في مكان واسع وسط الجبال، كان في حديقة جميلة
الحديقة دي كلها أشجار عالية وورود مختلفة ولطيفة
كل الأشجار اللي هناك كانت أوراقها خضراء وزاهية
والورد كمان كانت ألوانه حلوة وريحته كانت تحفة
والحديقة كانت مليانة طيور وحيوانات صغيرة كتير
كان في أرانب وسناجيب وقطط وعصافير بتغني وتطير
وفي وسط الحديقة كانت في شجرة اسمها دورا
كانت طويلة وشكلها جميل ولكنها كانت شجرة مغرورة
كانت شايفة نفسها أحلى شجرة في الحديقة كلها
وبتقول إن ورقها أكتر من أي شجرة تانية واقفة جنبها
وكانت مبتحبش العصافير تقف عليها ولا تبني أعشاشها
وعلطول بتقول إن العصافير بياكلوا ويبوظوا أوراقها
فلما كان ييجي أي عصفور يبني عشه، كانت تهز كل أغصانها
وتوقع العش على الأرض، فبقت العصافير تخاف تقف عليها
باقي الأشجار كانوا بيتجنبوا يتكلموا معاها بسبب غرورها
لإنها كانت بتتكلم دايمًا عن نفسها وعن جمال شكلها
يوم ورا يوم، ودورا بتطرد كل العصافير اللي تجيلها
لحد ما خلاص مبقاش في أي عصفور بيقرب منها
وفي يوم صحيت الصبح، لقت حاجة أبدًا متتوقعاش
لقت إن كل أغصانها عليها حشرات بتاكل في ورقاتها مبتسبهاش
وده طبعًا بسبب إن العصافير مشيت ومبقوش ياكلوا الحشرات
فبقت الحشرات تيجي على دورا وياكلوا في ورقها كل الأوقات
دورا مكانتش فاهمة هي بتعمل إيه كل مرة طردت العصافير
ولكنها قعدت تعيط لما شافت الحشرات عليها واقفين كتير
كل الأشجار اللي حواليها كانوا متضايقين منها ومن أسلوبها
ولكن لما شافوها بتعيط، صعبت عليهم وحبوا يساعدوها
طلبوا من العصافير اللي عليهم، يروحوا يبنوا أعشاش فوقيها
ويقضوا وقت ياكلوا الحشرات عشان يرجعوا يحافظوا عليها
وفعلًا رجعوا تاني العصافير يقفوا على دورا ويساعدوها
وهي كانت ممتنة جدًا ليهم وللمساعدة اللي بيقدموها
ووقتها اتأسفت لهم واتعلمت يومها من غلطتها
ووعدتهم متبقاش مغرورة وتحسن من أسلوبها وطريقتها