كان في أرنب اسمه شيكو عايش في غابة مليانة أشجار
وكان شيكو مجتهد وبيحب يشتغل ويجمع الجزر طول النهار
شيكو كل يوم كان يجمع الجزر اللي لقاه ويخزنه عنده في بيته
عشان لما الشتا يجي وميعرفش يخرج من البرد يلاقي شيء ياكله
وفي يوم كان لسة في الخريف بس الجو بدأ شوية بليل يبرد
جمع شيكو كعادته كمية كبيرة من الجزر من غير مساعدة من حد
لكنه وهو بيلم الجزر بتاعه شاف من بعيد سنجاب شكله تعبان
راحله شيكو وسأله مالك، رد عليه وقاله إنه حاسس إنه جعان وبردان
وقاله إنه من الصبح كان بيلف في الغابة وكان يوم طويل وصعب
وإن الليل دخل عليه والجو برد وملقاش أكل لحد ما تعب
الأرنب صعب عليه السنجاب واتضايق من الحال اللي وصله
بس مكنش عايز يديله من الجزر اللي طول اليوم كان بيجمعه
لكن وهو بيستعد يمشي بعيد، خطرت على باله فكرة
افتكر قد إيه كان فرحان لما بعد وقت طويل لقى أول جزرة
وفكر إن السنجاب ممكن يحس بنفس الشعور ويفرح من قلبه
وقعد يفكر إيه المشكلة لو إداله من كومة الجزر الكبيرة بتاعته
وقال للسنجاب إيه رأيك تاخد جزرتين من الجزر بتاعي
وتيجي معايا تدفى وترتاح عندي لحد بكرة الصبح في بيتي
السنجاب وافق على فكرة الأرنب وخد منه جزرتين وراح معاه بيته
وتاني يوم الصبح شكره من كل قلبه على مساعدته ليه وعلى طيبته
ولما لقى الأرنب السنجاب فرحان، حس إنه هو كمان مبسوط وسعيد
واتعلم إن إحساس المشاركة مع الغير، أجمل من إنه يفرح وهو وحيد
وإن قراره في مساعدة السنجاب في أزمته خلى عنده صديق جديد
وقرر إنه من النهاردة يحب المشاركة لإنها مفيدة له ولغيره أكيد
وبقى الأرنب والسنجاب دايمًا بيساعدوا بعض وبقوا أصحاب
وجهزوا مع بعض للبيات الشتوي بيتين الباب جنب الباب
كان ياما كان، في قرية صغيرة بعيدة عن المدينة، كان عايش ولد اسمه مراد بيحب يتعلم حاجات جديدة. وكان مراد بيحب يستكشف ويتأمل السماء، ويفكر ويستعجب عن الكواكب والمجرات اللي في الفضاء. ومن كتر ما مراد بيحب يتأمل الكون وأعاجيبه، بقى نفسه يطلع رائد فضاء ويستكشف بنفسه الكون وكل أسراره.
وكان مراد بيقضي وقته في عمل نماذج من الورق للطيارات وسفن فضاء تخترق السحاب، وبيحلم ليل نهار إنه بيخوض مغامرة حقيقية في السماء مش مجرد شوية ألعاب. بس كان دايمًا عنده مشكلة مش عارف سبب ليها، إنه علطول حاسس بملل من المذاكرة ويهملها، وممكن بالأيام ميفتحش كتب المدرسة ويسيبها، وبيزهق من واجباته اللي المدرسين منه بيطلبوها. ولما اتكلم مع باباه قبل كده قاله كتير إن الحلم لوحده مش كفاية، لازم يبذل مجهود عشان يوصل لحلمه ومذاكرته هي البداية.
وفي يوم المدرسة عملت معسكر لمحبي الفضاء والعلوم اللي مرتبطة بيه، وأقنع مراد باباه إنه يروح عشان يعرف أكتر عن المجال اللي نفسه لما يكبر يشتغل فيه. ولما راح مراد المعسكر، شاف أولاد كتير في سنه وأكبر منه، وكلهم بيحبوا الفضاء ومهتمين بيه زيه. بس الفرق بينهم وبينه إنهم عارفين يشاركوا في كل أنشطة المعسكر، ولما سألهم عن السبب ردوا إن مذاكرتهم لدروسهم خلتهم يفهموا علم الفضاء أكتر وأكتر.
