كان ياما كان، في قرية صغيرة بعيدة عن المدينة، كان عايش ولد اسمه مراد بيحب يتعلم حاجات جديدة. وكان مراد بيحب يستكشف ويتأمل السماء، ويفكر ويستعجب عن الكواكب والمجرات اللي في الفضاء. ومن كتر ما مراد بيحب يتأمل الكون وأعاجيبه، بقى نفسه يطلع رائد فضاء ويستكشف بنفسه الكون وكل أسراره.
وكان مراد بيقضي وقته في عمل نماذج من الورق للطيارات وسفن فضاء تخترق السحاب، وبيحلم ليل نهار إنه بيخوض مغامرة حقيقية في السماء مش مجرد شوية ألعاب. بس كان دايمًا عنده مشكلة مش عارف سبب ليها، إنه علطول حاسس بملل من المذاكرة ويهملها، وممكن بالأيام ميفتحش كتب المدرسة ويسيبها، وبيزهق من واجباته اللي المدرسين منه بيطلبوها. ولما اتكلم مع باباه قبل كده قاله كتير إن الحلم لوحده مش كفاية، لازم يبذل مجهود عشان يوصل لحلمه ومذاكرته هي البداية.
وفي يوم المدرسة عملت معسكر لمحبي الفضاء والعلوم اللي مرتبطة بيه، وأقنع مراد باباه إنه يروح عشان يعرف أكتر عن المجال اللي نفسه لما يكبر يشتغل فيه. ولما راح مراد المعسكر، شاف أولاد كتير في سنه وأكبر منه، وكلهم بيحبوا الفضاء ومهتمين بيه زيه. بس الفرق بينهم وبينه إنهم عارفين يشاركوا في كل أنشطة المعسكر، ولما سألهم عن السبب ردوا إن مذاكرتهم لدروسهم خلتهم يفهموا علم الفضاء أكتر وأكتر.
في المعسكر اتعلم مراد معلومات أكتر عن الفضاء ومغامراته، وكل ما يعرف أكتر يكتشف إن المذاكرة مش مملة ولا حاجة. وإن هدفها إنه يفهم أكتر العالم من حواليه، ولما يفهم أكتر هيعرف لما يكبر يطلع اللي نفسه فيه. وعشان كدا لما رجع مراد بيته قرر يركز في مذاكرته، لإنه لما يتعلم حاجة جديدة كل يوم دة بيقربه خطوة من حلمه. وبقى مهتم أكتر بالمذاكرة ومركز وحاطط هدفه قدام عينيه، وكل ما كان يذاكر أكتر، يتخيل اليوم الي هيوصل لحلمه فيه. وماما وبابا بقوا فخورين بيه وبيشجعوه دايمًا، ومراد مبقاش يكسل من يومها يذاكر ولا يتعلم أبدًا.