كان في سلحفاة ساكنة في غابة جميلة كبيرة
كانت اسمها نانو، وكانت عندها أفراد كتير في العيلة
نانو كانت بتحب كل أفراد عيلتها وبتساعدهم دايمًا
وعمرها ما شافت حد محتاج مساعدة واتخلت عنه أبدًا
نانو أكتر صفة معروفة بيها كانت الهدوء والصبر علطول
مكانتش بتستعجل أي حاجة وكانت بتتصرف بشكل معقول
كانت بتحب تقعد في النهر تتفرج على كل الحيوانات
ومكانتش بتلعب كتير، ولكنها بتركز في كل التفاصيل والحركات
وفي يوم جالها شوية أطفال من العيلة وقعدوا يكلموها كتير
وقالولها يا نانو انتي ليه علطول هادية وصبورة بشكل كبير
نانو قالتلهم إن الصبر والهدوء بيخلوها تتعلم حاجات جديدة
دايمًا بتكون شايفة كل حاجة بتحصل حواليها من زوايا مختلفة
وقالتلهم إنها اتعودت من صغرها تسمع كل اللي بيتقال بتركيز
وكل معلومة بتعرفها بتزود علمها وتفكيرها بيبقى مميز
ولكن الأطفال مكانوش فاهمين أوي كلام نانو وتصرفاتها
فقالتلهم إنها هتحكيلهم حدوتة منها يعرفوا حكمتها
قالتلهم إنه زمان في يوم من الأيام كانت بتتمشى في الغابة
وسمعت صوت حد بيعيط وقعدت تدور عليه وكانت محتارة
بدأت تركز على صوت العياط لحد ما عرفت فعلًا مكانه
ولما راحت للمكان شافت غزال صغير بيعيط وتايه من بيته
نانو اتعرفت عليه وعرفت إن اسمه بونو ومش عارف يروح لأهله
اتفقت معاه نانو إنه يهدى وهي هتساعده يوصل لبيته
بونو هدي شوية وبدأ يتمشى مع نانو في الغابة الكبيرة
ونانو قالتله يفتكر أي تفاصيل تدلها على طريق بيته والعيلة
بونو ركز شوية وبعدها قال لنانو إنه فاكر إنه شاف جبل جدًا عالي
كان فوقه شجرة كبيرة وشكلها مختلف، وقالها ده اللي جه على بالي
نانو عارفة الجبل ده وفاكره تفاصيل الشجرة فمشيوا لهناك
ولما وصلوا قالتله فكر في أي تفصيلة جديدة وأنا هنا معاك
بونو قعد شوية يحاول يفتكر وبعدها قالها إنه استريح جنب كهف كبير
ولما وصفلها الكهف، نانو عرفته وقالتله إنه بيعيش فيه دب خطير
راحت نانو وبونو لحد الكهف وهما هناك شاف بونو الأرنب صاحبه
وساعتها فرح جدًا لأنه عرف إنه خلاص قرب يوصل على بيته
وبعدها الأرنب دلهم على باقي الطريق ورجع بونو أخيرًا
كان مبسوط من مساعدة نانو وقالتله ياخد باله دايمًا
نانو قالت للأطفال إن سبب مساعدتها لبونو هو تركيزها وهدوءها
اللي بيخلوها تاخد بالها من كل التفاصيل اللي بتساعدها في حياتها
ونصحتهم يقضوا وقت بسيط كل يوم يتعلموا فيه يكونوا صبورين
وإن الصبر هيساعدهم يبقوا أفضل وهيكونوا علطول مبسوطين
كان في بيت جميل وواسع، ساكن فيه بنوتة لطيفة مع أسرتها
البنوتة دي اسمها آلاء، وكانت بتحب تقضي وقت مع صحباتها
كل يوم في الأجازة كانوا بيتجمعوا في حديقة قريبة من بيتهم
بيقضوا وقت طويل هناك يلعبوا ويحكوا لبعض عن أحلامهم
آلاء كانت بنوتة هادية جدًا ومتعلقة بصحباتها كلهم
وبتحب تجيب لهم هدايا وحاجات حلوة عشان تبسطهم
وفي يوم بعد ما خلص وقت اللعب، آلاء روحت مع مامتها
ولما وصلوا البيت، بابا وماما قالولها حاجة زعلتها
قالولها إنهم بسبب شغل بابا هيسافروا لمكان جديد
وعرفت وقتها إنها مش هتشوف أصحابها لأنها هتمشي بعيد
