللي المدرسين منه بيطلبوها. ولما اتكلم مع باباه قبل كده قاله كتير إن الحلم لوحده مش كفاية، لازم يبذل مجهود عشان يوصل لحلمه ومذاكرته هي البداية.
وفي يوم المدرسة عملت معسكر لمحبي الفضاء والعلوم اللي مرتبطة بيه، وأقنع مراد باباه إنه يروح عشان يعرف أكتر عن المجال اللي نفسه لما يكبر يشتغل فيه. ولما راح مراد المعسكر، شاف أولاد كتير في سنه وأكبر منه، وكلهم بيحبوا الفضاء ومهتمين بيه زيه. بس الفرق بينهم وبينه إنهم عارفين يشاركوا في كل أنشطة المعسكر، ولما سألهم عن السبب ردوا إن مذاكرتهم لدروسهم خلتهم يفهموا علم الفضاء أكتر وأكتر.
في المعسكر اتعلم مراد معلومات أكتر عن الفضاء ومغامراته، وكل ما يعرف أكتر يكتشف إن المذاكرة مش مملة ولا حاجة. وإن هدفها إنه يفهم أكتر العالم من حواليه، ولما يفهم أكتر هيعرف لما يكبر يطلع اللي نفسه فيه. وعشان كدا لما رجع مراد بيته قرر يركز في مذاكرته، لإنه لما يتعلم حاجة جديدة كل يوم دة بيقربه خطوة من حلمه. وبقى مهتم أكتر بالمذاكرة ومركز وحاطط هدفه قدام عينيه، وكل ما كان يذاكر أكتر، يتخيل اليوم الي هيوصل لحلمه فيه. وماما وبابا بقوا فخورين بيه وبيشجعوه دايمًا، ومراد مبقاش يكسل من يومها يذاكر ولا يتعلم أبدًا.
كان في ولد اسمه معاذ، ولد شاطر جدا في مدرسته وبيحب كل المواد وخاصة الحساب، وكل المدرسين بيحبوه لإنه بيذاكر دروسه كويس وبيحب يلاقي لكل سؤال جواب. ومعاذ كان كمان بيحب يستكشف أي شيء جديد وبيحب يحل المشاكل ويعرف إيه الأسباب وإيه اللي خلاها من الأول تحصل.
ولإن معاذ كان بيحب الاستكشاف كان دايمًا يدور على أي حاجة جديدة ويفكها عشان يعرف جواها إيه، ومرة من المرات فك عربيته اللعبة عشان يعرف إزاي بتتحرك وإيه اللي بتمشي عليه. ومرة كمان فك ريموت التلفزيون عشان يعرف إزاي بيشتغل، وكل ما يشوف حاجة جديدة يبقى عايز يعرف إيه اللي جواها و ازاى بتتعمل.
وبابا مرة قاله لازم يحافظ على الألعاب والأجهزة الجديدة ويشغلها زي ما الكتالوج بتاعها بيقول، عشان ممكن لما يفتحها ويشوف اللي جواها ميعرفش يرجعها تشتغل تاني زي الأول. بس معاذ دايمًا كان عنده فضول، وحبه لإستكشاف الحاجات وإنه يعرف بتشتغل إزاى بقى غير معقول. ومن كتر الألعاب اللي باباه جابها له وفتحها وفكها، مبقاش عنده ألعاب بتشتغل كويس زي أول ما اشتراها.
وفي يوم كان صاحبه حمزة جايب عجلة جديدة، ولما معاذ شافها رجعت له عادته القديمة. حمزة كان بعجلته فرحان، وكان بيروح بيها كل مكان. ومعاذ قاله إيه رأيك نحاول نعرف بتمشي ازاي، وبعدها هرجعها لك زي ما كانت وهتفضل بيها رايح جاي.
حمزة فى الأول مكنش موافق على الفكرة، بس معاذ فضل يقنعه كتير لحد ما وافق بعد فترة. وفعلًا معاذ فك العجلة الجديدة وكل حاجة فيها بقت في ناحية لوحدها، وحاول بكل الطرق يعرف إزاي بتتحرك وإيه هو سرها. لكن بعد ما خلاص تعب وحب يرجعها زي ما كانت مع بعضها، معرفش يرجع كل القطع في مكانها والعجلة ممشيتش من بعدها.
