كان في بلد صغيرة وجميلة، مليانة بالخضرة والأشجار
فيها ولد اسمه كيفين، بيحب يلعب مع صحابه طول النهار
كيفين كان ولد مهذب جدًا، وطريقة كلامه لطيفة مع كل الناس
ودايمًا لما يتكلم مع أي حد، الحب والود في كلامه هما الأساس
وفي يوم كيفين كان بيلعب مع أصحابه وشافوا قطة صغيرة تايهة
كانت لوحدها وشكلها تعبانة وجعانة، ولما قربولها كانت خايفة
ولكن كيفين راح جاب طبق وحط فيه مياه وأكل عشان القطة
وقرب منها براحة وحطه قدامها لحد ما قربت وبقت مطمنة
وبعدها مشيت القطة بعيد وكان كيفين مبسوط إنه قدر يساعدها
ولكنه بعدها قعد يفكر يا ترى لو مكانتش لقت أكل كان هيبقى إيه حالها
وبعدها لما روح البيت قال لباباه إنه حزين لأن في حيوانات كتيرة
تايهة في كل الشوارع ومعندهاش أكل وبتواجه حاجات خطيرة
وإنه نفسه يساعدهم ويقدر ياخد باله منهم كلهم ويطمنهم
ولكنه إزاي ممكن يساعد كل الحيوانات ويربيهم ويأكلهم
باباه قاله إن دايمًا في مشاكل كتير موجودة حوالينا وصعب نحلها
ولكن ممكن نفكر إزاي نعمل حاجة ولو بسيطة عشان نقللها
قعد كيفين يفكر هو وباباه، لحد ما كيفين قاله أنا عندي فكرة
ممكن نحط أكل ومياه في علب صغيرة ونوزعها في كل القرية
باباه قاله دي فكرة جميلة وبيها هتقدر تساعد حيوانات كتير
وأي حيوان هيشرب منها أو ياكل، هتكون ساعدته بشكل كبير
وفعلًا تاني يوم الصبح كيفين خرج مع أصحابه والأكل معاهم
ومشيوا وزعوه في كل القرية والناس كانوا فخورين جدًا بيهم
وبقت عادة عند أطفال القرية إن اللي يلاقي علبة فاضية يملاها تاني
وكل الحيوانات بتلاقي أكل طول الوقت ومفيش حيوان جعان ووحداني
في يوم مشمس وجميل، صحيت لانا الصبح بدري مبسوطة
النهاردة رحلة المدرسة، وجهزت كل حاجتها مظبوطة
المدرسة كانت وخداهم رحلة لحديقة الحيوانات وكلهم كانوا متحمسين
أصل لانا وكل أصحابها أول مرة يشوفوا كل الحيوانات دي في مكان متجمعين
لانا أخدت أكلها والعصير ونزلت مع بابا يوصلها للمدرسة بتاعتها
وهناك أول ما شافت أصحابها قعدت تتنطط عشان متحمسة لرحلتها
ولما وصلوا كلهم للحديقة، بدأوا يتمشوا ويتفرجوا على الحيوانات
وبعد شوية لانا وأصحابها كانوا عاوزين يشتروا لعب وحلويات
استأذنوا المُدَّرسة وراحوا لمكان قريب من الرحلة وكانوا شايفينهم
ولكنهم اندمجوا بشكل اللعب الجميلة واكتشفوا إنهم بعدوا عنهم
لانا كانت قلقانة هي وأصحابها وبدأوا يدوروا على رحلتهم
مكانوش شايفينهم لأنهم دخلوا لبيت الفيل من جوه وسابوهم
نيللى صاحبتها ابتدت تعيط وكانت خايفة أحسن ميعرفوش يرجعوا
وباقي البنات لما شافوا نيللي متوترة هما كمان بدأوا يتوتروا
لانا الوحيدة اللي كانت هادية شوية وحاولت تتكلم معاهم وتهديهم
وقالتلهم لازم نحاول نمشي شوية في المكان ونبدأ ندور عليهم