آلاء كانت زعلانة جدًا وحاولت تتكلم مع بابا يغير رأيه
ولكن للأسف مكانش في حاجة يعملها بسبب شغله
قضت آلاء ليلتها حزينة جدًا وبتفكر إزاي هتعيش من غير صحباتها
وإنها مش هتقدر تسيبهم لأنها بتقضي معاهم أجمل أوقاتها
وتاني يوم راحت آلاء تلعب مع صحباتها وتقولهم إنها ماشية
ولما عرفوا البنات قعدوا يعيطوا لأنها بتشوفهم لآخر مرة
سافرت آلاء بعدها مع بابا وماما وراحوا اتعرفوا على ناس جديدة
ولكن آلاء كانت رافضة تتعرف على حد وكانت أبدًا مش سعيدة
يوم ورا يوم وآلاء مش عاوزة صحاب تانيين تتعرف عليهم
وماما كانت قلقانة عليها وزعلانة إنها مبقتش تقعد معاهم
وفي يوم بابا دخل عندها أوضتها وقعد عشان يتكلم معاها
وقالها إنه حاسس بشعورها ولكنه محتاج يتناقش وياها
قالها إن دي طبيعة الحياة، إنها مختلفة ومش ثابتة على حاجة
ولو قاومنا كل تغيير بيحصل في حياتنا، كل حاجة هتبقى صعبة
وقالها إنه عارف قد إيه هي زعلانة عشان سابت صحباتها
ولكنها ممكن تعمل أصحاب تانيين، ومتوقفش حياتها
ولازم تتعلم إن مينفعش سعادتها تتعلق على حاجة أو شخص أبدًا
ممكن تاخد وقتها في الزعل ولكن ترجع تدور على سعادتها دايمًا
آلاء فهمت كلام باباها وحاولت متخليش زعلها يأثر على يومها
وجربت فعلًا تتعرف على صحبات جداد وترجع تستمتع بوقتها
كان في مدرسة جميلة كلها أطفال حلوين وبيحبوا بعضهم
كل يوم بيحضروا دروسهم في الفصول ويستمتعوا بوقتهم
في المدرسة دي كان في مجموعة من الأصحاب القريبين جدًا
بيقضوا وقت جوه وبره المدرسة وبيبقوا موجودين مع بعض دايمًا
أكتر شئ مشترك ما بينهم كلهم هو حبهم الشديد للقراءة
بيحبوا يقروا كل حاجة ويتعلموا من كل كتاب معلومة
وفي وقت الفسحة كانوا بيتجمعوا كلهم ويروحوا المكتبة
يختاروا قصة أو كتاب عشان يقروه ويتعلموا حاجة مفيدة
وفي يوم راحوا كلهم المكتبة واختاروا قصة جديدة يقروها
واتفقوا هيقروها خلال يومين ويتقابلو بعدها ويناقشوها
وفعلًا كلهم كانوا متحمسين للقراءة زي كل مرة بيقروا فيها
وكانوا مستنيين يعرفوا إيه المعلومات الجديدة اللي هيعرفوها
وبعد يومين اتجمعوا بعد المدرسة في حديقة قريبة
قعدوا مع بعض على الأرض وابتدوا يتناقشوا في القصة
بعد شوية وقت من المناقشة، اتقسمت المجموعة لآراء مختلفة
كل حد بيناقش القصة من وجهة نظره، وشايف فكرة واحدة
كلهم اخدوا وقت في المناقشة ولكنهم مكانوش مبسوطين
لأول مرة يقروا حاجة ومفيش وجهة نظر يجتمع عليها اتنين
ولما كلهم أخيرًا احتاروا في تحديد معنى وهدف القصة
قرروا يتكلموا مع حد يساعدهم وبعدها اختاروا المُدَّرسة
ولما اتكلموا معاها وحكولها على إنهم مع بعض مش متفقين
ابتسمت وقالتلهم إنها فاهمه اختلافهم مع أصحابهم التانيين
والطبيعي إن كل واحد يكون له رأي بتاعه بيكونه في دماغه
وده بيختلف من حد للتاني بسبب ظروف كل واحد في حياته
وإن اختلافهم مش المفروض يضايقهم أبدًا من أصحابهم
لأن كل واحد عنده وجهة نظره اللي مش هيفرضها عليهم
وأهم حاجة إن كلهم يحاولوا يستفيدوا من اختلاف أفكارهم
لأن اختلافهم وتقبلهم لأصحابهم التانيين هيقوي شخصياتهم
كلهم فهموا كلام المُدَّرسة واتفقوا ميتضايقوش من بعضهم