ومعاذ بسرعة راح قال لباباه، وحكى له إن حمزة صاحبه زعلان منه بسبب اللي عمله معاه. وباباه قاله لازم في الأول تتصالح مع صاحبك ومعاه تتفاهم، وبعدها نروح نصلح العجلة عند شخص يكون في تصليح العجل فاهم.
وفعلًا معاذ اعتذر لصاحبه حمزة وصلحوا العجلة ورجعت جديدة زي ما كانت، وحمزة قِبِل اعتذار صاحبه وقاله عمرنا ما هنزعل من بعض بسبب حاجة خلاص فاتت. ومعاذ قال لباباه أنا مش هفك حاجة إلا لما أعرف إزاي ممكن لشكلها الأولاني أرجعها، ولو معرفتش عمري ما هحاول من غير ما أسأل افكها أو أبوظها، وعِرِف إن الفضول جميل لكن مش على طول ينفع يمشي ورا فضوله، عشان ممكن يسبب له مشاكل كتير في حياته.
كانت في بنت اسمها هدير، بتحب عيلتها وأصحابها والكل كمان بيحبها، ولإنها بنت شاطرة وذكية كانت بانتظام كل يوم بتروح مدرستها وكمان بتروق أوضتها. وهدير كانت بتحب مامتها جدًا بس ساعات لما تيجي تقولها على حاجة تعند ومتسمعش كلامها، وساعات بتكرر طلبها كتير ولو ماما معملتش طلبها أو أجلته تزعل وتغضب ومتردش على ماما لما تنده عليها.
وفي مرة هدير كانت عندها تمرين سباحة بس وقتها كانت مكسلة ومتأخرة عن ميعادها. وماما قالتلها لازم تقومي وتروحي تمرينك، عشان مفيش حاجة تفوتك. هدير عاندت وقفلت عليها أوضتها ومرضيتش تروح تمرينها، ولما راحت بعدها التمرين لقت مدرب السباحة زعلان منها.
وفي مرة تانية كانت هدير عايزة تقعد في النادي فترة أطول شوية، ومش عايزة تروح وتلعب مع أصحابها عشان كانت مبسوطة. وماما قالتلها احنا اتأخرنا وعندنا واجبات تانية دلوقتي، ولكن هدير زعلت وقالتلها بس أنا عاوزة أمشي. وقعدت تتحايل على ماماتها يقعدوا شوية كمان، وساعتها ماما زعلت منها وأصرت إنهم يمشوا من المكان.
وفي يوم عبير أخت هدير كانت عايزة لعبة جديدة وهم ماشيين في المحل شافتها، فطلبت من ماماتها بأسلوب مهذب وبصوت معقول إنها تشتريها لها. ماما ردت عليها وقالتلها إنهم محتاجين يشتروا الحاجات الضرورية الأول وطلبت منها تصبر عليها، وعبير سمعت كلام مامتها في هدوء وبذكاء فهمت وجهة نظرها. هدير شافت موقف أختها، وفهمت إن احترام عبير لكلام ماما خلى الموقف يمر بسلام ومحدش زعل منها، وإنها صحيح مشترتش اللعبة بس بسبب أسلوبها الجميل ماما بهدية أحسن منها وعدتها.
كل دة خلى هدير تفكر بينها وبين نفسها إن ماما زعلت كتير منها وإنها خسرت كتير بسبب العند معاها. فقررت تروح تكلم ماما وتعتذر لها، ووعدتها تغير من أسلوبها وطريقتها. وماما قالتلها إنها دايما عايزة تفرحها وتبسطها وحتى لو رفضت طلبها، السبب بيكون إنها بتفكر قبل ما تاخد قرارها وإنها دايمًا بتعمل اللي في مصلحتها. وعرفت هدير إن العند وتكرار طلبها كتير هيزعل الناس منها، وعمر الطريقة دي أبدًا ما هتفيدها. ولكن أسلوبها الجميل هو الحاجة اللي الناس بيه هتحبها ويحبوا دايمًا يتعاملوا معاها.
كان في بيت واسع وفيه جنينة
ساكن فيه ولد اسمه عمر مع عيلته الجميلة. عمر كان بيتفرج مرة على فيلم جديد
وشاف سلحفاة كان بيها مبسوط وسعيد. وجتله فكرة يروح لمامته يطلب منها تجيبلة واحدة
ولكن ماما قالتله إن السلحفاة هتكون مسؤولية. وقالتله لو جبتهالك لازم تراعيها
ومينفعش تسيبها من غير ما تراعيها.
