كان يا مكان كان في قرية صغيرة مشرقة وحيوية
كان فيها بنوتة اسمها تويا بتلعب وكانت شقية
كانت تويا بتحب الحيوانات جدًا وبتعاملهم بلطافة
ولما بتقابل أي حيوان بتلعب معاه وبتبقى فرحانة
وفي يوم وهي راجعة من مدرستها شافت بطة صغيرة
كانت البطة بتتنطط على الرصيف وشكلها كانت جعانة
قربت تويا على البطة وأخدتها بإيديها وطبطبت عليها
البطة حست بأمان مع تويا وكانت مش خايفة منها
تويا أخدت البطة معاها البيت وطلبت من مامتها تربيها
وبدأت تويا فعلًا تاخد بالها منها وتأكلها وكمان تحميها
وبعد يوم ماما جت لتويا وقعدت جنبها وسألتها
تفتكري البطة زعلانة إنها معاكي لوحدها ومش في بيتها؟
تويا قالتلها هي أكيد مبسوطة إني باخد بالي منها
ردت ماما، ولكنها هتكون سعيدة أكتر لو رجعت لعيلتها
تويا بان على وشها الحزن، لأنها مكانتش عاوزه تسيبها
وقالت لمامتها، أنا متضايقة إني لازم اخدها وأرجعها
ولكني مش عاوزاها تكون وحيدة من غير اخواتها عشاني
لأني هنا في وسط عيلتي وهي لوحدها وتصرفي هيكون أناني
وقررت تويا تروح مع ماما للبحيرة اللي جنب بيتها
وأخدت البطة معاها عند البحيرة وهناك سابتها
وفضلت قاعدة طول اليوم هناك وهي بتتفرج عليها
وأخيرًا ظهرت عيلة البطة وراحت عندهم وأخدوها ومشيوا بيها
تويا كانت مفتقدة البطة ولكنها كانت فخورة بتصرفها
إنها قررت تسعد البطة حتى لو ده مكانش قرار يسعدها
في بيت جميل قدامه بحيرة جميلة، لارا ومروان كانوا عايشين
مع اسرتهم الجميلة وبيقضوا وقت لطيف وهما فرحانين
لارا ومروان كانوا اكتر حاجة بيحبوها لما تيتا تقضي وقت معاهم
وتقعد تحكيلهم على مغامراتها زمان، وتلعب وتضحك وياهم
لارا ومروان كانوا بيقعدوا يسمعوا حواديت تيتا بالساعات وميزهقوش
ووجودها حواليهم بيخليهم فرحانين ومتحمسين وعاوزين ابدًا ميناموش
ولكن تيتا كانت تحمسهم أكتر للنوم وتحكيلهم حواديت يحبوها
وكانوا يقعدوا في السراير متغطيين وباصين لتيتا وبيسمعوها
وفي يوم صحيوا الصبح وشموا ريحة تحفة موجودة في البيت
وعلطول عرفوا دي ريحة إيه، تيتا عملالهم أحلى كيكة وبسكويت
جريوا بسرعة على المطبخ ولقوا كيكة شوكولاتة محطوطة
مروان لما شافها كان بيتنطط من السعادة ولارا كانت مبسوطة
ولكن تيتا قالتلهم خدوا بالكم الكيكة لسه سخنة ومش هنقدر ناكلها
لارا ومروان قالولها ولكننا مش قادرين نستنى وعاوزين ندوقها
تيتا ابتسمت وقالتلهم، على ما الكيكة تبرد تعالوا أحكيلكم حدوتة
مروان جري بسرعة قعد هو ولارا، وتيتا بدأت تحكي عن بنوتة
البنوتة دي كانت بتحب تزرع ورود جميلة ونباتات في حديقتها
وفي يوم باباها اشترالها بذور جديدة وقالها تجرب هناك تزرعها
البنوتة زرعت البذور واستنت كام يوم وتسقيها ولكن مفيش أي نتيجة
اتضايقت البنت جدًا وافتكرت إن البذور محتاجة حاجة مختلفة
قعدت تجرب كتير، ولما زهقت شالت البذور من حديقتها
