في يوم سقعة جدًا، كان مراد قاعد في أوضته على السرير بليل
كان بيقرا قصة جديدة بابا جابهاله، ومندمج فيها لوقت طويل
ولكنه وهو قاعد شاف من شباك أوضته واحد ماشي في الشارع
لبسه خفيف جدًا وشكله تعبان، والجو وقتها كان فعلًا ساقع
اتضايق جدًا وراح لماما يحكيلها الموقف وقالها إنه زعلان عشانه
قالتله طيب تفتكر ممكن نساعده إزاي، وإيه الحاجة اللي ممكن نعملهاله؟
مراد قالها ممكن نديله بطانية يتغطي بيها عشان تحميه من البرد
قالتله صح فعلًا ولكن في فكرة كمان هتساعده هو وكمان كذا حد
قالتله إيه رأيك نطلع من هدومنا شوية حاجات ونتبرع بيها؟
قالها فعلًا دي فكرة حلوة جدًا، وطلب منها يقوموا ينفذوا فيها
قالتله خلاص طلع انت من دولابك وأنا كمان هطلع حاجات من عندي
وبعدها نجمعهم ونديهم لمكان مختص في مساعدة الناس دي
وفعلًا راح مراد يطلع من دولابه وبعد شوية نده على ماما تشوفهم
وبعدها راحت ماما لأوضة مراد عشان تشوف الهدوم وتاخدهم
ولكنها لقت مراد مطلع كل الهدوم القديمة اللي عنده أو مقطعة
ماما فهمت إن مراد طلع بس من دولابه كل حاجة متبهدلة
ابتسمت وقالتله، ممكن أعرف إشمعنى الهدوم دي اللي قررت تتبرع بيها؟
قالها عشان خلاص مش محتاجها، وممكن حد تاني يستخدم فيها
قالتله طيب مش ملاحظ إن كل الهدوم مقطوعة أو متبهدل أجزاء منها؟
قالها ما هو ده السبب اللي خلاني أطلعها، إني خلاص مش هعرف ألبسها
ماما وقتها قالتله طيب أنا عاوزه أقولك على حاجة وعاوزاك تفهمها
مش معنى إنك تتبرع بهدوم، تبقى بايظة وانت خلاص عاوز تخلص منها
إحنا بنتبرع بأحسن حاجة عندنا ولكن نقدر خلاص نستغنى عنها
والأفضل لو نطلع حاجات بنحبها عشان عارفين هتبسط اللي هياخدها
أهم حاجة متبقاش وحشة أو تضايق الشخص اللي هيستخدمها
لازم يبقى سعيد بيها وحاسس إنها هدية جاتله من الشخص اللي باعتها
ولازم تعرف إن الناس المحتاجة ليهم حق علينا ولازم نساعدهم
يعني التبرع ده مش اختيار، طالما قادرين يبقى أكيد لازم نساندهم
عاوزاك تختار حاجات جميلة جدًا من دولابك وترتبها وتبقى نضيفة
لأن كل الناس في الدنيا تستاهل لما تاخد هدية تبقى حلوة وجميلة
بعدها مراد فهم كلام ماما وعرف إنه لازم يساعد غيره طالما يقدر
واتعود إنه لما يشوف حد محتاج حاجة، يساعده من غير ما يفكر
في يوم من الأيام، الشمس كانت طالعة والجو كان حلو وجميل
يوسف قرر ينزل يلعب مع أصحابه في الحديقة ويقضوا وقت طويل
يوسف كان ولد مؤدب جدًا، وكل أصحابه بيحبوه لجمال أخلاقه
كان بيبتسم في وشوشهم دايمًا وأكيد بيساعد أي حد محتاجه
بدأوا يلعبوا كلهم بالكورة، وكانوا بيجروا ورا بعض ومبسوطين
وهما بيجروا، واحد من أصحابه اسمه هاني شاف حاجة متغطية بالطين
طلب منهم يوقفوا لعب، وقالهم "استنوا انا لقيت حاجة هشوفها"