عمر قعد يفكر في كلام مامته كتير
ولكنه في الأخر قرر بعد مرور وقت كبير. وطلب من مامته تجيبله السلحفاة عشان يربيها
دخل على الانترنت يتعلم عن السلاحف وإزاي ويحافظ عليها. وبعد ما اتعلم كفاية عن السلاحف وتربيتها
راح يقول لمامته إنه مستعد يتحمل مسؤوليتها. ونزل هو ومامته محل الحيوانات الأليفة
وهناك اختار سلحفاة يشتريها وكانت لطيفة. وفعلًا عمر ومامته أخدوا السلحفاة معاهم
واشتروا كل الحاجات اللي هيحتاجوها وياهم.
ولما راحوا البيت عمر كان بيها فرحان
وجهزلها بيتها ومكان تحس فيه بالأمان. وكان لما أصحابه بيروحوا يزوروه
كانوا بيشوفوها وبيتبسطوا منه ويشجعوه. عمر كان مبسوط جدًا بوجود سلحفته
وكان بيحاول يعمل كل اللي يقدر عليه عشان يوفي بوعده. وعشان عمر كان متفق مع مامته يراعيها لوحده
مكانش حد بيعمل للسلحفاة حاجة خالص في البيت غيره. وكل يوم كان بيقضي وقت كبير معاها
وبيراقب تصرفاتها وبياخد باله جدًا منها.
ولكن لما دخلت الامتحانات عمر نسي إنها مسؤوليته
ومبقاش بيعمل أي حاجة من اللي وعد بيه مامته . ولاحظت مامته إنه أهمل السلحفاة تمامًا
وقررت تاخدها تراعيها وإنها مش هترجعله تاني أبدًا. وقتها كانت مامته متضايقة منه
ولكنها استنت عشان يخلص امتحاناته وتكلمه. ولما فعلًا أخد الأجازة قالتله على قراراها
إنها هترجعها المحل بتاعها لحد ياخد باله منها.
عمر قعد زعلان ومامته قررت تروح تتكلم معاه
وقالتله إنها عاوزة تتناقش وياه. عمر قالها إنه زعلان عشان بتعاقبه
مع إنه كان مشغول في امتحاناته. مامته قالتله أنا مكنتش بحاول أعاقبك
ولكنك لازم تستحمل عواقب أفعالك. ولازم تعرف إن طالما أخدت مسؤولية تحافظ عليها
لإنها مش هتستناك لحد ما تاني ترجع ليها. وقالتله كمان إنه لازم يرتب دايمًا وقته وأولوياته
عشان يعرف يحافظ على كل وعد بيوعده. عمر فهم كلام مامته واعتذر لها
وقالها إنه مكانش قاصد إنه يهملها. واتفق مع مامته ميوعدش وعد إلا لو واثق فيه
ولو فعلًا عمل الوعد لازم يحافظ عليه.
كان في بنوتة اسمها سلمى كانت لطيفة ولكن معندهاش أصحاب
مكانتش بتحس إن في حد شبهها ومكانتش تعرف الأسباب
ومكانتش بتحاول تعمل صداقات في المدرسة بتاعتها
ولا بتضايق لما تبقى قاعدة لوحدها معظم أوقاتها
سلمى كانت هادية وبتحب الهدوء والطبيعة
وكانت متعودة كل اسبوع تروح تقعد لوحدها في الحديقة
كانت بتحب ترسم وتتأمل المكان وتستمتع بوقتها
ولما كانت تمشي من هناك تستنى تيجي المرة اللي بعدها
كل مرة سلمى كانت بتختار حاجة تعملها في الحديقة
مرة ترسم ومرة تلون وساعات بتاخد معاها قصة
وفي مرة وهي قاعدة هناك شافت قطة مع باقي أولادها
وقعدت تتفرج عليهم وتراقب القطة وكل تصرفاتها
وأخدت بالها إن القطة الصغيرة بتحاول تطلع فوق الشجرة
وكل ما تحاول تقع تاني ولكنها بترجع تجرب تاني الحركة
كانت سلمى مبسوطة جدًا وهي بتتفرج على القطط وقتها
وبعد ما خلصت جابت نوتة وكتبت فيها عن يومها
وفي مرة تانية كانت سلمى قاعدة في الحديقة وشافت عصفور