ولما باباها عرف، قالها إن البذور كانت محتاجة تديها وقتها
وبعدين تيتا قالتلهم، إنها هي البنوتة دي وهي اللي بوظت زرعتها
وباباها علمها إن كل حاجة جميلة بتحتاج تديها وقتها ومساحتها
وكملت تيتا، اتعلمت يومها إني لازم أصبر على كل حاجة في حياتنا
لأن الصبر هيطلع أحلى ما فينا، ويخلي عندنا حكمة ويزود قوتنا
لارا ومروان اتبسطوا من الحدوتة وفهموا إن كل حاجة جميلة
لازم بيكون وراها مجهود وصبر عشان نتيجتها تبقى لطيفة
في يوم جميل في غابة كبيرة، الفيلة فلة كانت بتتمشى
فلة كانت فيلة صغيرة، بتحب تقعد تحت الشمس تدفى
فلة مكانش عندها اخوات، وكانت اصغر واحدة في عيلتها
عشان كده علطول كانت لوحدها، مبتلاقيش حد يلاعبها
بعد ما فلة اتمشت شوية في الغابة، شافت من بعيد شجرة كبيرة
ولمحت عليها فواكة شكلها جميل، كانت مالية الشجرة وكتيرة
فلة قررت تروح عند الشجرة تاكل شوية فاكهة عشان كانت جعانة
وكانت فلة ماشية وبتغني بصوت عالي، وعشان هتاكل كانت فرحانة
ولما وصلت فلة عند الشجرة، لقت تحتها مجموعة من الحيوانات واقفين
سمعتهم بيتكلموا إنهم مش عارفين يوصلوا للفاكهة وكانوا جعانين
فلة ابتسمت وقربت منهم وقالت، إزيكوا يا أصحابي، ممكن أشارككم؟
وكملت، أنا سمعت انكم مش عارفين توصلوا للفاكهة وممكن اساعدكم
رد عليها القرد وهو بيضحك، بس انا قلقان جدًا من شكلك ووزنك
لو ساعدتينا نوصل ونجيب الفاكهة، ممكن تاكليها كلها انتي لوحدك
فلة اتضايقت جدًا وقالتله، من فضلك متتريقش على جسمي وشكلي
أنا ربنا خلقني حلوة ومش المفروض انك تتريق عليا كده وتضايقني
القرد اتكسف من رد فلة، وقالها خلاص متزعليش انا بهزر معاكي
وعمومًا أنا مستعد أنا وأصحابي نعمل خطة عشان نوصل للفاكهة وياكي
ردت فلة وقالتله موافقة ولكن من فضلك متتريقش تاني عليا
لأني مش بصاحب إلا اللي يحترموني ويحبوني ويهتموا بيا
وبعدها فلة قالتلهم، أنا جسمي قوي وممكن تطلعوا فوق ضهري كلكم
وكل واحد يطلع فوق التاني، ولما تقفطوا الفاكهة تبعتوها امسكها منكم
وفعلًا بدأ تنفيذ الخطة، وطلعت الغزالة أول واحدة على ضهر فلة بسرعة
ووراها طلعت السلحفاة براحة وكانت عندها شجاعة وقوة
وبعدها طلعت البطة فوق السلحفاة ووقفت على صدفتها
وأخيرًا نط القرد فوقيها، وطلب من فلة تديله دفعة بكل قوتها
وفعلًا فلة رفعت ضهرها ونطت لفوق، ومسك القرد أول ثمرة فاكهة
وحدفها لفلة وبعدها قعدوا يكرروا نفس الحركة مرة والتانية والثالثة
وأخيرًا جابوا فاكهة لكل المجموعة، وكانوا مبسوطين وبيضحكوا
وقعدوا ياكلوا الفاكهة بتاعتهم، ويحكوا حكاوي لبعض ويستمتعوا
ومن يومها فلة بقت صاحبتهم، وبقوا علطول يعملوا مغامرات في الغابة
واتعلموا إن التعاون مهم عشان هيخليهم يقدروا يحققوا أهدافهم وزيادة
كان في قطة اسمها لولي، قطقوطة حلوة جدًا وروحها جميلة
بتحب تلعب في بيتها مع اخواتها، وبيقضوا سوا أوقات لذيذة