ووطى عليها ومسكها، ولقاها محفظة واقعة هناك من صاحبها
هاني قالهم تفتكروا نعمل بيها إيه؟ رد عليه يوسف، أكيد هنرجعها
قاله هاني، يبقى لازم نفتحها عشان نعرف صاحبها ونعرف نوصّلها
فتحوا المحفظة ولقوا جواها فلوس وصورة، ولكنهم ملقوش أي حاجة تانية
هاني قالهم، مفيهاش لا رقم ولا عنوان، مش هنعرف نرجعها بأي طريقة
رد يوسف وقال، حتى لو مش لاقيين صاحبها، واجبنا إننا ندور عليه
ولو دورنا كويس وسألنا عليه الناس، ممكن نعرف وقتها نلاقيه
بدأ يوسف وأصحابه يسألوا الناس اللي موجودين حواليهم في الحديقة
إذا كان في حد منهم شاف صاحب الصورة، أو يعرف يوصله بأي وسيلة
وبعد محاولات كتير، معرفوش يلاقوا حد عارف صاحب المحفظة
قاله هاني، خلاص احنا نسيبها مكانها عشان منبقاش في مشكلة
يوسف قاله، احنا بنحاول نعمل خير، ومش هينفع نسيبها حد ياخدها
بس احنا مش هنعرف نتصرف لوحدنا، محتاجين حد يساعدنا نرجعها
قعدوا شوية يفكروا هيعملوا إيه، وبعدها قرر يوسف يكلم باباه
حكاله على كل الموضوع، وباباه جالهم عشان يكون هناك معاه
ولما جه باباه، قالهم إنه فخور جدًا بيهم لأن تصرفهم كان سليم
وكويس إنهم كلموه وحكوله، وده تصرف يدل إن يوسف ولد حكيم
أخدهم باباه وراحوا لراجل الأمن، وبلغوه الأولاد على اللي حصل معاهم
وسابوا معاه صورة صاحبها، ولو شافوا أو سأل عليها، طلب منه يكلمهم
وبعدها كلهم رجعوا على بيوتهم، وبابا يوسف كان فخور بيه وبقراراته
وقاله إنه اتصرف صح، وأمانته دي أهم صفة لازم يحافظ عليها في حياته
صوفيا بنوتة لطيفة جدًا، شعرها طويل ولونه جميل جدًا
بتحب تاخد بالها من شكلها ولبسها، وشكلها بيبقى بسيط دايمًا
صوفيا بتروح المدرسة كل يوم وهي مبسوطة وسعيدة
بتحب تقعد مع أصحابها، وتتعلم من المدرسة حاجات جديدة
كان عندها أصحاب كتير جدًا في الفصل، وكلهم بيحبوها
لأنها لطيفة ومش بتضايق أي حد، وده خلاهم يحبوا يصاحبوها
وفي يوم، دخلت الفصل بنوتة جديدة، شكلها مؤدب وهادية
قعدت في مكان لوحدها، ومكانتش بتتكلم مع أي بنت تانية
البنوتة كانت خجولة جدًا، وبتقعد في الفسحة تاكل لوحدها
ومفيش حد من البنات حاول يروح عندها أو حتى يقربلها
جت صوفيا في يوم، وقررت إنها تتكلم معاها وتتعرف عليها
البنوتة رحبت بيها، واتكلموا سوا، وصوفيا كمان عرفت اسمها
نيللي ده إسم البنت، وصوفيا كانت مبسوطة إنهم اتكلموا مع بعض
أصل نيللي كمان كانت لطيفة، وبقوا بيقضوا مع بعض معظم الوقت
وفي يوم صاحبات صوفيا قالولها مش عاوزين نتعرف على حد جديد
وإنها صاحبتهم من قبلها، والمفروض تقوم تمشي معاهم لبعيد
نيللي لما سمعت كلام البنات، ملامحها بسرعة بقت حزينة
وقامت هي لوحدها تمشي، ولكن صوفيا، معجبهاش أبدًا الطريقة