في المعسكر اتعلم مراد معلومات أكتر عن الفضاء ومغامراته، وكل ما يعرف أكتر يكتشف إن المذاكرة مش مملة ولا حاجة. وإن هدفها إنه يفهم أكتر العالم من حواليه، ولما يفهم أكتر هيعرف لما يكبر يطلع اللي نفسه فيه. وعشان كدا لما رجع مراد بيته قرر يركز في مذاكرته، لإنه لما يتعلم حاجة جديدة كل يوم دة بيقربه خطوة من حلمه. وبقى مهتم أكتر بالمذاكرة ومركز وحاطط هدفه قدام عينيه، وكل ما كان يذاكر أكتر، يتخيل اليوم الي هيوصل لحلمه فيه. وماما وبابا بقوا فخورين بيه وبيشجعوه دايمًا، ومراد مبقاش يكسل من يومها يذاكر ولا يتعلم أبدًا.
كان في كانجارو صغير اسمه كيمو عايش في غابة كبيرة وجميلة
وكان دايمًا بيحب اللعب والتنطيط واستكشاف حاجات جديدة
وفي يوم، كيمو وهو بيلعب في الغابة عند التل الأخضر
شاف شيء بيلمع من بعيد في الشمس ولونه أحمر في أصفر
راح كيمو يشوف ويستكشف الشيءاللي بيلمع من بعيد ده إيه
ولقاها كورة جميلة، وحَب جدًا شكلها وألوانها وهي بين إيديه
فضل كيمو يلعب بالكورة ويرفعها لفوق في السماء
وشوية كمان يشوطها لبعيد ويجري وراها في الهواء
وفجأة وكيمو بيلعب ومستمتع باللعب وبالكورة فرحان
اتدحرجت منه من فوق التل ووقعت في حفرة كانت في المكان
زعل كيمو لإن الكورة اللي لقاها وكان مبسوط جدًا بيها ضاعت
وحاول يجيبها ولكن الحفرة كانت عميقة والكورة جواها اختفت
وبعدها قعد كيمو يعيط وكان زعلان عشان كورته اللي منه راحت
ولكنه لقى البومة الحكيمة جاية من بعيد وفى اتجاهه طارت
سألته البومة الحكيمة بيعيط وزعلان ليه وإيه اللي ليه حصل
وحكالها كيمو على كورته اللي ضايعة والحال اللي له وصل
وقالها إنه كان لازم ياخد باله أكتر من لعبته ويحافظ عليها
البومة ابتسمت وقالتله، كلنا عندنا أخطاء كتيرة بنقع فيها
أهم حاجة لما تعمل أي حاجة غلط تتعلم الدرس منها
ومتكررش غلطتك تاني وإنك تحاول دايمًا تفكر إزاي تصلحها
فكر كيمو في كلام البومة الحكمية واقتنع بيه وقرر ينفذه
وفكر إزاي يبقى عنده كورة جديدة بدل اللي ضاعت منه
وراح جمع ورق الشجر والأغصان وربطهم كويس حوالين بعض
وبعد وقت ومجهود، قدر كيمو يعمل كورة جديدة بتجري على الأرض
وفرح كيمو بلعبته الجديدة اللي عملها بمجهوده ولعب بيها
واقتنع إننا كلنا ممكن نعمل أخطاء بس أهم حاجة نتعلم منها
وإنه مهما كان في موقف صعب لازم يحاول يبدأ تاني من جديد
ومن ساعتها بقى يحافظ على ألعابه وميحدفهاش لمكان بعيد
كان في أربعة أصحاب، بيشاركوا بعض في كل حاجة، وهم سوسن وبدر ونادر وشيرين
الأربعة كانوا قريبين من بعض، لكن في اختلافات كتيرة بينهم ومش في كل حاجة متفقين
مثلا سوسن كانت بتحب الصيف، عشان تاخد الإجازة وتقعد على الشط وتنزل البحر
وبدر كان بيحب الشتاء، عشان بيحب لمة العيلة في البيت وإحساس الدفا لما الدنيا تمطر
أما نادر فكان بيحب الربيع، عشان ينزل يتمشى في الجناين والورد مفتح والجو حلو بالليل
وشيرين كانت بتحب الخريف، عشان ورق الشجر الملون بيملى الشوارع وشكله جميل
وفي يوم، كل واحد فيهم بيدافع عن فصله المفضل ويقولهم إنه أحسن فصل وياريت يفضل طول السنة
ظهر لهم رجل عجوز قال لهم أنا بحقق الأمنيات وسمعتكم وهريحكم من حيرتكم انتم الأربعة