لولي كانت بتحب مامتها جدًا وكمان بتحب تتكلم معاها دايمًا
ولو ماما طلبت منها حاجة بتعملها، وعمرها ما بتضايقها أبدًا
لولي ساكنة في حديقة جميلة، مع ماما واخواتها الحلوين
ولكنها مبتلعبش غير مع اخواتها، ومش مصاحبة القطط التانيين
وكمان لو خرجت مع ماما في مكان بره، بتكون متضايقة وزعلانة
ومعظم الوقت مبتبقاش عاوزة تخرج، وفي البيت بس بتكون فرحانة
وفي يوم، ماما أخدت لولي وخرجوا يجيبوا أكل عشانهم
وقابلوا قطاقيط كتير، ولكن لولي مكانتش مبسوطة معاهم
ولما روحوا البيت، ماما سألت لولي، ليه مكونتيش هناك مبسوطة؟
ردت على ماما وقالت، مش عارفة ولكن مع القطط التانية بكون مخضوضة
مش بحب أقعد مع قطط معرفهاش، وببقى مبسوطة بس جوه بيتنا
ياريت نقعد علطول هنا، ونبقى فرحانين في البيت طول حياتنا
ماما ابتسمت وحضنت لولي وقالتلها، ولكن الدنيا بره البيت كبيرة
فيها مغامرات وأصحاب جديدة، وحاجات تانية ممكن نعملها كتيرة
لو قعدنا في البيت، مش هنتعلم كل حاجة وهنبقى دايمًا لوحدنا
ومش هنعرف نشوف أماكن جديدة، ولا نقعد مع أي حد بيحبنا
لولي قالت لماما، بس انا مش بحب أشوف حد تاني وممكن يضايقوني
ماما قالتلها، لو حد ضايقك لازم تدافعي عن نفسك وكمان تقوليلي
الحياة كبيرة جدًا بره البيت، وفيها حاجات كتيرة جدًا تبسطنا
مينفعش نقعد في مكان واحد، لأن كل حاجة تانية كده هتفوتنا
عاوزاكي تتبسطي دايمًا وتبقي عارفة إن مفيش حاجة تقدر تأذيكي
ولو حاجة حصلت أو حد أبدًا ضايقك، متخافيش أنا جنبك وهحميكي
لولي وماما اتفقوا إنها تجرب تخرج تاني معاها وتبقى مش خايفة
وتحكي لماما على كل حاجة جديدة بتتعلمها أو أي حاجة حلوة تشوفها
في مكان بعيد برد جدًا، عايش البطريق فيرو مع عيلته
فيرو كان شقي جدًا وبيعمل دوشة كتير وهو في أوضته
كان بيحب كل يوم ينزل المياه الساقعة يعوم وقت طويل
من أول ما يصحى يجري على المياه ويقعد فيها لحد بليل
فيرو كان بيحب كمان يغطس جوه المياه ويعوم فيها لبعيد
كان بيحب يحس إنه لوحده، وبيتبسط لما يكتشف مكان جديد
أصحابه دايمًا بيقولوله ميعومش بعيد، ولكنه برده مبيسمعش كلامهم
فيرو كان عنيد ولكنه شجاع، وبيحاول يعرف حاجات أكتر عن عالمهم
وفي يوم كالعادة فيرو نزل المياه الصبح وفضل يعوم بعيد لوحده
كان مستمتع بالعوم، ولكنه فجأه لقى نفسه في مكان الثلج محاوطه
فيرو الأول مكانش قلقان، ولكن كان بيحاول يعرف هيرجع إزاي لبيته
وقعد يبص حواليه ويعوم لوقت طويل، ولكنه مكانش عارف طريقه
بدأ الليل يدخل، والمكان كان شكله مخيف، وفيرو كان خايف جدًا
وقعد يعيط وكان زعلان، وبيفتكر لما صحابه كانوا يقولوله ميبعدش دايمًا
لحد ما فيرو لقى بطريق كبير من بعيد، وجري عليه بسرعة يسأله
ولما شافه البطريق كان مستغرب، لحد ما فيرو طلب منه إنه يساعده
كان البطريق عجوز ومش قادر يمشي وعايش في المكان لوحده