قعدوا يدوروا شوية ولكن برده مكانوش لاقيين أصحابهم ولا المدرسيين
كل البنات كانوا بيفكروا يا ترى ممكن يعملوا إيه وكانوا خايفين
لانا حست إنهم لو قعدوا يدوروا كده ممكن يبعدوا عن مكان ما سابوهم
والأفضل لو وقفوا في نفس المكان يمكن المدرسين يرجعوا ويلاقوهم
وبعد شوية الدنيا كانت بدأت تبقى زحمة والبنات لسه قلقانين
لانا حاولت تهديهم شوية وقالتلهم ممكن ياكلوا لأنهم أكيد جعانين
قعدوا ياكلوا مع بعض وابتدوا يهدوا شوية كمان ولانا جتلها فكرة
قالت لأصحابها احنا ممكن نخلي حد كبير يدور معانا على الرحلة
ولكن لازم ندور كويس في الأول على حد يساعدنا ونكون له مطمنيين
والأفضل لو ملقيناش حد من أمن الحديقة نكلم أي ماما معاها أطفال صغيرين
وفعلًا بدأوا يدوروا ولقوا واحد من أفراد الأمن ولكنهم برده لقوا أم واقفة
قرروا يروحوا للأم ويكلموها عشان تكلم معاهم فرد الأمن وفعلًا نفذوا الخطة
طلبوا من الأم وأطفالها يتكلموا مع فرد الأمن عشان يساعدهم
كانت الأم لطيفة جدًا وقعدت تطمنهم ووقفت معاهم تونسهم
فرد الأمن قال لكل أصحابه في كل الحديقة يدوروا على الرحلة بتاعتهم
وأخيرًا لقوا أصحابهم والمُدَّرسين ورجعوا تاني يكملوا يومهم
ولما المُدَّرسة سمعت عن اللي حصل معاهم، شكرت لانا على هدوءها
لأنها قدرت تهدي أصحابها وكمان طلبت من أم تساعدها وحييتها على تصرفها
كان في قرية جميلة ساكن فيها عائلات كتيرة مبسوطين
كل أطفال القرية أصحاب وبيلعبوا مع بعض وبيكونوا فرحانين
كان في وسط الأطفال بنوتة جميلة اسمها رهف وكانت طيبة
بتحب تلعب مع الحيوانات ودايمًا بتعامل أصحابها كويس ومؤدبة
ومرة وهي بتلعب مع أصحابها، حد منهم حدف الكورة وخبطت فيها
رهف قعدت تعيط وزعلت وكانت فاكرة إنه قاصد يحدفها عليها
وهي بتعيط أصحابها حاولوا يهدوها ولكنها كانت متضايقة جدًا
وجت بنوتة قالتلها إنتي علطول بتعيطي على كل حاجة دايمًا
ولما رهف سمعت كلام صاحبتها، زعلت أكتر ومشيت وراحت على بيتها
ودخلت الأوضة وقعدت تعيط وقررت مش هتلعب تاني مع أصحابها
وكانت طول اليوم قاعدة لوحدها زعلانة وكانت متضايقة
ماما دخلت عليها وسألتها مالها وكان باين عليها إنها زعلانة
حكت رهف لماما الحكاية وقد إيه أصحابها يومها ضايقوها
وقالتلها إنهم كانوا قاصدين وأكيد هما كده مش بيحبوها
ماما حضنتها وقالتلها ولكن أصحابك معملوش حاجة تدل على كده أبدًا
هما ممكن غلطوا في طريقتهم ولكن ده مش معناه إنهم مش بيحبوكي دايمًا
وقالتلها إنه مش المفروض ناخد موقف واحد ونزعل أوي كده عليه
لأنهم دايمًا معاكي وأصحابك ممكن مقصدوش كلامهم يضايقوكي بيه
وعاوزاكي دايمًا تحافظي على دموعك ومتعيطيش على كل حاجة بسيطة
والأفضل تناقشي مشاعرك وتقوليها بصراحة بطريقة تكون مفيدة
لازم تعبري عن اللي بيضايقك بوضوح لأن مشاعرك مهمة ومتقدرة