ورجعوا يختاروا كتب جديدة وبيقعدوا يقروا مع بعض كلهم
كان في ولد اسمه حازم، كان بيحب جدًا يعمل مغامرات
حازم وباباه كانوا متعودين يجربوا حاجات جديدة في الأجازات
كل ما يكون حازم عنده أجازة بيروح هو وباباه في مغامرة مختلفة
ممكن تبقى في الريف أو الصحراء أو البحر، وبتكون رحلة ممتعة
وأكتر حاجة بيحبها حازم، هي إنه يتعرف أكتر على كل مكان بيزوره
وبيبقى عاوز يجرب كل حاجة فيه، وبيستكشف كل مكان بيروحه
وفي يوم حازم كان بيجهز نفسه عشان يروح مع باباه مغامرة جديدة
حضر شنطته وأخد الكاميرا بتاعته عشان يلقط بيها اللحظات السعيدة
المغامرة المرة دي كانت عند نهر القرية اللي موجود وسط الجبال
لما وصلوا هناك نصبوا الخيمة بتاعتهم وشافوا طيور بكل الأشكال
وبعد شوية كان حازم بيتمشى حوالين المكان وشاف حاجة ضايقته
لقى ورق وأكياس كتير على الأرض، ناس قبلهم كانوا في المكان وبهدلته
حازم قعد يلم الورق لحد ما نضف كل المكان ورجعه جميل
ولكنه كان متضايق إن في حد عمل كده، وكان بيفكر طول الليل
وتاني يوم الصبح لما رجع مع باباه البيت، قال لباباه إن عنده فكرة
عاوز يخلي الناس تتعلم عن أهمية نضافة قريتهم، وهيبدأ فيها من بكرة
لما صحي حازم راح عند كل أصحابه واتفقوا على يوم كلهم
هيتجمعوا في حديقة القرية، ويبدأوا ينضفوا الشوارع بنفسهم
كل أصحابه تحمسوا للفكرة واتفقوا على الأدوات اللي هيحتاجوها
وفي يوم التنضيف، كل واحد جاب حاجة من الحاجات اللي هيستخدموها
لبسوا في ايديهم جوانتيات وعلى وشهم كمامات نضيفة
وكانوا بيشيلوا كل الورق والقمامة في أكياس ونضفوا أماكن كتيرة
ولما الناس كانوا بيشوفوهم كانوا بينضموا ليهم في نضافة القرية
وعلى أخر اليوم كان عدد كبير بيشارك، وبقت القرية حقيقي نضيفة
بعد ما خلصوا نضافة كل الشوارع، الناس شكروا حازم على فكرته
واتفقوا يحافظوا على نضافتها وكل واحد مسؤول عن نضافتها منطقته
ويومها حازم كان سعيد جدًا إنه قدر يعمل حاجة بفكرة بسيطة
واتعلم إنه يقدر يعمل تغيير لو عرف يستخدم أفكاره في حاجات مفيدة
كان في بيت صغير جميل مليان بالحب والسعادة
ساكن فيه أروي وأكرم مع بابا وماما حياة هادية
كل يوم في الاجازة كانوا أروي وأكرم بيقضوا وقت جميل
بيقعدوا يلعبوا سوا ويساعدوا ماما من الصبح لحد الليل
أروي وأكرم كانوا صحاب جدًا ومع بعض علطول بيتفاهموا
ومتفقين دايمًا محدش يضايق التاني ولا بيحبوا يتخانقوا
وفي يوم كانوا قاعدين مع بابا وماما أخر اليوم في أوضتهم
وبابا قالهم إنه عاوز يعمل معاهم حاجة جديدة تسعدهم
أروي وأكرم كانوا عاوزين يسافروا يروحوا البحر ويتبسطوا
ولكن بابا قالهم إنه عنده مغامرة مختلفة بيها أكيد هينبهروا
وطلب منهم يحضروا شنطهم عشان يسافروا تاني يوم
أروى وأكرم كانوا متحمسين جدًا ومكانش جايلهم نوم
الصبح بابا أخدهم وراحوا مكان كبير وواسع في وسط الصحراء
كان فيه بيوت بسيطة ولكن المكان كله رملة ناعمة وصفراء
أروى استغربت جدًا وسألت باباها إيه المميز في المكان ده
وأكرم قاله إنه كان عاوز البحر أكتر وكان هيستمتع بيه
ولكن بابا قالهم إنهم مينفعش يرفضوا حاجة من مجرد شكلها