وقال لفيرو إنه مش قادر يصطاد أي أكل بقاله أيام عشان ياكله
اتفق معاه فيرو إنه يساعده يصطاد ويخليه يقعد معاه في بيته
وتاني يوم يساعده يروح البيت، لأن فيرو مكانش عارف طريقه
وفعلًا ساعد فيرو البطريق عشان ياكل وكان بعدها مبسوط جدًا منه
وقاله إنه سعيد بمساعدته له، ولكن بعدها قاله على نصيحة تفيده
في الأول مكانش لازم أبدًا تسيب المكان القريب منك من غير صديق
لأن انت لسه صغير، وممكن تتعرض لخطر وانت لوحدك من غير رفيق
ومساعدتك ليا شئ جميل، ولكنك متعرفنيش وكان ممكن أكون خطر عليك
لازم تتعلم إن مش كل حاجة نفسك فيها تعملها، لأنها ممكن تأذيك
وبعدها ساعده البطريق يروح البيت وفيرو وقتها بقى في أمان
ولكنه اتعلم دروس مهمة تخليه ياخد باله وميتهورش زي زمان
الدب بوبي كان قاعد تحت الشجرة في الغابة زي العادة
معاه برطمان عسل بياكل فيه، وكان طبعًا حاسس بسعادة
كان يوم جميل والشمس طالعة، وبوبي بيحب الجو ده جدًا
ولو حد شاف بوبي قاعد تحت الشجرة، هيكون معاه عسل دايمًا
الغابة اللي عايش فيها بوبي، كانت كبيرة جدًا ومليانة حيوانات
فيهم اللي نايم، واللي بيتنطط، وعلطول فيها دوشة في كل الأوقات
بعد ما بوبي أكل العسل، غمض عينه شوية، وكان عاوز ينام
وفعلًا راح في النوم، وكان بيشوف برطمانات عسل في كل الأحلام
بوبي أكتر حاجة بيحبها، هي الأكل، ولكنه بيحب يلعب كتير
وفجأة صحي على صوت دوشة، كان في حيوانات عاملين فريق كبير
بوبي اتبسط لما شافهم وراح عشان يقولهم إنه عاوز يلعب معاهم
ولكنهم قعدوا يضحكوا، وكل فريق يقول للتاني خدوه انتوا وياكم
كل فريق منهم مش عاوز يلعب مع بوبي، والسبب محدش بيقوله
ولكنه لما سألهم مش عاوزيني ألعب معاكم ليه، قعدوا يضحكوا ويبصوله
وبعدها طلع من وسطهم الأرنب وقاله بصراحة عشان انت تخين
وأي فريق هيختارك تلعب فيه، وبالتأكيد هيكونوا هما الخسرانين
بوبي لما سمع كلام الأرنب، اتضايق كده وملامحه بقت حزينة
وبعدها لف ومشي وكان بيعيط، لأن الحيوانات عاملته بطريقة سخيفة
وراح قعد لوحده تاني تحت الشجرة وشايفهم بيلعبوا من بعيد
بوبي من زعله مكانش حتى عاوز ياكل عسل، وفعلًا كان مش سعيد
وبعدها بوبي لقى التعلب والزرافة جايين عليه، ووقفوا تحت الشجرة جنبه
قالوله إحنا مش عاوزينك تزعل، لأن اللي بيضايقك بيبقى بيخبي عيب عنده
دايمًا هتلاقي حد بيضايقك وبيحاول يحسسك إنك مش أحسن منه
ولكن لو فكرت هتلاقي إن فيك مميزات حلوة كتيرة ومختلفة عنه
وبعدها قالتله الزرافة، أنا مثلًا كتير بيضايقوني عشان رقبتي طويلة
وقاله التعلب، وأنا بيقولي عليا مكار، مع إني لطيف مع كل الغابة
لازم تتعود إنك متصدقش أي حاجة وحشه حد يقولهالك عن نفسك
وخليك فاكر إن حقيقتك أهم بكتير من إنت مين أو كان إيه شكلك
وقالوله كمان إن كلنا مختلفين، واختلافنا عن بعض ده اللي بيخلينا مميزين