كان بيلعب وبيتنطط بسعادة لوحده ما بين الصخور
وبعدها اتزنق وجاله عصفور صاحبه عشان يساعده
وفعلًا بعد محاولات كتيرة قدر العصفور يخرج صاحبه
وبرضه سلمى قررت تكتب عن الموقف في النوتة بتاعتها
ومرة على مرة كانت تكتب عن المواقف اللي بتشوفها
لحد ما بقى معاها نوتة كبيرة مليانة حكايات مختلفة
ولكنها حست إنها عاوزة تشارك الحكايات دي مع صديقة
ووقتها اكتشفت سلمى هي قد إيه زعلانة ووحيدة
لإنها ملقتش حد تشارك معاه حكاياتها ومغامراتها السعيدة
وعرفت يومها إن مفيش مانع تكون بتحب الهدوء والطبيعة
ولكن في وقت تاني هتكون محتاجة صديقة قريبة
تكون معاها ويقضوا أوقات جميلة ولطيفة تسعدها
ولو احتاجت أي حاجة تاخد بالها منها وتكون جنبها وتساعدها
كان في ولد اسمه يوسف كان لطيف جدًا وبيحب أصحابه
كانوا كل يوم بعد المدرسة بيلعبوا كورة في حديقة بيته
وكانوا بيتبسطوا سوا وكان يوسف ولد محبوب جدًا
لإنه مؤدب ومش بيضايق صحابه ولا بيزعل حد منهم أبدًا
وفي يوم كان يوسف وأصحابه بيلعبوا في الحديقة زي عادتهم
وقعدوا بعدها على الأرض يتكلموا ويحكوا مع بعض على مغامراتهم
طلع على شنطة يوسف عنكبوت صغير وكان خايف منه
وقام يوسف من مكانه بسرعة لإنه كان عاوز يبعد عنه
شافوا من بعيد باباه وراح ناحيته هو وأصحابه يشوفهم
ولما سألهم حصل إيه قالوله إنهم شافوا عنكبوت خوفهم
ويوسف قاله إنه مش بيحب العناكب وبيتمنى ميبقوش موجودين
لإنه بيخاف منهم وبيبقى عاوز يبعد عنهم لإنهم مؤذيين
باباه قالهم ولكنكم متعرفوش أهمية العناكب في حياتنا
وقالهم لو العناكب اختفت هيبقى في مشاكل في بيئتنا
وإنهم موجودين حوالينا زيهم زي أي كائن تاني له فايدة كبيرة
وإن ربنا مخلقش حاجة في الكون إلا وكان لها فايدة وقيمة
يوسف وأصحابه مكانوش مقتنعين بكلام باباه أبدًا
ولكنه قالهم لو العناكب اختفت المكان هيكون في حشرات دايمًا
وإن العناكب بتحافظ علينا من أنواع كتيرة جدًا من الحشرات
لإن العناكب بتتغذى عليها وبتخلصنا من وجودها معظم الأوقات
وإن شبكات العناكب بتنقي الهواء من التراب وتنضفه
ودي أسباب بسيطة تخلينا منكرهش العنكبوت ونحبه
وقالهم إن العناكب اللي موجودة حوالينا مش مؤذية أبدًا
وعشان كده مش المفروض لو شوفناها بره البيت نقتلها دايمًا
يوسف وأصحابه فهموا يومها أهمية كل حاجة موجودة حوالينا
وإن مفيش حاجة مهما كانت صغيرة ملهاش لازم لينا
واتعلموا يحترموا كل الكائنات اللي موجودة في بيئتنا
وإنهم حتى لو مش بيحبوا أي كائن لازم يحترموا وجوده في حياتنا
كان في بنوتة اسمها ليندا كانت بنوتة لطيفة وشقية
ابتسامتها كانت دايمًا على وشها وبتحب تكون مميزة
ليندا كانت بتحب جدًا العيد عشان بتجيب فيه لبس جديد
وكانت قبل العيد بفترة بتجهز مع عيلتها عشان يقضوا عيد سعيد
وفعلًا قبل العيد راحت مع مامتها واخواتها عشان تشتري لبسها
كانوا كلهم فرحانين لإن الخروجة دي كل العيلة بتحبها
قعدت ليندا تتفرج على الحاجات مع اخواتها ولفوا كتير
وكل واحد اشترى اللي عجبه وليندا اشترت فستان كبير