لازم يجربوها الأول ويدوا نفسهم فرصة وبعدين يحكموا عليها
واتفق معاهم بابا النهاردة يحاولوا يستمتعوا بالتجربة
وينطلقوا في المكان ويركزوا ويستكشفوا حاجات جديدة
أروى وأكرم فعلًا بدأوا ينطلقوا في كل المكان ويستكشوه
وبدأوا يبصوا على تفاصيل المكان بيحاولوا أكتر يعرفوه
وبابا أخدهم وجربوا يشربوا مياه من بير عميق موجود فيه
كانوا قلقانين ولكن لما شربوا من مياة البير اتبسطوا بيه
وكمان قعدوا بليل يعملوا حفلة شواء مع باقي الناس التانية
أروى وأكرم كانوا مستمتعين لأن كلها حاجات بجد مختلفة
وبعد شوية بابا أخدهم وراح بيهم مكان بعيد أكتر عن الأنوار كلها
وطلب منهم يغمضوا عيونهم شوية وبعدين قالهم يفتحوها
ولما بصوا حواليهم وفوقهم شافوا النجوم مالية السماء
وكانت أول مرة يشوفوا النجوم بوضوح كده في قلب الصحراء
أروى وأكرم كانوا مش مصدقين جمال المنظر اللي حواليهم
ووقتها حسوا بطعم المغامرة المختلفة وإنها حقيقي أسعدتهم
واتفقوا مع بابا إنهم ميحكموش على حاجة من غير ما يجربوها
ولما يجربوا يعرفوا بنفسهم إذا كانوا حقيقي بيحبوها
كان في ولد اسمه أكرم، كان بيحب جدًا أسرته وأصحابه
طول الوقت كان بيقضي وقت بيلعب وبيضحك مع أحبابه
أكرم كان ولد ذكي جدًا وبيحب يجرب حاجات جديدة
ولما بيتفرج على التلفزيون بيحب يشوف حاجة مفيدة
أكرم كان عايش في البيت مع مامته وباباه وأخته وجدو كمان
كان بيحب يقعد مع جدو دايمًا يسمع منه قصص من زمان
وفي يوم بابا جاب لأكرم كمبيوتر جديد يذاكر ويلعب عليه
أكرم كان متحمس له جدًا ونفسه يجرب كل حاجة فيه
أخته كمان كانت عاوزة تشوف كل حاجة موجودة وتستخدمها
ولكن أكرم أوقات كتير كان بيقعد عليه وقت أطول منها
ولكن بابا قاله إنه يخلي أخته هي كمان تستخدمه براحتها
ولما تحب تتعلم حاجة، واجب على أكرم إنه يعرفها
أكرم ساعات كان بيساعد أخته فعلًا ولكن مش في كل الأوقات
وكان رده عليها دايمًا إنها صغيرة ومش هتعرف تعمل كل الحاجات
وفي يوم، جدو راح لأكرم وطلب منه يقوله هو بيعمل إيه
أكرم قال لجدو شوية حاجات بسيطة ومكانش مهتم بيه
ولما جدو قاله يعلمه إزاي يستخدم الكمبيوتر بتاعه
أكرم قعد يعلمه بسرعة، وطريقته خلته يشتت لجدو انتباهه
جدو ساعتها طلب من أكرم يسيب الكمبيوتر ويقعد معاه
أكرم قام وراح لجدو في أوضته، وجدو قعد يتكلم وياه
وجدو قال لأكرم إنه بيحبه جدًا وفخور بشطارته وذكائه
ولكن في كام حاجة بسيطة، أكرم محتاج يحطها في باله
لازم يعرف إنه مش كل الناس تعرف نفس الحاجات اللي هو يعرفها
ولما حد يطلب منه حاجة، لازم يساعده لحد ما يتأكد إنه فهمها
ووضحله إن في فرق كبير في السن ما بينهم وده بيأثر كتير
لأن التكنولوجيا اللي أكرم يعرفها، جدو ميعرفهاش من وقت كبير
وقاله إنه اتضايق من طريقته معاه وكمان لما مساعدش أخته
ونبهه إنه طالما عنده علم لازم يحاول ينشره ولأي حد يقدمه
وأخيرًا قاله لازم يفتكر إنه في يوم من الأيام كان صغير جدًا
ومكانش يعرف يعمل أي حاجة من غير مساعدة بتتقدمله دايمًا
وعشان كده سواء حد كبير أو صغير احتاجه لازم يساعده
لأن بمساعدته لغيره، هيكون بيتصرف كويس في العلم اللي عنده