لو كلنا شبه بعض، مكناش هنعرف نواجه أي تحدي يقابلنا واحنا عايشين
بوبي سمع كلامهم، واتعلم يومها يحب نفسه وميخليش حد يضايقه
ومن يومها لما حد يقوله حاجة وحشة، مكانش بيزعل وكان بيتجاهله
وبقى علطول بيبص على المميزات اللي جواه وبيحب نفسه زي ما هو
ومبصاحبش أي حد مش بيعامله كويس، وبقى مليان بسعادة وقوة
كان في بيت كبير، ساكن فيه ليلى ومالك مع أسرة سعيدة
بيحبوا يقضوا وقت طويل مع بعض، وأيامهم كلها جميلة
ليلى ومالك عايشين مع بابا وماما وجدو وتيتة مبسوطين
تيتة دايمًا تعملهم حلويات، وجدو بيحكيلهم حواديت حلوين
ليلى كانت طول اليوم تقعد مع جدو وتقوله يلعب معاها
وجدو بيحب ضحكتها جدًا، وبيعمل أنشطة كتير وياها
وفي يوم في الصيف في عز الحر، ليلى سمعت خبط في البلكونة
راحت تشوف إيه بيحصل، ولما بصت على الأرض لقت عصفورة
العصفورة كان باين عليها التعب جدًا ومكانتش عارفة تطير
ندهت على مالك ولما شافها، قالها دي شكلها موجوعة بشكل كبير
قعدوا يفكروا يعملوا إيه، ومالك قالها يلا نقول لجدو عليها
ولما حكوله، جدو أخدهم وراح البلكونة عشان يحاول يداويها
جدو شال العصفورة بين إيديه وقال لمالك يروح يجيب مياة كتير
وطلب من ليلى تجيب شوية رز، لأن العصفورة تعبانة بشكل خطير
ولما جابوا المياة والرز، راحوا لجدو وساعدوه وهو بيحاول يعالجها
العصفورة مكانتش راضية تاكل ولا تشرب، وكانت مصابة كمان في جناحها
جدو قرر ياخدها ويروح بيها للدكتور، عشان هو أكتر حد ممكن يساعدها
ليلى ومالك راحوا معاه، وكانوا زعلانين وقلقانين ميقدرش يعالج جروحها
وبعد ما عالج الدكتور جناحها، أخدوها مع جدو وراحوا على بيتهم
وقضوا اليوم كله معاها، وخلوها تاكل وتشرب مياه وقت صاحبتهم
يوم ورا يوم والعصفورة خلاص بقت أحسن واتعالجت تمامًا
بقت تقدر تلعب وتطير جوه البيت، وكانت بتغني بصوت حلو جدًا
ولما جدو شافها اتعالجت، قالهم ان ده الوقت المناسب نسيبها تطير
مالك وليلى ملامحهم اتغيرت، وبقوا زعلانين لأنهم حبوها بشكل كبير
جدو قالهم انا عارف انكم متضايقين، ولكن احنا خلاص أنقذنا حياتها
والعصفورة ليها حياتها، وطالما بقت أحسن لازم ترجع تاني لبيتها
ولما حاولوا يقنعوه انهم هياخدوا بالهم منها هنا في البيت ويأكلوها
قالهم انها لو قعدت معانا هتبقى تعيسة وانتوا فاكرين انكم بتبسطوها
كل كائن له حياة بيعيشها وهي بالنسبة لها الشجرة مكان أحلى بكتير
لو أخدناها من عيلتها وبيئتها، هتبقى دايمًا نفسها تخرج من حبستها تطير
مالك وليلى فهموا كلام جدو، وأخدوا العصفورة وراحوا بيها عند الشباك
طارت العصفورة لبعيد، ولكن أكيد هتفضل فاكرة أصحابها اللي هناك
كان في شجرة كبيرة في وسط الغابة، كانت وحيدة وحزينة.
عشان مش بتقدر تتحرك لأي مكان، وده خلاها شجرة تعيسة.
الشجرة دي كانت شجرة تفاح، وحواليها مفيش أشجار كتير.
كان على أغصانها من فوق عايش عصفور جوه عش كبير.