مش بس تتضايقي وتعيطي لأنك هتكوني تعبانة دايمًا ومتضايقة
رهف فهمت كلام مامتها وراحت تلعب تاني مع أصحابها وسامحتهم
ولما بتحصل حاجة تضايقها منهم بتتكلم فيها معاهم وتفهمهم
واتعلمت بعدها متزعلش بسرعة غير لما تفهم حقيقة الحكاية
ولو حد كان قاصد يضايقها بتفهمه غلطه وبتعرفه بصراحة إنها زعلانة
كان في ولد وبنت اخوات ، اسمهم بودي ورودي، كانوا حلوين ومؤدبين
كانوا هما الاتنين دايمًا بيلعبوا مع بعض وبيقضوا يومهم مبسوطين
وفي يوم صحيوا من النوم ولقوا ماما مرهقة ونامت كتير
قعدوا يفكروا إزاي ياخدوا بالهم منها ويحسسوها بحبهم الكبير
رودي وبودي قعدوا في أوضتهم يتكلموا مع بعض ويتناقشوا
فكروا يجيبولها هدية عشان تبسطها، وكانوا قاعدين بيفكروا
رودي جاتلها فكرة وقالت لبودي، احنا ممكن نساعد ماما في نضافة البيت
هي أكيد تعبانة مش هتقدر تعمل كل حاجة، يلا نخليه نضيف وجديد
بودي وافق على فكرة رودي وكانوا متحمسين جدًا وقعدوا يقسموا الحاجات
واتفقوا كل واحد فيهم هيعمل إيه عشان يقدروا بسرعة يخلصوا المهمات
وقضوا اليوم كله في تنضيف البيت ومساعدة ماما عشان يبسطوها
ولما كانت حاجة تبقى صعبة على حد فيهم، بيتعاونوا مع بعض فيها
وأخر اليوم جه، ورودي وبودي كانوا خلاص مش قادرين
خلصوا كل حاجة ماما في العادة بتعملها، وكانوا حقيقي مرهقين
وبعد ما خلصوا البيت، ماما شافته وكانت فخورة بيهم جدًا
وقالتلهم إنهم حقيقي أسعدوها، وإنها هتفضل فاكرة مساعدتهم دايمًا
وبعد ما دخلوا أوضتهم وقعدوا مع بعض يرتاحوا من يومهم الطويل
بودي قال لرودي، تخيلي إن ماما بتعمل كل ده علطول من غير تفكير
وفكروا في الشغل الكتير وإنهم مكانوش حاسين هي بتتعب قد إيه
واتفقوا سوا إنهم ميبهدلوش حاجتهم ويساعدوا ماما باللي يقدروا عليه
ومن يومها بودي ورودي علطول بيروقوا أوضتهم ويساعدوا ماما كتير
وبقت ماما ترتاح أكتر لأن رودي وبودي حاسين بمسؤوليتهم بشكل كبير
شهاب كان ولد صغير وجميل، كان عايش في البيت مع أسرته
كان شهاب بيحب يقضي يومه يتعلم حاجات تفيده وتسعده
كان ساعات بيخرج يقعد في البلكونة يلعب بألعابه ويتبسط بيها
وكان بيحب يشوف الشمس كتير لأن الجو بيبقى جميل فيها
وفي يوم شهاب أخد شوية من ألعابه ودخل بيها البلكونة
ولما دخل البلكونة وحط ألعابه، شاف نحلة بتطير جنبه
شهاب خاف جدًا ولكنه بعدها بيبص فوق لقى خلية نحل كبيرة
كانت متعلقة جنب بلكونتهم، وكان بيطير حواليها نحلات كتيرة
راح بسرعة شهاب ينده على باباه، وقاله على الخلية وإنهم لازم يموتوهم
كان خايف من النحل جدًا وقال لباباه لو سابوا النحل ممكن يأذوهم
باباه كان فاهم خوف شهاب من النحل، ولكنه طبطب عليه
وقاله ميقلقش النحل مش ممكن يعملك حاجة لو محاولتش تأذيه