هحقق أمنية كل واحد فيكم بس بشرط، أمنية كل واحد هتعيشوها مع بعض في نفس الوقت
وعشان ترجعوا هنا تاني لنفس المكان لازم صاحب الأمنية ينط مرتين على الأرض
فكر الأصحاب الأربعة، وبعدها كلهم وافقو في النهاية على الاتفاق والشرط
وقال بدر أول أمنية، ياريت الدنيا تبقى شتاء على طول والجو يفضل برد
وفجأة الجو اتقلب رعد وبرق والكل اترعب إلا بدر كان مبسوط جدًا وسعيد
فات شهر واتنين وثلاثة والبرد لسة شديد وأمطار والأصحاب قاعدين من البرد في البيت
لحد ما في يوم بدر قال أنا أصحابي وحشوني ونفسي نخرج ونلعب مع بعض زي زمان
ونط بدر مرتين على الأرض وبعدها علطول رجع الأصحاب الأربعة لنفس المكان
وقالت سوسن ياه، أخيرًا خلص البرد والمطر، ياريت السنة تبقى كلها صيف
وعلطول اتغير الجو والشمس بقت حامية وسط السماء والناس لابسة خفيف
وفات شهر واتنين وثلاثة والأصحاب الأربعة زهقوا من الحر اللي مبيخلصش
وقالت سوسن، الصيف يعني إجازة وبحر، لكن مدرسة كل يوم في الجو ده مينفعش
ونطت على الأرض مرتين، وبرضه رجعوا الأصحاب الأربعة تاني مع بعض
وقال نادر بسعادة أخيرًا خلص الحر، ياريت الربيع يبقى طول السنة بجد
وفجأة اتغيرت الأحوال والورود فتحت فوق الأشجار والكل من نسمة الهواء اتبسط
وفات شهر واتنين وثلاثة والورود موقعتش بس فاكهة الصيف والشتا اختفت
بدر قال أنا نفسي في البرتقال وسوسن عاوزة المانجا وقال نادر وأنا نفسي في البطيخ جدًا
ونط نادر برجله مرتين على الأرض، ورجع الأصحاب الأربعة زي ما اتعودوا دايمًا
قالت شيرين وأخيرا خلص الربيع، وجه وقت أمنيتي عشان يبقى الخريف في كل الأيام
واتغيرت الأحوال وهبت الرياح ووقع ورق الشجر كله ومبقاش في السماء عصافير أو حمام
ومر شهر واتنين وثلاثة والورود مفتحتش ولما حبت شيرين تشتري ورد لصاحبتها ملقتش
فنطت شيرين على الأرض مرتين ورجع الأصحاب الأربعة تاني وكأن حاجة محصلتش
وعرف الأصحاب الأربعة إن الدنيا متنفعش تبقى فصل واحد عشان منزهقش منها
وإن الاختلاف بين الفصول نعمة، وإن لكل فصل ولأي اختلاف في الدنيا فايدة ولازم نقدرها
كان في ولد اسمه تيم، ولد مؤدب وشاطر ومعروف بصفاته الحلوة في مدرسته، والكل كان بيحب يصاحبه ويقعده في نفس المكان جنبه. تيم كمان كان بيحب اخواته ومامته وباباه، وهم كمان بيحبوه و بيحبوا يقعدوا يتكلموا معاه. بس تيم دايمًا كان يفَضَّل أصحابه ولعبه بالموبايل عن عيلته ويحب يقعد معاهم أو يلعب بالتليفون لوقت طويل، ولما يجي وقت الأكل والعيلة كلها تجتمع على السفرة تيم يبقى مشغول بيكلم أصحابه أو قاعد في أوضته بيلعب بالموبايل.
بابا تيم ياما قاله كتير إنه وقت الأكل لازم يجي ياكل معاهم زي اخواته، عشان لمة العيلة على السفرة مفيش حاجه ممكن عنها تعوضه. وكمان عشان لمة العيلة على الأكل بتخلي البركة والرزق في البيت يزيد، وبتخلي العلاقات بين العيلة الواحدة قوية وحديد، وكل ما يقعدوا ما بعض أكتر كل ما يقدروا يقربوا ويفهموا بعضهم وعلاقتهم تكون دايمًا قوية ما بينهم.
بس لما كانت ماما تخلص عمل الأكل وتنده على تيم واخواته عشان يتجمعوا كلهم على السفرة مع بعضهم، يفضل تيم برضه مشغول بالموبايل عنهم، ولما يخرج من الأوضة يكون أكله برد أو تكون العيلة خلصت أكل وياكل لوحده من غيرهم.