العصفور ده كان ودود جدًا وكان علطول بيغني وصوته جميل.
بيصحى الصبح يطير لبعيد، ويرجع عشه قبل ما يدخل الليل.
وفي يوم الصبح العصفور سمع الشجرة بتعيط بصوت عالي.
ولما قالها مالك، قالتله أنا زعلانة لأني عمري ما أقدر أسيب مكاني.
أنا نفسي ألف الدنيا وأشوف كل حاجة مقدرش أشوفها من هنا.
وكل الحيوانات في الغابة سعيدة ويقدروا يتحركوا إلا أنا.
العصفور كان طيب جدًا، وكان نفسه يقدر يساعد الشجرة.
كان بيحاول يهديها ويقولها متزعلش، لحد ما فجأة جاتله فكرة.
قالها إنه كل مرة هيطير لبعيد ويرجع، هيحكيلها كل حاجة بيشوفها.
وبكده هتقدر تعيش معاه مغامراته، حتى لو مش قادرة تتحرك من مكانها.
وطار العصفور فعلًا يومها كالعادة، وكان بيطير ببطء وبراحة.
وكان مركز على كل التفاصيل حواليه، عشان يرجع يحكيها للشجرة.
ويومها طار فوق بحر كبير وواسع وشاف أسماك شكلها حلو بتعوم.
وكان بيحاول يطير لأبعد مكان عشان يحكيلها حاجات كتير أخر اليوم.
شاف كمان أطفال كتير بيلعبوا سوا وكانوا سعداء ومبسوطين.
وهو راجع في الطريق للبيت، شاف كلب صغير بيلعب في الطين.
ولما رجع للشجرة، كانت منتظراه وكان باين عليها الحماس واللهفة.
وقالتله يلا احكيلي بسرعة على كل حاجة، مش قادرة استنى ولو لحظة.
وقعد العصفور على الغصن يحكيلها كل المغامرات اللي عملها.
والشجرة كانت بتسمع له ومستمتعة بكل التفاصيل اللي بيحكيهالها.
وقضوا أيام كتير بالشكل ده، هو يطير ويرجع يقعد يحكيلها اللي حصل.
والشجرة كانت ممتنة جدًا للعصفور، لأنه خرجها من حزنها وخلى عندها أمل.
في مزرعة مليانة زرع وخضرة، كان في حصان اسمه فارس
عايش مع عيلته الكبيرة، وأقرب صديق له اسمه حارس
فارس دايمًا كان بيحب الصبح يجري ويلف المزرعة كلها
وهو بيجري الهواء بيطير شعره، ودي أكتر حاجة بيحبها
كل الأحصنة كانت بتحب فارس جدًا لأنه مميز وسريع
وكانت دايمًا تقضي وقت كتير معاه، لأنه حصان مطيع
فارس وحارس بيحبوا بليل يبصوا على السماء ويشوفوا النجوم
وبيتكلموا عن أحلامهم سوا، وبيقضوا وقت جميل لحد النوم
وفي يوم حارس وفارس كانوا بليل بيتكلموا كالعادة وسهرانين
وسمعوا صوت عالي من مكان بعيد، وكانوا هما الاتنين قلقانين
وشوية وسمعوا صوت تاني عالي، ووقتها فارس كان عنده فضول
وقال لحارس يلا نروح لهناك نشوف إيه بيحصل ونرجع علطول
حارس قاله لأ ملناش دعوة، ممكن يكون في حاجة هناك خطيرة
فارس قاله صدقني هنروح نبص وهنقف من بعيد بمسافة كبيرة
حارس كان متردد، ولكنه وافق فارس صاحبه وقرر إنه يروح معاه
ولما قربوا من الصوت، لقوا ولد صغير وفي ذئاب بتجري وراه
الولد كان خايف وبيحاول يهرب منهم ولكنهم مش راضيين يسيبوه
وطلع فوق شجرة، وكان خايف منهم لأنهم بيحاولوا يمسكوه
حارس كان قلقان لأنهم ذئاب كبيرة وممكن يأذوهم لإن عددهم كبير
ولكن فارس كان صعبان عليه الولد، ومش قادر يسيبه والوضع خطير