كانت مبسوطة بيه لإنه بيخليها شبه أميرات القصص الخيالية
وكانت متحمسة تلبسه يوم العيد وتوريه لكل عيلتها الجميلة
ونامت ليندا ليلة الوقفة وصحيت تاني يوم بتتنطط من السعادة
ولكن حصلت حاجة قلبت سعادتها وخليتها حزينة بزيادة
ليندا لقت إن القطة بتاعتها لعبت بالفستان وقطعته
وكانت زعلانة لإن لبس العيد بتاعها كده باظ ومش هتلبسه
وقعدت حزينة بتعيط في أوضتها ومكانتش عاوزة تخرج منها
ولما ماما راحتلها ليندا قالتلها إنها مش عاوزة تزور معاهم باقي عيلتها
لإن معندهاش لبس جديد للعيد زي باقي أصحابها واخواتها
ولكن ماما كان ليها رأي تاني وقررت تتكلم معاها وتفهمها
ماما قالتلها إن أكيد لازم تكون زعلانة على فستانها اللي باظ منها
ولكن برضه ده ميمنعهاش تتبسط بالعيد وبالفرحة اللي مستنياها
لإن العيد وقت جميل بيتكرر في السنة مرتين وبيبقوا مميزين
وكل العيلة والأحباب بيكونوا مع بعض فرحانين ومتجمعين
ومينفعش نوقف فرحتنا بحاجة جميلة زي العيد عشان فستان
لإن ممكن أصلًا منشتريش لبس جديد وهيفضل العيد بالفرحة مليان
وماما قالتلها إنها هتحاول تصلح الفستان معاها عشان تلبسه
ولكن لو معرفتش هتختار لبس تاني من دولابها وتستخدمه
وتتبسط معاهم بيومها ولو عاوزة تحكي قصة فستانها براحتها
ولكن متفكرش أبدًا للحظة إن فرحتها هتنقص بسبب فستانها
ليندا اقتنعت بكلام مامتها وقامت تجهز عشان تخرج معاهم
وقررت تتبسط بالعيد وتعيش الفرحة اللي اتعودت عليها وياهم
ومن يومها اتعلمت تركز على الحاجات المهمة اللي بتفرق دايمًا
وفهمت إن التفاصيل مش دايمًا مهمة ولا المفروض تضايقنا أبدًا
كان في بنوتة اسمها صوفيا كانت لطيفة وبتحب الهدوء جدًا
كانت بنوتة منظمة وكل يوم بتحب تخلص اللي وراها دايمًا
صوفيا كانت كل يوم بليل بتحب تمسك الورق والقلم بتوعها
وتقعد تكتب هتعمل بكرة ومحتاجة تنجز إيه طول يومها
وكانت أول ما تصحى تبدأ تشوف الحاجات اللي وراها
وآخر كل يوم كانت بتقعد تشوف هل عملت ولا لأ اللي عليها
وعشان كده كانت صوفيا معظم أيامها مشغولة
وكان عندها حاجات كتيرة بتحب تعملها وأكتر من هواية
وفي يوم أختها الصغيرة طلبت تساعدها في واجبها
وفعلًا صوفيا سابت كل اللي وراها وراحتلها تساعدها
وبعدها ماما طلبت منهم يعملوا معاها حاجات في البيت
وبرضه صوفيا واختها سمعوا كلامها وخلصوا كل الطلبات
وبعدها صوفيا رجعت بسرعة على أوضتها تخلص حاجاتها
ولكن الوقت اتأخر ولقت إنها معملتش كل حاجة على قايمتها
زعلت صوفيا جدًا وحست إنها مقصرة ومش عاملة اللي عليها
فقررت تسهر عشان تخلص الحاجات اللي كانت كتباها يومها
تاني يوم صوفيا صحيت تعبانة ومش قادرة تقوم من سريرها
ولما بابا استغرب انها اتأخرت راح لأوضتها عشان يسألها
صوفيا حكت لباباها على اللي حصل قبلها بيوم وإنها سهرت كتير
وعشان كده النهاردة صحيت متأخر مش قادرة تقوم من السرير
بابا حضنها وقالها إنه مبسوط جدًا بإنها بتحاول تكون ملتزمة
ولكن لازم تعرف إن لكل إنسان في اليوم طاقة محددة