وقاله إن النحل مفيد جدًا لحياتنا وبيساعد بيئتنا بشكل كبير
وإن النحل حشرات ذكية وبتعملنا العسل المفيد وطعمه جميل
وكمان بيخلوا الأزهار والخضروات والفاكهة تكبر وتبقى حلوة
ومينفعش أبدًا نأذيهم بدون ما يأذونا لأن وجودهم حاجة مهمة
وبابا كمان قاله يتعود عمومًا ميأذيش أي كائن تاني طالما مش خطر عليه
ويحاول دايمًا يفكر في طريقه يبعد بيها عن الكائن ده من غير ما يأذيه
وبعدها بدأوا يفكروا ازاي ممكن يبعدوا الخلية عن البلكونة بتاعتهم
وقرروا يكلموا حد مختص عشان ييجي يشيل الخلية ويساعدهم
وفعلًا جه حد ساعدهم وأخدوا الخلية في مكان يكون أمان عليهم
واتعلم شهاب يومها، إن النحل كائنات جميلة، وميحاولش أبدًا يأذيهم
كان في بنوتة اسمها سيرا، كانت هادية طول الوقت ولطيفة
كانت بتحب تقعد مع اخواتها وأصحابها، وابتسامتها جميلة
سيرا كانت كل يوم الصبح تصحى تتفرج على الطيور من الشباك
كانت بتحب صوتهم وتشوفهم وهما بيطيروا في السماء بعيد هناك
وكانت ممكن تقعد تتفرج عليهم طول اليوم من غير ما تزهق أبدًا
وماما لما تسألها ليه بتحبيهم، ترد وتقول عشان بحسهم مبسوطين دايمًا
وفي يوم سيرا وعيلتها كانوا مسافرين يتفسحوا في مكان بعيد
وراحوا قبل الفسحة نزلوا اشتروا حلويات كتير ولبس جديد
سيرا كانت متحمسة جدًا، وكانت دي أول مرة سيرا هتركب طيارة
كانت كل اللي بتفكر فيه إنها هتبقى حاسة بحرية زي العصفورة
وجه يوم السفر وركبت سيرا الطيارة وهي مبسوطة مع عيلتها
سيرا قعدت جنب الشباك واستنت الطيارة تمشي وكانت باصة من شباكها
ولكن أول ما الطيارة طارت، سيرا حست بوجع في ودنها وضغط شديد
وصوت الطيارة كان عالي جدًا، وكانت سامعة أصوات كتيرة من بعيد
ابتدت تخاف وكانت قلقانة، ومسكت بسرعة سيرا في إيد مامتها
ولما ماما حست بخوفها، فضلت ماسكاها وبتحاول إنها تطمنها
ولما وصلت سيرا كانت زعلانة لأن التجربة مكانتش زي ما تخيلتها
كانت فاكرة إنها هتبقى حاسة زي العصفورة وهي طايرة وفاردة جناحاتها
ولكن ماما قالتلها متزعلش، بالعكس المفروض تتبسط من تجربتها
وتبقى سعيدة إنها قدرت تشوف حاجة جديدة حتى لو مختلفة عن اللي في خيالها
وكمان لازم تبقى عارفة إن مش بس الطيور والبني آدمين مختلفين
لأ ده كمان كل واحد عايش في الكون عنده حاجات مختلفة عن التانيين
وتجربتها كانت مختلفة عن اللي حواليها مع انهم عايشين نفس الحاجة
وده يعلمها تبص للدنيا بشكل جديد كل مرة، وهتتعلم حاجات زيادة
سيرا كانت مبسوطة بكلام ماما معاها، وقررت تستمتع بكل حاجة بتعملها
وكمان هترجع تتفرج على الطيور وتفكر قد إيه كانت في الطيارة قريبة منها
في يوم جميل ومشمس، كان الجمل مايلو مسافر مع عيلته
وفي وسط سفريتهم كانوا هيمروا على غابة وهتكون جزء من رحلته
مايلو كان أول مرة يروح غابة مع عيلته وكان متحمس يشوفها