أكرم اعتذر لجدو وقاله إنه مكانش يقصد يضايقه أو يزعل أخته
ووعده إنه ميعملش كده تاني، ولو حد طلب مساعدته هياخد باله
كان في حديقة كبيرة كلها أشجار جميلة وورود كتيرة
كل الورود ملونيين وفوق الأشجار كان في عصافير عايشة
كل العصافير كانوا أصحاب وبيقضوا وقت يلعبوا مع بعض
وبيغنوا أغاني كتيرة وبيطيروا وينزلوا يتنططوا على الأرض
في وسط العصافير كان في عصفورة اسمها بندقة
كانت ألوانها جميلة ولكنها مبتصحاش بدري وكسلانة
كل يوم بندقة بتصحى متأخر جدًا ولما تقوم بتكون جعانة
بتروح عند صاحبتها لوزة وكانت بتاكل من أكلها لأنها كسلانة
لوزة دايمًا كانت بتدي بندقة الأكل من غير ما تكون متضايقة منها
ولكنها بتقولها لازم تصحى بدري تدور على أكلها ودايمًا تنصحها
بندقة كانت كل مرة بتسمع كلام لوزة ومبتعملش بيه أبدًا
وتاني يوم تصحى متأخر وتروح على بيت لوزة تاكل عندها دايمًا
بندقة مكانتش تعرف إيه هي أهمية اعتمادها على نفسها
وكانت شايفة إن معندهاش مشكلة طالما صاحبتها بتديها أكلها
لحد ما جه يوم صحيت بندقة على دوشة مزعجة في الحديقة
لقت إن في حد بيقطع الأشجار والعصافير طايرين لأماكن بعيدة
كل العصافير كانت بتطير في كل الاتجاهات وكانوا خايفين
كبير وصغير كانوا بيحاولوا يهربوا من الأشجار وهما قلقانين
بندقة قعدت تطير وتدور في كل المكان على لوزة صاحبتها
ولكنها مكانتش عارفة تلاقيها في الدوشة وراحت عند بيتها
لقت إن الشجرة اللي فيها بيتها اتقطعت خلاص ومش موجودة
بندقة كانت زعلانة وخايفة لأن لوزة كانت هي صاحبتها الوحيدة
بندقة كمان طارت لمكان بعيد ولكنها لقت نفسها جعانة
مكانتش عارفة تعمل إيه، لأن لوزة كانت عن أكلها مسؤولة
قعدت لحد أخر اليوم جعانة جدًا وبتعيط لأنها متعودتش تأكل نفسها
وكانت زعلانة لأنها مسمعتش كلام لوزة وندمانة على كسلها
قضت الليلة حزينة وبتفكر هي ازاي ممكن تجيب أكل ليها
ومن كتر التفكير والتعب نامت من غير ما حد يكون حاسس بيها
وتاني يوم لما صحيت سمعت صوت لوزة بتنادي من بعيد
بندقة طارت هي كمان وندهت على لوزها بصوت فرحان وسعيد
وأخيرًا اتقابلوا وعرفت ان لوزة كانت هي كمان بتدور عليها
وأول حاجة بندقة عملتها انها بسرعة جدًا اتأسفت ليها
وقالتلها إنها ندمانة انها كانت كسلانة وبتعتمد علي غيرها
ووعدتها انها تتعلم تأكل نفسها ومش هتستناها تاني تأكلها
كان في مدرسة جميلة، كل الأطفال اللي فيها متعاونين
بيحبوا بعض جدًا ، وبيقضوا وقتهم مبسوطين
المدرسة كل يوم بيكون فيها نشاط للطلاب يسعدهم
مرة يلعبوا ويعملوا مسابقات ومرة يحكوا مغامراتهم
وفي يوم، دخل الفصل ولد اسمه فؤاد، وصل المدرسة جديد
المُدَرس عرف زمايله عليه، وقالهم إنه جاي من مكان بعيد
فؤاد كان ولد هادي ومؤدب، ولكنه كان مكسوف يتكلم معاهم
فضل قاعد طول اليوم لوحده وملعبش ولا قعد وياهم
ولما جه وقت النشاط، فؤاد راح المكتبة قعد هناك لوحده
وفي المكتبة شاف مجموعة أولاد، وراحوا له يتعرفوا عليه
فؤاد في الأول ارتبك وكان عاوز يقوم يمشي ويسيبهم
ولكن الأولاد كانوا لطاف جدًا، وقالوله عاوزينه يبقى صاحبهم