ولازم تحترم قدرتها والوقت اللي عندها كل يوم وطاقتها
وتعمل اللي تقدر عليه حتى لو مخلصتش اللي في ورقتها
أهم حاجة تكون عارفة إنها عملت اللي عليها وكانت مسؤولة
وتحاول بعد كده تحط في يومها أهداف سهل تحقيقها ومقبولة
صوفيا فهمت كلام بابا ووعدته تغير طريقة تفكيرها
وبعد كده بقت تعمل الحاجات اللي تقدر عليها في يومها
كان في بنوتة اسمها فاطمة كانت لطيفة وكل الناس بيحبوها
كانت بتساعد اخواتها ومامتها في البيت لما بيحتاجوها
كانت فاطمة بتحب تروح المدرسة عشان تشوف صاحباتها
وبتقعد تذاكر معاهم وكانت متفوقة وشاطرة في مذاكرتها
وفي يوم فاطمة كان عندها رحلة في المدرسة بتاعتها
وراحت البيت عشان تطلب إنها تروح من باباها ومامتها
ولكن ماما قالتلها إنها هتكون في نفس الوقت عند جدتها
وعشان كده للأسف مش هينفع تروح الرحلة مع مدرستها
فاطمة كانت زعلانة عشان كان نفسها تروح وكانت متحمسة
ولكنها سمعت كلام ماما زي عادتها مع إنها كانت متضايقة
وتاني يوم لما راحت المدرسة صاحباتها عرفوا إنها مش هتكون معاهم
وزعلوا ولكنهم قالولها تكلم ماما وبابا تاني وتحاول وياهم
وفي بنوتة قالتلها لو بابا وماما رفضوا ممكن تزعل منهم
ولما يلاقوها زعلانة هيوافقوا تروح الرحلة وهيغيروا رأيهم
وللأسف فاطمة اقتنعت بكلام صاحبتها وراحت تكلم مامتها
ولما ماما رفضت لنفس السبب فاطمة زعلت وخاصمتها
وقعدت كذا يوم يا دوب بتاكل وبعدها تدخل علطول أوضتها
مبقتش تقعد مع ماما وبابا ولا حتى بتلعب مع اخواتها
بابا وماما لاحظوا تصرفات فاطمة وقرر بابا يتكلم معاها
وراح الأوضة وقالها إنه ملاحظ التغيير وإنه عاوز يسمعها
بدأت فاطمة تعبر عن زعلها عشان بابا وماما رفضوا طلبها
وإنها متضايقة عشان لما اتحايلت عليهم مكانوش مهتمين بزعلها
ولكن بابا قالها إن كلامها مش صح ولا تصرفها كان مظبوط أبدًا
لإن هي لازم تراعي ظروف العيلة ومتهتمش بنفسها بس دايمًا
وقالها كمان إنها مينفعش تخاصم عيلتها تحت أي ظروف أبدًا
وإن الضغط عن طريق الزعل هيأثر على علاقتهم جدًا
فاطمة حست بالذنب على تصرفها وفهمت كلام باباها
واتفقوا سوا إن هي لازم تفكر دايمًا قبل ما تسمع كلام صاحباتها
لإن مش شرط كل صاحبة تكون بتنصحها نصيحة مفيدة وطيبة
وممكن تكون طريقة تفكيرها وتصرفاتها عنها كتير مختلفة
فاطمة اقتنعت بكلام باباها واتأسفت عن تصرفها معاهم
ووعدته إنها تفكر قبل ما تاخد أي قرار ممكن يضايقهم أو يأذيهم
كان في كتكوت اسمه توفو واخته اسمها كوكي وكانوا طيبين
بيحبوا يلعبوا مع بعض طول الوقت ومن بعضهم قريبين
توفو وكوكي كانوا بيحبو الرسم جدًا وعلطول بيرسموا
وكل واحد فيهم بيشارك رسمته مع باقي العيلة وبيهم بيتبسطوا
لكن الفرق اللي ما بينهم إن كوكي كانت بتاخد وقت طويل
عشان ترسم نفس رسمة توفو وبتعمل عليها أكتر من تعديل
كانت كوكي بتحب تطلع الرسمة مفيهاش ولا أي غلطة
ولو لقت غلطة بعد ما تخلص الرسمة بتقول عليها وحشة
وتوفو كان بيقولها دايمًا تستمتع بالرسم وتتعلم من أخطاءها