ولما دخلها كان مبسوط جدًا لأنها مختلفة عن الصحراء اللي عاش فيها
مايلو وعيلته كانوا بيرتاحوا شوية في الغابة وبعدها هيكملوا سفرهم
وراح مايلو يستكشف المكان قبل ما يسيبوه ويكملوا طريقهم
وهو بيتمشى شاف مجموعة من الحيوانات بيلعبوا مع بعض كلهم
راح وقف هناك واتكلم معاهم وقالهم إنه عاوز يتعرف عليهم
كان في أسد وبجعة وغزالة وكمان ذئب، وكلهم اتعرفوا عليه
قعدوا يتكلموا معاه شوية، وبعدها بدأوا يسألوه عن شكله وعن حياته
وسألوه كمان ليه عنده سنم على ضهره، وليه رموشه طويلة جدًا
واستغربوا من طول رجله وأقدامه المدورة وإنهم مشافوش زيهم أبدًا
مايلو اتضايق من أسئلتهم وحس إنهم بيتريقوا عليه وسابهم
وراح لمامته وكان واضح عليه الضيق والحزن وقالها على كلامهم
ماما قالتله ميزعلش وفهمته بهدوء إنه عنده مميزات كتيرة جدًا
ولو حد في يوم سأله عليها، لازم يرد ويبقى واثق إنه مميز دايمًا
وقالتله إن السنم اللي على ضهره بيساعده يخزن مياه في السفر تساعده
ورموشه الطويلة المميزة جدًا بتحافظ إن الرمل ميدخلش في عينه
أما عن رجله الطويلة وأقدامه المدورة فهي بتخليه يمشي في الرمل بسهولة
وقالتله إن الحيوانات دول من صفاتك المميزة كانت مذهولة
ماما قالتله ميتضايقش أبدًا من شكله ويخليه واثق في نفسه
ولما حد يسأله عن حاجة تخصه، يرد وهو حاسس بتميزه
مايلو فهم كلام ماما ورجع تاني لأصحابه الحيوانات وكلمهم عن صفاته
ومن يومها مايلو بقى واثق في نفسه، ومبيخليش حد يشكك في شكله أو قدراته
كان في بنوتة اسمها حلا، كانت جميلة وعلطول على وشها ابتسامة
حلا كانت بتحب تلعب بالعرايس بتوعها، وبتقضي وقت كتير في الأوضة
كانت كل يوم حلا تنضف عرايسها وتسرحهم وترصهم بشكل جميل
وتقعد تلعب بيهم وبتكون مبسوطة ومستمتعة من الصبح لحد بليل
كانت حلا كل ما تروح محل ألعاب تطلب من ماما تجيبلها عروسة جديدة
بتكون متحمسة جدًا وهي بتشتري عروسة عشان تحطها مع باقي المجموعة
وفي يوم جت واحدة صاحبتها تزورها وشافت كل العرايس بتاعتها
وسألتها ليه عندك عرايس كتير، قالتلها حلا عشان ماما بتشتريهم عشانها
وبعدها حلا قالت لصاحبتها، انتي بقى عندك كام عروسة في بيتك؟
سكتت البنت شوية وقالتلها، أنا معنديش غير عروسة واحدة، يا بختك
ماما سمعت الحوار اللي ما بينهم، ولما مشيت صاحبة حلا، ماما ندهتها
ابتسمت في وشها وقالتلها إنها عاوزة تقولها على حاجة تاخد بالها منها
لازم تعرف إن ربنا بيحبنا كلنا، ولكن كل واحد فينا عنده حاجات مختلفة
في حد ممكن يكون شاطر جدًا وحد ذكي، وحد يكون شخصيته مميزة
وكمان في ناس كتير عندها أفكار مختلفة، وظروف الناس مش زي بعضها
يعني الحاجات اللي انتي تقدري تجيبيها مش شرط صاحبتك تقدر تجيب زيها
وأكيد صاحبتك ربنا ميزها بميزة جميلة ومختلفة متكونش عندك