وفي يوم لما ماما خلصت الأكل وندهت على العيلة عشان تتجمع على الأكل على طول، والكل جه وقعد على السفرة إلا تيم مردش والعيلة افتكرت أنه كالعادة بالموبايل مشغول. وبعد مدة لاحظت ماما إن تيم بقاله كتير مخرجش من أوضته، ولا حتى طلب بعد ما خلصوا أكل إنه ياكل كالعادة لوحده. وراحت بسرعة تشوف حصل إيه، ولقت تيم تعبان وسخن ومش قادر يفتح عينيه، ولما راحوا للدكتور قال لباباه إنه تعبان ومرضه معدي ولازم يقعد لوحده عشان ميعديش اللي حواليه.
ولمدة أسبوعين فضل تيم قاعد لوحده في أوضته ومامته بتدخله الأكل وتخرج بسرعة، وزهق تيم من القعدة لوحده وندم على كل الأوقات اللي ضيعها ومقعدهاش مع عيلته الحلوة. ولما خف تيم من مرضه اعتذر لعيلته لإنه مكانش بيقَدَّر نعمة لمتهم مع بعض على السفرة، وإنه خلاص مش هيتأخر أبدًا عن ميعاد الأكل معاهم ولا مرة، وعاش تيم مع عيلته ومهما عن بعض بعدوا كانت لمة السفرة بتجمعهم وتزود في بيتهم البركة.
كان في فرس نهر صغير اسمه نينجا
عايش جنب نهر طويل في افريقيا
كل يوم تتقابل مجموعته من الفجر
وتروح تقضي طول اليوم عند النهر
اللي منهم يشرب واللي ياخد غطس
واللي لسة بيتعلم في العوم أول درس
إلا نينجا كان بيخاف من المياه مهما جرى
ولما مامته تقوله نط في الماية يرجع لورا
ويقولها مش عايز أبقى سباح
عايز أفضل على الشط وارتاح
وتقوله مامته إن العوم لازم فرس النهر يتعلمه
عشان دة بيساعد إنه يحافظ على حرارة جسمه
وفي يوم كان حر جدا والشمس حامية
نزلت كل أفراس النهر تستخبى فى الماية
ونينجا بس اللى منزلش وقعد على الأرض بعيد
كان خايف يقرب من النهر وقعد على الشط وحيد
وفجأة ظهرت مجموعة ضباع لئيمة
كانت بتدور على فريسة جديدة
لمح واحد منهم نينجا وشاور بسرعة عليه
ولقى نينجا نفسه لوحده والضباع حواليه
شافته مامته وندهت عليه بعلو الصوت
نط بسرعة فى المياه قبل ما الوقت يفوت
جري نينجا وقتها بأقصى سرعته
والضباع بتجري وراه وتحاول تمسكه
ونط نينجا في الماية من غير ما يخاف
وكل أفراس النهر شجعته بصوت عالي وهتاف
وبدأت مامته تعلمه يومها السباحة
وطلع ياخد نفس وينزل يكمل بالراحة
ونينجا قالت لمامته إن الخوف خرج من قلبه
وإن السباحة من النهاردة هتبقى هوايته
واتعلم يومها إن خوفه مينفعش أبدًا يتحكم فيه
وإنه يقدر يطلب دايمًا مساعدة من اللي حواليه
كان في بنت اسمها لين، بتحب مدرستها وزمايلها وأصحابها وهما كمان بيحبوها
لين كانت بتساعد كل اللي حواليها وده كان شئ بيسعد كل اللي يعرفها
ولين كانت بنت شاطرة ومؤدبة وبتسمع الكلام لكن عند وقت الأكل تغيير كبير بيحصلها
مبترضاش لين تاكل الخضار والأكل المفيد واللذيذ اللي ماما بتعمله عشانها هي وأخواتها
وتفضل تعيط وتضايق عشان متاكلش الخضار وبتكون عاوزة تاكل حاجات حلوة
وياما ماما قالتلها إن الخضار والفاكهة هما اللي هيخلوها تكبر وتطول وتبقى أقوى
وعشان كدا في المدرسة بتبقى تعبانة ومبتقدرش تلعب مع أصحابها وزمايلها
وساعات بتبقى سرحانة في الحصة ومبتفتكرش اللي المدرس بيقوله وبتنسى واجبها
ولما تاخد مصروفها تشتري به كله حلويات وتطلب من باباها يجيبلها حاجات حلوة كتير
ومهما ماما قالتلها السكر الكتير غلط وهيخليكي تتعبي مبتصدقش إن الموضوع مهم وخطير
وفي يوم بابا كان جايب شيكولاتة ليها ولاخواتها، أكلوا منها شوية وسابوا الباقي في التلاجة
صحيت لين بالليل وكل عيلتها نايمين وقعدت سهرانة لوحدها تتسلى وتاكل في الشيكولاتة
واحدة ورا التانية ولين مش بتوقف أكل، لحد ما خلصت الشيكولاتة كلها وهي مش حاسة