وفعلًا قعدوا مع بعض، ولكن فؤاد لسه كلامه قليل جدًا
فواحد من الأولاد لاحظ وقاله، ليه بتحب تقعد ساكت لوحدك دايمًا
فؤاد كان متردد يرد على سؤاله، ولكن كل الأولاد شجعوه
فؤاد قالهم إن في مدرسته القديمة، الأولاد كانوا بيضايقوه
وإنه قرر لما ييجي المدرسة الجديدة مش هيصاحب حد أبدًا
عشان محدش يضايقه، وبكده هيكون قاعد زعلان دايمًا
الأولاد كلهم اعتذروا له عن الموقف ده، وقالوله إنهم مختلفين
هنا في المدرسة كلهم بيحبوا بعض، وكلهم أصحاب ومتفاهمين
وشجعوا فؤاد يجرب يعمل معاهم النشاط بتاع كل يوم
وفعلًا سمع كلامهم، وراح يلعب معاهم ولأول مرة ميبقاش مهموم
يوم والتاني، وفؤاد اتعود يقعد مع أولاد أكتر وبقى خلاص صاحبهم
وبعدها شكر أصحابه لإنهم شجعوه يقضي وقت معاهم
ومن بعدها فؤاد اتعلم درس مهم جدًا، وهو إن الناس مش متشابهين
ومش معنى إن شخص ضايقه، يكون خايف من كل الناس التانيين
كان في مدرسة كبيرة، فيها أطفال من أماكن مختلفة
المدرسة دي كانت فيها نشاطات حلوة وجديدة كتيرة
كل يوم الصبح، المدرسين بيسألوا الأطفال عن حاجة مهمة
إيه هي أكتر حاجة كل واحد فيهم نفسه تبقى حقيقة؟
كل واحد من الأطفال كان بيقول اللي نفسه فيه وقتها
ممكن لعبة أو فسحة أو حتى يشتري حاجة جديدة بيحبها
والمدرسين بيأكدوا دايمًا على كل طفل إنه يقدر يحقق أمنيته
المهم إنه يشتغل على قد ما يقدر عشان يعرف يعمل اللي بيبسطه
وفي يوم الصبح كالعادة المُدَّرس سأل الأطفال نفسهم في إيه؟
كلهم اجاباتهم كانت شبه بعض ما عدا بنوتة قالت حاجة جديدة عليه
قالتله نفسها الناس يبقوا ألطف وياخدوا بالهم من كلامهم
طلب منها توضح أكتر، قالتله إن ساعات في ناس بتجرح غيرهم
وبعد ما خلصت الحصة، نده المُدَّرس على البنوتة تروحله
كان اسمها نيللي، ولما راحت قالها إنه عاوزها توضحله
قصدها إيه بكلامها، ومين ضايقها وقالها حاجة خليتها متضايقة
نيللي عيطت وقالتله إن في أطفال بيقولوا كلام يخليها زعلانة
وقالتله إنهم بيتنمروا على شكلها ولبسها وطريقة كلامها كمان
وإنها مبقتش تحب تروح المدرسة ولا تخرج من البيت لأي مكان
المُدَّرس سمع منها وقالها إنه فاهم كلامها كويس وهيساعدها
وتاني يوم الصبح في الفصل طلب من الفصل كله حاجة هيعملها
كل واحد منهم هيجيب زرعة صغيرة وهتبقى بتاعته وهيراعيها
وطلب من مجموعة تقول كلام إيجابي ولطيف لزرعتها
والمجموعة التانية هتقول للزرعة كلام مش لطيف عليها
وأخر الشهر كل واحد هييجي الفصل بالزرعة اللي بيراعيها
وبعد شهر واحد، كل طفل جاب الزرعة بتاعته وحطها قدامه
المُدَّرس قالهم كل واحد يلاحظ حصل إيه للزرعة بس من كلامه
ولقوا إن الزرع اللي سمع كلمات لطيفة كان كبير ولونه جميل
أما اللي سمع كلام سلبي ومش لطيف، بقى ضعيف وهزيل
الأطفال كانوا منبهرين بالتجربة ومكانوش مصدقين اللي شافوه
ووقتها المُدَّرس قالهم لازم دايمًا ياخدوا بالهم من اللي بيقولوه
وإن الهزار والكلام الوحش مش بس بيضايق في لحظتها
ده كمان له تأثير صعب جدًا والكلمة بتأذي اللي بيسمعها
وطلب منهم دايمًا يفتكروا الزرعة وتأثير كلامهم كله عليها
ويفكروا في اللي بيقولوه عشان ميقولوش حاجة يندموا بعديها