فإنتي لازم تعرفي إن مش كل أصحابك هيبقى عندهم حاجات زيك
وعشان كده مينفعش نسأل حد عنده كام حاجة أو حاجته بتساوي قد إيه
لأن دي حاجات خصوصية ممكن تجرح حد أو تضايق فيه
حلا فهمت كلام مامتها وقالتلها إنها مكانتش تقصد تحرج صاحبتها
ولكنها اتعلمت برده تاخد بالها من كلامها عشان متضايقش غيرها
كان في حديقة كبيرة جميلة، وكانت مليانة بأحلى زهور
كل الزهور كانت جميلة وملونة وبيبقى شكلها جميل في النور
في وسط الزهور كان في وردة اسمها روز، كانت أوراقها جميلة
كانت روز بتحب تتفرج على الطيور ونفسها تحس بالحرية
كان نفسها تكون زي الطيور فوق في السماء تطير وترفرف بجناحاتها
وكانت بتزعل كل ما تفتكر إنها وردة على الأرض متملكش غير ورقاتها
كل يوم من بداية النهار لحد آخر اليوم، بتحلم روز بطيرانها
وبتحلم تطير لفوق عالي جدًا لحد ما تلمس شعاع الشمس بجناحها
كانت روز عندها صاحبة وردة اسمها زهرة، كانت جدًا لطيفة
وكانت بتزعل على صاحبتها وبتقولها إن حياتهم فعلًا جميلة
ولكن روز مكانتش بتسمع الكلام ده من زهرة ومبتحبهوش
وكانت بتقولها إنها متعرفش يعني إيه احساسك بحلم محققتهوش
وفي يوم الصبح بدري، جه طفل كان بيلعب في الحديقة جنبها
قرب على روز وعجبه لونها وقرر إنه ياخدها معاه وبسرعة شدها
روز كانت حاسه بسعادة كبيرة جدًا أول ما اتقطفت لأن حلمها بيتحقق أخيرًا
وقالت لزهرة صاحبتها، أنا رايحة أعيش حياة مختلفة وجديدة جدًا
قضت روز اليوم كله مبسوطة والولد ماسكها في إيده بيلعب بيها
ولكن على أخر اليوم، كانت روز مجهدة والإرهاق كان واضح جدًا عليها
وبعد ما الولد لعب بيها كتير، رماها على الأرض ودخل ينام في أوضته
وقعدت روز حزينة على الأرض، مش متخيلة إن حلمها دي نهايته
قضت طول الليل على الأرض ووقتها اكتشتف حاجة مهمة
إن مش كل حاجة نحلم بيها هتكون في مصلحتنا ولا هتكون مفيدة
لازم نفكر دايمًا بنحلم بإيه وعاوزين نعمله ليه كويس قبل ما نحلم بيه
ونعرف إن ربنا بيختار لنا الأنسب لينا وكل واحد في المكان اللي يليق عليه
كان في حديقة كبيرة اوي موجودة في وسط المدينة
كل الأطفال بيروحوا يلعبوا فيها ويقضوا أوقات جميلة
الحديقة دي كانت مليانة زرع وأزهار وشجر كبير
ودايمًا مليانة بصوت ضحك الأطفال ولعبهم الكتير
ولكن كان في زاوية صغيرة في الحديقة، كان موجود فيها صبارة
الصبارة دي كانت وحيدة جدًا وشكلها دايمًا حزينة
مع إن الورود اللي حواليها كلهم مبسوطين
ولكنها دايمًا كانت ساكتة ومش بتتكلم مع التانيين
وفي يوم، الصبارة سمعت الورود بيتكلموا عليها
بيقولوا ان هي علطول زعلانة عشان محدش بيجي جنبها
وكل الأطفال اللي في الحديقة بيروحوا عند الورود يشموها
ولكنهم اول ما يشوفوا الصبارة بيخافوا يلمسوها