وبعدها لين تعبت أوى من السكر الكتير لدرجة إنها نامت على الكرسي وهي قاعدة
والصبح بابا وماما صحيوا لقوا لين نايمة برة أوضتها وحاطة إيدها على بطنها
بابا وماما قلقوا عليها وعرفوا إنها أكلت الشيكولاتة كلها وبطنها وأسنانها وجعوها
أخدوها بسرعة للدكتور، وبعد ما كشف عليها وأخدت الدوا طلب منها متاكلش حلويات
أما دكتور الأسنان فقالها إن أكل السكر بيإذي سنانها ولازم تاكل فواكه وخضروات
لين كان لازم ترتاح في البيت لحد ما تخف وقعدت أجازة أسبوع من المدرسة
وزهقت لين عشان مكانتش بتشوف أصحابها وزمايلها وبعدت عنهم لمدة طويلة
وعرفت إن الأكل المفيد مهم ليها وهيساعدها تقاوم الأمراض وهيخلي جسمها أقوى
وإنها لازم تاكل فاكهة وخضروات كتير حتى لو كان طعم الشوكولاتة والسكر أحلى
وفهمت لين إن السكر الكتير والحلويات مضرين وملهمش أي فايدة عشان صحتها
ولما جربت تاكل الأكل المفيد اللي ماما بتعمله موجعش بطنها وطعمه عجبها
كان في بنت اسمها هند، كانت شاطرة وطيبة وبتسمع الكلام
هند بتروح حضانتها وبتحب زمايلها وبتعمل واجبها كل الأيام
وبتفرح هند لما باباها يوديها الجنينة وتلعب بالمرجيحة وكمان الزحليقة
وهناك بتتعرف دايمًا على أصحاب جداد، عشان هي بنت لطيفة وظريفة
وبتحب هند لما تروح الجنينة تتفرج على الأشجار والفراشات والورود والعصافير
وعارفة إن العصافير صوتها حلو والورود والفراشات فيه منها أشكال وألوان كتير
بس هند فيها عيب وحيد، إنها لما تروح الجنينة ووردة تعجبها تقوم تقطفها
وحارس الجنينة قالها قبل كده لو بتحبي الورود سيبيها تعيش على أرضها
وفي يوم بابا هند وداها الجنينة عشان تنبسط مع أصحابها وتفرح وتلعب
وهي ماشية في الجنينة بين الأشجار شمت ريحة حلوة وجميلة تسعد القلب
الريحة عجبت هند جداً وفضلت ماشية وراها عشان تشوف دي جاية منين
ووصلت لوردة جميلة لونها أبيض وبتلمع في الشمس وعرفت إنها زهرة ياسمين
وهي واقفة بتتفرج على الياسمينة جات فراشة أجنحتها ملونة ووقفت عليها
ولما قربت هند أكتر سابت الفراشة الياسمينة وطارت بسرعة من فوقيها
قربت هند من الياسمينة أكتر وعجبها شكلها وريحتها وراحت قطفتها
ومشيت هند من الجنينة وسلمت على أصحابها والياسمينة في إيدها
وفضلت الياسمينة مع هند لكن بعد يومين دبلت وورقها كرمش وراحت ريحتها
ولما راحت الجنينة قالها الحارس إنها لما قطفت الياسمينة مشيت الفراشة من الجنينة وسابتها
زعلت هند من اللي حصل واعتذرت للحارس وقالت لازم تصلح الغلطة اللي عملتها
وحكت هند لباباها الحكاية كلها، وقالها الحاجة اللي تحبيها المفروض تحافظي عليها
والياسمينة كائن حي عشان متدبلش محتاجة شمس وهواء ومياه وغذاء من تربتها
وخلت هند باباها يجيبلها بذرة جديدة وزرعتها في أرض الجنينة من تاني وسقتها
وكل يوم كانت تطلب من باباها يروحوا الجنينة عشان تشوف وردتها
ويوم ورا يوم كبرت البذرة وبقت ياسمينة جميلة ومالية المكان بريحتها
وفي يوم وهند بتزور الجنينة شافت الفراشة الملونة رجعت تاني ليها
وكانت الفراشة فرحانة جدًا ومبسوطة وبترفرف بسعادة حواليها
وعرفت هند إننا لازم نحافظ على الورود ونرويها ونخليها في بيئتها
عشان تفضل مفتحة وتتغذى الفراشات من رحيقها وتفضل فيها ريحتها
كان في ولد اسمه معاذ، ولد شاطر جدا في مدرسته وبيحب كل المواد وخاصة الحساب، وكل المدرسين بيحبوه لإنه بيذاكر دروسه كويس وبيحب يلاقي لكل سؤال جواب. ومعاذ كان كمان بيحب يستكشف أي شيء جديد وبيحب يحل المشاكل ويعرف إيه الأسباب وإيه اللي خلاها من الأول تحصل.