كان في بنوتة جميلة اسمها دارين، كانت طيبة وجميلة
دارين كانت بتحب صاحباتها، ومعاهم بتبقى سعيدة
في يوم في المدرسة جات بنت جديدة للفصل بتاعهم
دارين كانت متحمسة تتعرف عليها وفرجتها على مدرستهم
البنوتة كانت اسمها كارمن، وكانت هادية وخجولة جدًا
وكانت بتحب تقعد لوحدها ومش بتلعب مع زميلاتها دايمًا
يوم ورا يوم، مجموعة بنات بدأوا يزعلوا كارمن ويضايقوها
بيتريقوا على شكلها وطريقة كلامها، وبيتنمروا عليها
كارمن مكانتش بتعرف ترد عليهم وكانت دايمًا تعيط لوحدها
وأيام كتير كانت بتغيب من المدرسة عشان تتجنب زميلاتها
وفي يوم دارين كانت في الفسحة بتلعب وكانت مبسوطة
وشافت كارمن قاعدة بترسم، ولكن شكلها كانت وحيدة
دارين قررت تروح تقعد معاها، ولكنها شافت حاجة ضايقتها
شافت البنات بيتريقوا على كارمن، وأخدوا منها كمان رسمتها
دارين اتخضت من طريقة البنات ولكنها قررت توقفهم
وقالتلهم بكل حزم وقوة، لو مبطلوش اللي بيعملوه هتشتكيهم
ضحكوا البنات على كلام دارين وقالولها إنها تخليها في حالها
ولما دارين أصرت على موقفها، ضايقوها لأنها بتدافع عنها
ولما مشيوا، كارمن شكرت دارين ولكنها طلبت منها تسيبها
وقالتلها متدافعش عنها تاني لأن البنات هيتريقوا كمان عليها
وكانت كارمن عيونها مليانة دموع وهي بتقول لدارين تسيبها لوحدها
كلامها كان بيقول حاجة ولكن عيونها بتقولها تفضل تدافع عنها
دارين طبطبت على كارمن وقالتلها إنها بتحبها وموجودة عشانها
وإنهم لو وقفوا جنب بعض هيوقفوا البنات عن مضايقتها
ودارين أقنعت كارمن يروحوا يشتكوا للمُدَّرسة ومتخافش منهم
وإنها أكيد هتعرف تساعدهم وهتخلي البنات دول يبعدوا عنهم
وفعلًا لما اتكلموا مع مُدَّرستهم، سمعتهم بكل هدوء وشكرتهم
إنهم وثقوا فيها وعلطول راحوا لها عشان يحكولها مشكلتهم
ووعدتهم توقف البنات عن مضايقتهم وإنها هتعاقبهم كمان
وكارمن شكرت دارين إنها عملت كل ده مع إنها متعرفهاش من زمان
دارين قالت لكارمن إن محدش أبدًا يستاهل حد يتريق عليه
وإنها اتعلمت تدافع عن أي حد محتاجها وتقف جنبه وتقويه
ومن يومها وكارمن ودارين بقوا أصحاب ومع بعض مبسوطين
وبيقضوا وقت كبير سوا، وبصداقتهم دايمًا مستمتعين
كان في مرة بلد كبيرة جميلة، مليانة بالخضرة والأشجار
وفيها ورود وطيور صوتها جميل، وفي كل مكان في أنهار
البلد دي كانوا سكانها طيبين وبيحبوا الخير وقلوبهم جميلة
بيقضوا وقتهم في الشغل والعبادة ويومهم مليان بالسعادة
وفي وسط البلد دي كان في مسجد كبير كل الناس بتحب تزوره
كان مليان بالهدوء وراحة البال، والكبير والصغير علطول بيروحه
البلد دي بناسها الطيبين مكانوش بيضايقوا حد أبدًا
واللغة اللي ما بينهم هي الطيبة وبيحبوا لبعض الخير دايمًا
وفي يوم صحيوا أهل البلد الصبح على دوشة عالية حواليهم
ولما خرجوا يشوفوا إيه بيحصل لقوا ناس غريبة داخلين عليهم
الناس دول مش من البلد وطريقتهم مختلفة عن سكانها
بيزعقوا وبيكسروا في البلد، وبيقولوا إنهم هياخدوها من أهلها
أهل البلد كانوا مخضوضين ومش فاهمين إيه بيحصلهم
كل الأطفال كانوا بيعيطوا، وجريوا بسرعة يدخلوا على بيوتهم