حارس قال لفارس يلا نرجع مزرعتنا وملناش دعوة احنا مش هنقدر نساعده
فارس قاله لا مش هينفع، لو مش هنعرف ننقذه برده منسيبهوش لوحده
وفارس جاتله فكرة، قال لحارس يروح للمزرعة ينده على باقي عيلتهم
ييجوا بسرعة يساعدوا الولد، عشان ميبقوش في خطر هما لوحدهم
وفعلًا حارس راح بسرعة، وفارس كان بيراقب الموضوع من بعيد
وكان مقرر لو الوضع بقى أسوأ، هيقرب ويحاول يساعده أكيد
ولكن حارس رجع مع باقي العيلة وراحوا ناحية الذئاب يخوفوهم
ولما شافوا عددهم الكبير، جريوا منهم الذئاب بسرعة أحسن يأذوهم
والولد نزل من على الشجرة، وروح بيته وكان سعيد لأنه خرج سليم
والأحصنة كانوا فخورين بحارس وفارس لأنهم اتصرفوا بشكل حكيم
كان في غابة كبيرة وواسعة، مليانة أشجار وزهور جميلة
وكانت زي أي غابة، فيها حيوانات وطيور مختلفة كتيرة
في وسط الغابة، كان في مكان هادي جدًا وشكله نضيف
عايشين فيه الأرانب والسناجب في جو مريح ولطيف
وما بين الأرانب الحلوين، كان في أرنوب مميز اسمه بينو
بيحب يساعد كل اللي محتاجه، وكل الحيوانات كانوا عارفينه
بينو كان أرنوب ذكي جدًا وعنده مواهب كتيرة ومختلفة
بيحب يغني ويساعد أصحابه، وملامح وشه دايمًا مبتسمة
وفي يوم بينو كان في الغابة، وشاف أرنوب صغير مستخبي
ولما سأله مستخبي ليه، قاله أنا مش عاوز حد يشوفني
بينو كان مستغرب من رده، وسأله، انت خايف من حاجة ولا إيه؟
قاله الأرنوب، لأ مش خايف، ولكن فيه سباق مش عاوز أشترك فيه
بينو قاله، بسيطة، متدخلش السباق ولكن مستخبي ليه انا برده مش عارف؟
الأرنوب قاله، لو قولت لأصحابي مش عاوز هيقولوا اني من الخسارة خايف
بينو قاله، سواء ده كان سببك الحقيقي أو لأ، مش من حقهم يحاسبوك
انت من حقك تعمل اللي بتحبه، ومتسمحش لأصحابك إنهم يضايقوك
الأرنوب كان مش عارف يعمل إيه، ولكنه كان قلقان برده من أصحابه
وقال لبينو إنهم دايمًا بيقولوا عليه أضعف وأبطأ من كل اخواته
بينو كان صعبان عليه الأرنوب وقاله، اسمحلي اقولك على حاجة تساعدك
مش معقول أبدًا تبقى بتعمل كل حاجة زي ما أصحابك عاوزينك
لازم يكون لك صفاتك لوحدك، ومتخليش حد منهم يحاول يقلل منك
لأن أصحابك المفروض يشجعوك تبقى مميز، مش يجرحوا مشاعرك
وانت خليك واثق من نفسك واتعلم إيه هي مميزاتك وقدراتك
لو انت ضعيف زي ما بيقولوا، المفروض تتعلم إزاي تبقى أقوى عشانك
وبعد ما الأرنوب سمع كلام بينو، خرج من ورا الشجرة ومبقاش قلقان
وقال لبينو شكرًا لكلامك لأنه ساعدني وكان ماشي وقلبه بالسعادة مليان
في غابة كبيرة واسعة، مليانة حيوانات وطيور من كل نوع
طول اليوم يلعبوا مع بعض، والخناق والزعل بينهم ممنوع
كل كبار الحيوانات كاتبين قوانين تحكم الغابة بكل سعادة
والغابة دايمًا مليانة حب، والجو جميل وحياة كلها بساطة
وفي يوم دخل الغابة بليل مجموعة ذئاب كبيرة جديدة
والصبح كل الحيوانات، لقوا الغابة فيها حاجة مش مظبوطة