مش لازم كل رسمة تطلع مظبوطة وتاخد وقت طويل عشان ترسمها
ولكن كوكي مكانتش بتقتنع بكلام توفو وبتعمل اللي في دماغها دايمًا
وكانت بتقول لتوفو إنها متقدرش تحب رسمة فيها غلطة أبدًا
وفي يوم كان في مسابقة رسم كبيرة في القرية بتاعتهم
وطبعًا توفو وكوكي اشتركوا في المسابقة وكانوا بيحلموا بمكسبهم
وفي يوم المسابقة توفو كان هادي جدًا وبدأ يرسم الرسمة المطلوبة
وعلى عكسه تمامًا كوكي كانت بترسم وهي متوترة وقلقانة
وكانت بتحاول متعملش أي غلطة لإن مفيش وقت تصلحها
وده خلاها بطيئة جدًا وخلص الوقت من غير ما تسلم رسمتها
كوكي اتصدمت وكانت زعلانة وقعدت تعيط على خسارتها
وكانت متضايقة إن محدش حتى لحق يشوف الرسمة اللي رسمتها
ولما طلعت نتيجة المسابقة توفو طلع فيها المركز التاني
وكوكي استغربت لإن رسمته كان فيها أخطاء هو والمركز الأولاني
ولما مامتها شافتها زعلانة قالتلها إن الاهتمام بالتفاصيل جميل
ولكن الاهتمام الزايد بيها هيعطلنا واللي حصل في المسابقة هو الدليل
ونصحتها إنها ترسم وهي هادية ومرتاحة من غير ما تضغط نفسها
وكل مرة تعمل غلطة في رسمة تتعلم منها المرة اللي بعدها
وقالتلها إن في حياتنا عمومًا أخطاءنا بتعلمنا حاجات كتير جدًا
وبتعرفنا هنعمل إيه لو الموقف اتكرر تاني من غير ما نكرر الغلطة دايمًا
كوكي وعدت ماما إنها تحاول تعمل كده وتنفذ نصيحتها
وماما قالتلها إنها لما تحاول هتتبسط أكتر برسمها وموهبتها
كان في قرية جميلة مليانة بالورود والأشجار الجميلة
القرية دي كان أهلها ناس طيبين وبيتعاملوا مع بعض كعيلة
وفي القرية الجميلة دي كان في بنتين أصحاب من زمان
من صغرهم وهما بيكبروا مع بعض وأكتر من الأخوات كمان
البنتين دول كان اسمهم ليلى ونور، وكانوا طيبين جدًا
بيحبوا يقضوا وقتهم مع بعض وبيحكوا لبعض كل حاجة دايمًا
وفي يوم، ليلى ونور كانوا بيلعبوا مع بعض في حديقة كبيرة
وكانوا بيتنططوا وبيضحكوا، وبيجروا ورا بعض بسعادة
وبعدين نور أخدت بالها إن ليلى مش لابسة الحلق بتاعها
وسألتها ليه مش لبساه، قالتلها إنه حلقها بيوجعلها ودانها
وكملوا لعب عادي، ولكن نور كانت بتفكر إزاي تسعد صاحبتها
قررت تروح تشتري لليلى حلق جديد، وطلبت من مامتها تساعدها
ونور فعلًا اشترت حلق جميل عشان تديه هدية لليلى صاحبتها
حطته في علبة شكلها حلو، وراحت تديهولها في بيتها
وأول لما ليلى فتحت العلبة وشافته اتبسطت اوي بيه
وبسرعة لبسته في ودنها، وكانت فرحانة وبصت في المراية عليه
وقالت ليلى لنور إن الحلق ده أحلى من بتاعها، ومش بيوجع ودنها
وشكرتها جدًا لإنها اشترت عشانها حاجة هي محتاجاها عشان تبسطها
وبقت ليلى علطول لابسة الحلق في ودنها وكانت فرحانة
لحد ما في يوم بريمة الحلق وقعت منها وهي نايمة
قعدت تدور عليها كتير، ولكنها مكانتش لقياها وقعدت تعيط كتير
وراحت قالت لمامتها بعد ما قعدت تدور عليه في أوضتها وقت كبير
وقالت ليلى لمامتها إن نور هتزعل منها لإنها ضيعت بريمة حلقها
وإنها هتفتكر إنها مش مهتمة بيه، وإنها مش فارق معاها هديتها