ولكن الناس اللي دخلوا عليهم مخلوش حد يرجع بيته
وقالولهم إنهم ملهمش مكان في البلد، وكل واحد يمشي بأسرته
وقالولهم لو ممشيوش هيتخانقوا معاهم ويخرجوهم بالعافية
أهل البلد كانوا مصدومين، وكل أهلها ملامحهم كانت خايفة
ولكن بالرغم من خوف أهل البلد، هما قرروا يدافعوا عن أرضهم
وقالولهم بصوت عالي إن ده مكانهم ومحدش يقدر يمشيهم
لما سمعوهم الناس اللي دخلوا عليهم، كانوا غضبانين جدًا
وقرروا يتخانقوا معاهم ويطردوهم من بيوتهم وميرجعوش أبدًا
ولكن البلد دي بتاعت أهلها، اللي مش قادرين يسيبوها
وكانوا متمسكين بكل حاجة فيها، وقرروا يقعدوا ويحموها
أهل البلد كانوا للأسف أضعف بكتير من الناس اللي هاجموهم
وكل يوم بيصحوا الصبح يحاولوا تاني من البلد يخرجوهم
وفضلت خناقتهم وقت طويل جدًا، ومحدش راضي يمشي منها
أهل البلد حلمهم يرجعوها، والناس دول عاوزين هما اللي يعيشوا فيها
وبالرغم من إن المدة طويلة جدًا، إلا إن أهل البلد متمسكين بيها
لأنهم عارفين إنها بتاعتهم ومن حقهم، وهما اللي هيحافظوا عليها
والناس التانيين معندهمش مكان تاني يروحوه وعاوزين بلد ليهم
وفاكرين إن من حقهم يطردوا أهلها ويعيشوا وتبقى بتاعتهم
وكل الأطفال من أهل البلد عارفين حاجة مهمة ومش بينسوها
إن مهما طال الوقت، دي بلدهم وبلد جدودهم ولازم هيرجعوها
كان في غابة كبيرة، مليانة حيوانات مختلفة كتيرة
كل الحيوانات عايشين مع بعض في سلام زي عيلة كبيرة
الغابة دي كان اللي بيحكمها أسد عجوز وقوي جدًا
كانت كل الحيوانات بتحترمه وبتسمع كلامه دايمًا
ولكن في يوم الصبح جمع الأسد كل حيوانات الغابة
وقالهم إنه كان مبسوط معاهم ولكنه محتاج للراحة
وعشان كده هو اختار أسد اسمه فرفوش عشان يحكمها
فرفوش كان ذكي وبيحب كل الحيوانات وبيحترمها
وفعلًا بدأ فرفوش يحكم الغابة وكان علطول ملامحه سعيدة
ولما حد من الحيوانات بيغلط دايمًا يديله فرصة جديدة
الأسد فرفوش كان كل يوم الصبح يخرج يتمشى في الغابة
ولو لقى حيوانات صغيرة كان بيلاعبهم بسعادة
وكمان كان بيعزم حيوانات كتيرة في بيته تقضي وقت معاه
ولو في حيوان محتاج بيت، كان بيروح يدور وياه
وفي يوم كان في مشكلة ما بين القرود والغزلان كبيرة
ولما فرفوش عِرف راحلهم وكان على وشه ابتسامه جميلة
وأول ما بدأ يحكم ما بينهم، واحد من الغزلان اتريق عليه
وقاله إنه مش بيعتبره ملك الغابة وكلامه مش هيسمع بيه
فرفوش بهدوء سأله وقاله، يا ترى إيه السبب لكلامك؟
رد عليه الغزال وقاله بسبب ضحكتك وكلامك وابتسامتك
وقاله إزاي الأسد ملك الغابة تكون علاقته بسيطة مع الحيوانات
المفروض يكون لك هيبة، وكلنا نخاف منك في كل الأوقات
فرفوش ابتسم وقاله، ولكني مش موافقك على رأيك
مش معنى إني طيب وبتعامل بهدوء إني مقدرش أحكمك
ومين قال إن القوة هي إنكم تخافوا مني وتستخبوا لو شفتوني
بالعكس، قوتي هي إنكم بتحبوني ولو احتاجتوني هتلاقوني
وكمل فرفوش وقاله، أنا بختار أكون ملك طيب ومسالم
ولكن وقت الشدة، هيكون لي رد فعل للموقف مناسب
وقال للغزال إنه هيسامحه على كلامه بشرط يتعلم منه
ومن وقتها الحيوانات بتحبه أكتر من الأول وبتحترمه