أشجار الغابة منها كتير متكسر، والخشب مالي كل مكان
والذئاب قاعدين في كل حتة، والدوشة هناك أشكال وألوان
راحوا كبار الحيوانات وسألوهم إيه اللي بيحصل وبيعملوا إيه
رد عليهم ذئب كبير، وقال إنهم هيعيشوا معاهم من غير ليه
دخل عليهم أسد عجوز وقال إن الغابة دي ليها قواعد مهمة
لو عاوزين يعيشوا معاهم، لازم يشتغلوا معاهم بشدة وهمة
ولما رفض الذئاب إنهم يساعدوا حيوانات الغابة، زاد غضبهم
واتفقوا إنهم مش هيساعدوهم، وهيمنعوهم يعيشوا وسطهم
ويوم ورا يوم بقوا الذئاب مش عارفين يعيشوا أو يلاقوا في الغابة أكل
أصل الحيوانات غضبانة عليهم، وعرفوا إن مفيش في الغابة أي أمل
ووقتها كل عيلة الذئاب قرروا يمشوا خلاص من وسط الغابة
ولما صحيوا الحيوانات تاني يوم، لقوا الغابة هادية على غير العادة
ولما عرفوا إن الذئاب مشيوا، بقوا كلهم مبسوطين من تاني
وساعتها كلهم عرفوا إن تعاونهم هيحقق ليهم كل السعادة والأماني
يونس ولد جميل ولطيف، بيحب يلعب كل يوم مع أصحابه
بالرغم من شقاوته إلا إنه مؤدب جدًا وبيسمع دايمًا كلام مامته
كان بيحب يذاكر وياخد باله من اخواته وبيساعدهم لو احتاجوه
ولما بيبقوا زعلانين، بيروح يلعب معاهم ويضحكهم وهما بيحبوه
ولكن يونس كان أكتر حاجة بيحبها في الدنيا هي إنه ياكل أيس كريم
بيطلب ياكله دايمًا، ولكن ماما بتقوله لازم نستخدم الحاجة بشكل حكيم
ولكن يونس برده كل يوم بيروح يطلب منها تديله أيس كريم ياكله كتير
وساعات ماما كانت بتقوله مينفعش، ويونس كان بيضايق بشكل كبير
وفي يوم يونس كان قاعد زهقان وكل اللي في البيت كانوا نايمين
طلع أيس كريم وقعد ياكل واحدة ورا التانية من غير ما يكونوا شايفين
من كتر سعادته بطعمه الحلو محسش غير بعد ما خلص ٥ وحدات
وبعدها راح عشان ينام وكان مبسوط، ولكنه فضل بعدها صاحي بالساعات
معرفش ينام أبدًا ليلتها، كان فايق وحاسس انه مليان طاقة ونشاط
وقعد يلعب بالألعاب، لحد الصبح ما طلع والليل خلاص كان فات
وبعد الفجر نام يونس ولكنه صحي على ألم في بطنه شديد
راح على ماما بسرعة يقولها، وبعدها أخد الدوا ومعاه أكل مفيد
وبعد ما خف يونس وبقى أحسن، ماما سألته كنت تعبان من إيه؟
يونس كان هيخبي عليها الإجابة ولكنه شاف في عيونها قد إيه خايفة عليه
بص بكسوف وقالها إنه أسف ومكانش قاصد إنه ميسمعش كلامها
ولكنه لما كان بياكله، كان حاسس بسعادة كبيرة ومكانش عاوز يفقدها
ماما قالتله انها مبسوطة منه عشان مكذبش عليها وقالها كل الحقيقة
ولكنها عاوزاه يفهم، إن الحياة فيها أكتر من حاجة بنحبها حلوة لذيذة
لازم يتعلم إنه يفكر في مصلحته وإيه ممكن يأذيه عشان ميعملهوش
ولو في حاجة نفسه فيها يبقى عارف حدودها إيه وازاي متأذيهوش
يونس بعدها وعد ماما إنه هيبقى أحسن ومش هيعمل حاجة تضره
ولو في حاجة عاوزها مش هيعملها إلا لو عارف إنها أكيد هتنفعه