الصبارة زعلت جدًا لأن فعلًا كلام الورود عليها حقيقي
الصبارة كانت لوحدها ونفسها أي حد جنبها ييجي
وفي يوم، كان في بلونة جميلة طايرة في الحديقة لوحدها
وراحت عند مكان الصبارة، والورود حذروها تيجي جنبها
قالوا لها خلي بالك أحسن لو روحتي هناك هتفرقعي منها
البلونة اتضايقت من كلامهم، وراحت عند الصبارة وكلمتها
الصبارة مشيت بسرعة من جنبها وقالتلها امشي بعيد عني
أنا مليانة شوك وانتي أكيد هتتأذي لو جيتي وقربتي مني
البلونة قالت للصبارة، مش لازم أقربلك انا بس هتكلم معاكي
أنا مش مبسوطة من الكلام اللي كل الورود بيقولوه عليكي
انتي مش مصدر للخوف، ومش المفروض هما يضايقوكي
اللي بيحبك بجد هما اللي هيفضلوا معاكي ويصاحبوكي
وأنا شوفتك من بعيد وانتي لوحدك واتضايقت عشانك
وجيت أتكلم معاكي وأطلب منك تخليني أكون صاحبتك
الصبارة استغربت من طلب البلونة، وقالتلها بس أنا هأذيكي
البلونة قالتلها، مش لازم عشان أصاحبك أقرب أوي ليكي
ممكن نكون أصحاب ونقضي وقت جميل مع بعض جدًا
ونبقى زي أي صحاب، ونكون موجودين عشان بعض دايمًا
الصبارة اتبسطت من طلب البلونة وشكرتها إنها كلمتها
واتعلمت إن الصديق الحقيقي هو اللي هيشوف طيبتها
ومن يومها وهما أصحاب جدًا وبيقضوا وقت مع بعضهم
بيتكلموا كتير ويضحكوا، في صداقة محدش فاهمها زيهم
في مكان واسع وسط الجبال، كان في حديقة جميلة
الحديقة دي كلها أشجار عالية وورود مختلفة ولطيفة
كل الأشجار اللي هناك كانت أوراقها خضراء وزاهية
والورد كمان كانت ألوانه حلوة وريحته كانت تحفة
والحديقة كانت مليانة طيور وحيوانات صغيرة كتير
كان في أرانب وسناجيب وقطط وعصافير بتغني وتطير
وفي وسط الحديقة كانت في شجرة اسمها دورا
كانت طويلة وشكلها جميل ولكنها كانت شجرة مغرورة
كانت شايفة نفسها أحلى شجرة في الحديقة كلها
وبتقول إن ورقها أكتر من أي شجرة تانية واقفة جنبها
وكانت مبتحبش العصافير تقف عليها ولا تبني أعشاشها
وعلطول بتقول إن العصافير بياكلوا ويبوظوا أوراقها
فلما كان ييجي أي عصفور يبني عشه، كانت تهز كل أغصانها
وتوقع العش على الأرض، فبقت العصافير تخاف تقف عليها
باقي الأشجار كانوا بيتجنبوا يتكلموا معاها بسبب غرورها
لإنها كانت بتتكلم دايمًا عن نفسها وعن جمال شكلها
يوم ورا يوم، ودورا بتطرد كل العصافير اللي تجيلها
لحد ما خلاص مبقاش في أي عصفور بيقرب منها
وفي يوم صحيت الصبح، لقت حاجة أبدًا متتوقعاش
لقت إن كل أغصانها عليها حشرات بتاكل في ورقاتها مبتسبهاش
وده طبعًا بسبب إن العصافير مشيت ومبقوش ياكلوا الحشرات
فبقت الحشرات تيجي على دورا وياكلوا في ورقها كل الأوقات
دورا مكانتش فاهمة هي بتعمل إيه كل مرة طردت العصافير
ولكنها قعدت تعيط لما شافت الحشرات عليها واقفين كتير
كل الأشجار اللي حواليها كانوا متضايقين منها ومن أسلوبها