ولإن معاذ كان بيحب الاستكشاف كان دايمًا يدور على أي حاجة جديدة ويفكها عشان يعرف جواها إيه، ومرة من المرات فك عربيته اللعبة عشان يعرف إزاي بتتحرك وإيه اللي بتمشي عليه. ومرة كمان فك ريموت التلفزيون عشان يعرف إزاي بيشتغل، وكل ما يشوف حاجة جديدة يبقى عايز يعرف إيه اللي جواها و ازاى بتتعمل.
وبابا مرة قاله لازم يحافظ على الألعاب والأجهزة الجديدة ويشغلها زي ما الكتالوج بتاعها بيقول، عشان ممكن لما يفتحها ويشوف اللي جواها ميعرفش يرجعها تشتغل تاني زي الأول. بس معاذ دايمًا كان عنده فضول، وحبه لإستكشاف الحاجات وإنه يعرف بتشتغل إزاى بقى غير معقول. ومن كتر الألعاب اللي باباه جابها له وفتحها وفكها، مبقاش عنده ألعاب بتشتغل كويس زي أول ما اشتراها.
وفي يوم كان صاحبه حمزة جايب عجلة جديدة، ولما معاذ شافها رجعت له عادته القديمة. حمزة كان بعجلته فرحان، وكان بيروح بيها كل مكان. ومعاذ قاله إيه رأيك نحاول نعرف بتمشي ازاي، وبعدها هرجعها لك زي ما كانت وهتفضل بيها رايح جاي.
حمزة فى الأول مكنش موافق على الفكرة، بس معاذ فضل يقنعه كتير لحد ما وافق بعد فترة. وفعلًا معاذ فك العجلة الجديدة وكل حاجة فيها بقت في ناحية لوحدها، وحاول بكل الطرق يعرف إزاي بتتحرك وإيه هو سرها. لكن بعد ما خلاص تعب وحب يرجعها زي ما كانت مع بعضها، معرفش يرجع كل القطع في مكانها والعجلة ممشيتش من بعدها.
ومعاذ بسرعة راح قال لباباه، وحكى له إن حمزة صاحبه زعلان منه بسبب اللي عمله معاه. وباباه قاله لازم في الأول تتصالح مع صاحبك ومعاه تتفاهم، وبعدها نروح نصلح العجلة عند شخص يكون في تصليح العجل فاهم.
وفعلًا معاذ اعتذر لصاحبه حمزة وصلحوا العجلة ورجعت جديدة زي ما كانت، وحمزة قِبِل اعتذار صاحبه وقاله عمرنا ما هنزعل من بعض بسبب حاجة خلاص فاتت. ومعاذ قال لباباه أنا مش هفك حاجة إلا لما أعرف إزاي ممكن لشكلها الأولاني أرجعها، ولو معرفتش عمري ما هحاول من غير ما أسأل افكها أو أبوظها، وعِرِف إن الفضول جميل لكن مش على طول ينفع يمشي ورا فضوله، عشان ممكن يسبب له مشاكل كتير في حياته.