ماما قالتها إن نور صاحبة جميلة، وعمرها ما هتفكر كده أبدًا
وإن البريمة ضاعت غصب عنك، وإنك كنتي محافظة على الحلق دايمًا
وفعلًا ليلى كلمت نور وحكتلها اللي حصل معاها وطلبت منها متزعلش
نور كانت متفهمة إن ده مش إهمال من صاحبتها وقالتلها متقلقش
ليلى اتفاجئت من رد نور وإنها فعلًا مطلعتش زعلانة منها
نور قالت لليلى إنها أهم عندها من الهدية لإنها أختها وصاحبتها
ويومها ليلى عرفت إن صداقتهم أهم من إن أي حاجة تبوظها
وحبها زاد أكتر لنور وبقت ممتنة جدًا إنها موجودة في حياتها
كان في شجرة كبيرة، ساكن عليها عيلة سعيدة من العصافير
كلهم كانوا عيلة لطيفة وبيحبوا بعض جدًا، وعايشين هنا من سنين كتير
عيلة العصافير كانوا كمان محبوبين اوي في الغابة اللي موجودين فيها
والحيوانات كلها تعرفهم وبييجوا عند شجرتهم الكبيرة ويقعدوا تحتها
كل العصافير في العيلة كانوا سعداء جدًا، إلا بودي العصفور كان تعيس وحزين
كان شايف إنه ملوش لازمة في الحياة، وإنه معندوش فايدة زي الحيوانات التانيين
ولما مامته تسأله عن سبب إحساسه، يقولها إنه صغير وضعيف جدًا
ومهما حاول يعمل حاجات، مش هيكون له تأثير مهم في الكون أبدًا
مامته كانت زعلانة عشانه، وقعدت فترة مش عارفه ممكن إزاي تساعده
لحد ما في يوم طلبت منه يخرج يطير في الغابة يمكن يحس وقتها بقيمته
الحقيقة إن بودي مكانش فاهم طلب مامته، ولكنه قرر يسمع كلامها
وفعلًا خرج وطار لمدة طويلة في الغابة، وكان بيحاول يعرف الغرض من طلبها
أول يوم رجع البيت من غير أي تغيير، وكان حزين جدًا أكتر من قبل كده بكتير
ولكن مامته أصرت يخرج كل يوم الصبح بدري وفي كل الغابة يطير
وفي يوم خرج بودي وهو حزين كعادته، وطار لحد ما شاف غزالة تايهة
نزل عندها واتكلم معاها وعرف إنها كانت بتلعب ومش عارفه ترجع بيتها
والغزالة قالتله إن بيتها جنب الشلال اللي بيطل على البحيرة الكبيرة
ولكنها قعدت تجري كتير ومبقتش عارفة الاتجاهات اللي توصلها للبحيرة
فكر بودي شوية، وقالها إنه ممكن يساعدها وقالها تستناه وهو هيرجعلها بسرعة
وطار بودي لارتفاع عالي وقعد يبص حواليه بيدور على الشلال عشان يساعد الغزالة
ولما لقاه، رجعلها بسرعة وقالها إنه لقاه وعاوزها تمشي وراه وهيوصلها
وبقى بودي طاير من فوق شايف الطريق والغزالة وراه وفعلًا وصلها لبيتها
الغزالة شكرته جدًا وكانت مبسوطة وقالتله إنها من غيره كانت هتفضل تايهة
وبودي حس وقتها بسعادة كبيرة محسهاش من زمان وحس لنفسه بقيمة
وبعدها رجع بودي يطير كل يوم ويساعد الحيوانات في كل مكان في الغابة
بيساعد اللي بيتوه يرجع بيته، وكمان بيدور من فوق لو حد ضايع منه حاجة
يوم ورا يوم، بودي حس بقيمته الكبيرة وإنه عنده ميزه مختلفة حتى لو كان صغير
وهي إنه بيقدر يطير وخفيف، وده بيخليه يشوف من فوق وعلى أي حاجة يقدر يدوّر
وبقى بودي سعيد زي باقي عيلة العصافير ومامته بقت فخورة بيه جدًا
وقالتله إن ربنا خلقنا كلنا ولينا دور في الحياة، ومهمتنا إننا ندور عليه دايمًا