ولكن لما شافوها بتعيط، صعبت عليهم وحبوا يساعدوها
طلبوا من العصافير اللي عليهم، يروحوا يبنوا أعشاش فوقيها
ويقضوا وقت ياكلوا الحشرات عشان يرجعوا يحافظوا عليها
وفعلًا رجعوا تاني العصافير يقفوا على دورا ويساعدوها
وهي كانت ممتنة جدًا ليهم وللمساعدة اللي بيقدموها
ووقتها اتأسفت لهم واتعلمت يومها من غلطتها
ووعدتهم متبقاش مغرورة وتحسن من أسلوبها وطريقتها
كان في قرية صغيرة، سكانها كانوا عددهم قليل وطيبين
كلهم عارفين بعضهم وبيقضوا أوقات مع بعض مبسوطين
كان في القرية مدرسة واحدة والأطفال بيروحوها كلهم
وفي الأجازة، الأطفال بيتجمعوا ويلعبوا كتير مع بعضهم
وفي مرة في الشتاء جت رياح وعواصف شديدة جدًا
وبوظت كل الأشجار وحدائق البيوت مبقتش حلوة أبدًا
وكل أهل القرية كانوا زعلانين على الحدائق بتاعتهم
وعشان كده لما الصيف جه، شجعوا الأطفال يصلحوا قريتهم
وقرروا يعملوا مسابقة ما بين الأطفال اللي في القرية كلها
وأكتر حد هيخلي حديقته جميلة، هياخد جايزة لحاجة بيحبها
الأطفال كلهم كانوا متحمسين، وكان علي واحد منهم
قعد يفكر كتير ممكن يخلي حديقته أجمل واحدة فيهم
وبدأ علي يجمع معلومات عن الحدايق ويسأل كتير
وعرف أخيرًا هيعمل إيه وبدأ فعلًا ينفذ من الحديقة جزء كبير
وكل ما حد يعدي عليه كان بيمدح في شكل الحديقة
وكانوا مستنيين يشوفوا بعد شغله ده هتكون إيه النتيجة
كل الأطفال بدأوا يغيروا من علي لإنه كان شغله جميل جدًا
وعرفوا إن علي هو اللي هيكسب ومش ممكن يخسر أبدًا
وعشان كده ولد من الأطفال بسبب غيرته قرر يضايقه
وبالليل بعد ما كله نام، راح لحديقته وبوظله شغله
ولما صحي علي الصبح لقى الحديقة بتاعته متدمرة
الزينة اتكسرت، وكل الورود اللي حطها كانت متقطعة
علي كان زعلان جدًا وقعد يعيط ومامته شافته زعلان
حكالها اللي حصل وإن اللي عمل كده أكيد منه غيران
ماما قعدت تهديه وحاولت تقنعه يعملها تاني من الأول وجديد
ولكنه كان زعلان جدًا وقالها بس أنا بقيت محبط جدًا ومش سعيد
قالتله ولكنك كده بتخلي اللي ضايقك يكسب ويحقق هدفه
انت مش المفروض تستسلم ومتبطلش تعمل اللي بتحبه
علي اقتنع بكلام مامته ولكنه كان خايف حد يبوظها مرة تانية
وطلب من باباه يساعده وعملوا سور عشان يحمي الحديقة
ولما علي خلص الحديقة بتاعته، قرر يعمل حاجة
راح لباقي الأطفال في القرية وبقى بيقدم ليهم مساعدة
ويوم المسابقة كسب الجايزة، ولكنه كان عنده رأي تاني
قالهم إن كلهم تعبوا عشان يخلوا قريتهم جمالها مثالي
وعشان كده كلهم يعتبروا كسبانين ومش المفروض حد يبقى زعلان
وقالهم إنه مسامح اللي بوظ الحديقة ويتمنى إنه يكون ندمان
لإن مفيش حاجة تستاهل نكون زعلانين من بعض ومتضايقين
لإن الهدف كان إن قريتنا تكون جميلة وبالنتيجة كلنا مبسوطين