كان في أسد وفيل عايشين مع بعض وبيعملوا كل يوم عرض فى سيرك كبير
الأسد كل يوم يعمل فقرته في السيرك ببراعة وكان يحبه الصغير والكبير
وبينط الأسد كمان مسافات كبيرة ويعدي بين الحلقات ويقف على إيديه
وكان كل الجمهور معجب بالأسد جدًا ومنبهر برشاقته وبقوة إيديه ورجليه
أما الفيل ففي فقرته كان بيدخل يقف على رجل واحدة وعلى المدرب يسلم
وكل الحاضرين ينبهروا ويقولوا إزاي الفيل الضخم ده للحركات دي بيتعلم
بس الفيل كان مضايق وشايف إن الجمهور بيحب الأسد ويسقفله أكتر منه
وفكر ممكن يعمل إيه عشان يوقف فقرة الأسد وياخد تسقيف الجمهور كله لوحده
وفي يوم مدرب السيرك دخل عندهم عشان يحط لكل واحد منهم أكله
وقتها اتسحب الفيل وجر أكل الأسد برة السيرك ومحدش كان واخد باله
وكرر نفس الحركة كتير، وافتكر الأسد إن المدرب مبقاش يحبه خلاص ونسيه
وزعل الأسد وتعب من قلة الأكل ومبقاش يقدر يقف زي الأول على إيديه
وفي يوم العرض طلب المدرب من الأسد ينط من بين الحلقات لكنه مقدرش
والجمهور اللي كان بيسقف للأسد وبيحضر كل فقراته بقى خلاص مبيحضرش
ولما اتكرر الحال ده كتير، قرر المدرب إنه خلاص هيدخل الفيل يعمل فقرة الأسد
ولما سمع الفيل كلام المدرب كان فرحان إنه هيكون هو البطل مش أي حد
وفي وقت العرض دخل الفيل الضخم للصالة كالعادة من أكبر باب
وخلص الفيل فقرته وبدأ يجهز عشان يعمل فقرة الأسد اللي غاب
بس لما المدرب قاله ينط من بين الحلقات، اتحشرت الحلقة في راسه الضخمة
ولما جه ينط عشان يمسك العقلة زي الأسد ما كان بيعمل، وقعت من تقله العقلة
واتضايق الجمهور من العرض ومسقفش للفيل، وكمان قال رجعوا الأسد من تاني
والفيل زعل من نفسه وحكى للأسد كل اللي عمله وخطط له واعتذر لإنه كان أناني
الأسد قِبِل اعتذاره وقاله إحنا الاتنين هدفنا في النهاية إننا نبسط الجمهور
وكل واحد وله طريقته، ميفرقش مين يدخل من أضخم باب ومين ينط من فوق السور
والفيل قال للأسد عندك حق احنا الاتنين مهمين، واتصالح الفيل والأسد مع بعض
واتفقوا الاتنين يعملوا كل اللي يقدروا عليه عشان يبقى العرض الجاي أفضل عرض
وفعلا في اليوم التاني بدأ العرض وكل واحد فيهم قام بدوره وشوية كمان زيادة
الفيل فضل واقف على رجل واحدة كتير والأسد اتشعلق على العقلة أطول من العادة
والجمهور اتبسط جدا من العرض وانبسط من الفيل والأسد وسقف لهم وكمان للمدربين
وبقى الفيل والأسد أصحاب، وعرف الفيل إن السيرك هينجح لو تعاونوا هما الاتنين
كانت في بنت اسمها هدير، بتحب عيلتها وأصحابها والكل كمان بيحبها، ولإنها بنت شاطرة وذكية كانت بانتظام كل يوم بتروح مدرستها وكمان بتروق أوضتها. وهدير كانت بتحب مامتها جدًا بس ساعات لما تيجي تقولها على حاجة تعند ومتسمعش كلامها، وساعات بتكرر طلبها كتير ولو ماما معملتش طلبها أو أجلته تزعل وتغضب ومتردش على ماما لما تنده عليها.
وفي مرة هدير كانت عندها تمرين سباحة بس وقتها كانت مكسلة ومتأخرة عن ميعادها. وماما قالتلها لازم تقومي وتروحي تمرينك، عشان مفيش حاجة تفوتك. هدير عاندت وقفلت عليها أوضتها ومرضيتش تروح تمرينها، ولما راحت بعدها التمرين لقت مدرب السباحة زعلان منها.
وفي مرة تانية كانت هدير عايزة تقعد في النادي فترة أطول شوية، ومش عايزة تروح وتلعب مع أصحابها عشان كانت مبسوطة. وماما قالتلها احنا اتأخرنا وعندنا واجبات تانية دلوقتي، ولكن هدير زعلت وقالتلها بس أنا عاوزة أمشي. وقعدت تتحايل على ماماتها يقعدوا شوية كمان، وساعتها ماما زعلت منها وأصرت إنهم يمشوا من المكان.
وفي يوم عبير أخت هدير كانت عايزة لعبة جديدة وهم ماشيين في المحل شافتها، فطلبت من ماماتها بأسلوب مهذب وبصوت معقول إنها تشتريها لها. ماما ردت عليها وقالتلها إنهم محتاجين يشتروا الحاجات الضرورية الأول وطلبت منها تصبر عليها، وعبير سمعت كلام مامتها في هدوء وبذكاء فهمت وجهة نظرها. هدير شافت موقف أختها، وفهمت إن احترام عبير لكلام ماما خلى الموقف يمر بسلام ومحدش زعل منها، وإنها صحيح مشترتش اللعبة بس بسبب أسلوبها الجميل ماما بهدية أحسن منها وعدتها.
كل دة خلى هدير تفكر بينها وبين نفسها إن ماما زعلت كتير منها وإنها خسرت كتير بسبب العند معاها. فقررت تروح تكلم ماما وتعتذر لها، ووعدتها تغير من أسلوبها وطريقتها. وماما قالتلها إنها دايما عايزة تفرحها وتبسطها وحتى لو رفضت طلبها، السبب بيكون إنها بتفكر قبل ما تاخد قرارها وإنها دايمًا بتعمل اللي في مصلحتها. وعرفت هدير إن العند وتكرار طلبها كتير هيزعل الناس منها، وعمر الطريقة دي أبدًا ما هتفيدها. ولكن أسلوبها الجميل هو الحاجة اللي الناس بيه هتحبها ويحبوا دايمًا يتعاملوا معاها.
كان في قطة اسمها موني كانت ساكنة في بيت جنب النهر
كانت موني بتحب تقعد بليل تبص على السماء والقمر
وكانت عايشة لوحدها عشان كده علطول بتكون زهقانة
مش بتلاقي حاجات كتير تعملها وده بيخليها زعلانة
وفي يوم كانت قاعدة بليل بتبص على السماء وسرحانة
وشافت صياد ماشي جنب النهر وماسك في إيده صنارة
فكرة جديدة جت لموني وهي إنها ممكن تجرب تصطاد
وقعدت طول اليوم ده بتتفرج بتركيز على اللي بيعمله الصياد
وراحت تاني يوم اشترت صنارة وراحت وقفت جنب المياه
حطت الطعم ورمت الصنارة ووقفت ماسكاها شوية
ولكن الصنارة مبتطلعش أي سمك فيها وابتدت تضايق
وبعد شوية وقت أخدت الصنارة ومشيت ومزاجها مش رايق
موني كانت حاسه بإحباط أول يوم لما مصطادتش ولا سمكة
ولكن الكلب روفي صاحبها عدى عليها وسمع منها كل القصة
روفي قالها إن الصيد محتاج صبر كبير ولازم تستنى رزقها
وقالها تروح تاني يوم تصطاد وتحاول المرة دي تطول بالها
وفعلًا موني سمعت كلام روفي وراحت عند النهر تاني يوم
والمرة دي وقفت بالصنارة من الصبح لحد ميعاد النوم
وبرضه مصطادتش ولا سمكة وروحت وقتها حقيقي غضبانة
ولما شافها الكلب صاحبها قالتله إنها على تجربتها ندمانة
ولكن روفي قلها إن الصيد محتاج مع الصبر هدوء وحكمة
لازم تكون مستمتعة بيه عشان تاخد منه كل الفايدة
موني كانت مش مقتنعة بكلام روفي لحد ما قالها إنه هيروح معاها
وفعلًا أخد هو كمان صنارة وراح تاني يوم عند النهر يصطاد وياها
حطوا الطعم في صنارتهم ووقفوا بهدوء من غير صوت ودوشة
وكانوا مش بيتحركوا كتير عشان السمك ميخافش ويقرب من الصنارة
وفعلًا لما موني سمعت تعليمات روفي حست بحركة الصنارة
وبسرعة ابتدت تشدها ولما طلعتها لقت فيها سمكة كبيرة
موني كانت سعيدة جدًا وقضت وقت لطيف مع روفي صاحبها
ولما خلصت يومها معاه رجعت ومعاها كل سمكاتها اللي اصطادتها
وشكرت روفي إنه نصحها ووقف جنبها عشان يساعدها
واعترفت له إنها اتعلمت حاجة جديدة وإنها اتغلبت على زهقها