صوفيا قالت للبنات، مينفعش تضايقوها ولا تقولولها كلام يجرحها
ومش معنى إني صاحبتكم من البداية، إني مينفعش أكون صاحبتها
وكمان لو فعلًا مش موافقين تصاحبوها، أنا اللي هختار مبقاش معاكم
لأن أهم حاجة في الصحاب يقدّروا ويحترموا بعض، وده مبيحصلش وياكم
نيللي بنت جميلة وهادية، وفعلًا شخصيتها لطيفة وبحب أصاحبها
ولو انتوا مش هتتعاملوا معاها بلطف، أنا مش هقدر أمشي واسيبها
وبعدها مشيت صوفيا وراحت لنيللي واعتذرلتها عن طريقة البنات
وبعدها بقوا دايمًا مع بعض، وبياخدوا بالهم من بعض في كل الأوقات
في بيت جميل كانت ساكنة فيروز مع أسرتها حياة هادية
كانت فيروز بنوتة لطيفة وبتحب تساعد مامتها وكانت شاطرة
فيروز كان عندها لعب بتحبها زيها زي كل الأطفال التانيين
ولكنها دايمًا كانت بتحب تشتري ألوان ولعب جديدة حلوين
وفي يوم كانت فيروز مع مامتها في المول وشافت لعبة عجبتها
راحت بسرعة قالت لماما أنا عجباني اللعبة دي يلا نجيبها
ماما قالت لفيروز إن هي مش هتقدر تجيب اللعبة النهاردة
فيروز زعلت وكانت متضايقة وفضلت طول اليوم ساكتة
ولما روحوا البيت ماما لاحظت إن فيروز مش بتتكلم زي طبيعتها
راحت حضنتها وسألتها ليه ساكتة طول اليوم وإيه مضايقها
فيروز قالت لماما، أنا زعلانة عشان مش بنشتري ألعاب كتير
مع إننا بنشتري دايمًا حاجات للبيت أو للأكل بشكل كبير
ماما ابتسمت وقالتلها، لأن في فرق بين حاجة محتاجينها أو عاوزينها
والأولوية دايمًا للي محتاجينه، لأنه بيفرق في يومنا وجودها
أما عن الحاجات اللي عاوزينها، لازم نشوف إذا كان الوقت يسمحلها
لأننا بنفكر في قرارتنا ومش أي حاجة عاوزينها هنعرف نجيبها
وعشان ماما تعلم فيروز أكتر عن الفرق بينهم، قالتلها على فكرة
هتخليها تجرب تمسك مصروف البيت لمدة اسبوع وهتبدأ من بكرة
وقالتلها إن المصروف محتاج يوفر كل حاجة البيت محتاجها طول المدة
سواء كان أكل أو أي حاجة تانية، فلازم تفكر كويس وتحط خطة
فيروز قضت بقيت اليوم بتفهم من ماما البيت بيحتاج إيه
وراحوا تاني يوم السوبر ماركت، وفعلًا عملت اللي اتفقوا عليه
كانت ماشية بتشتري الأكل والحاجات، وكانت مركزة جدًا
وكل حاجة بعد ما تمسكها بتفكر إذا كانت هي فعلًا محتاجاها دايماً
وماما كمان كانت بتساعدها لما تحتار في حاجة صعبة عليها
وبعد ما خلصوا روحوا البيت، وكانت مبسوطة بالتجربة اللي مرت بيها
ولما وصلوا البيت هي وماما راجعوا مع بعض كل حاجة اشتروها
وعرفت فيروز إن كل حاجة اشترتها كانوا فعلًا في البيت بيحتاجوها
وفهمت من يومها فيروز الفرق ما بين إني أعوز حاجة أو احتاجها
وإن تحديد الأولويات حاجة مهمة عشان أرتب حياتي وأنظمها
كان في بيت كبير، عايش فيه عيلة سعيدة وبنوتة جميلة
البنوتة دي كان اسمها فريدة، وكانت مؤدبة جدًا ولطيفة
فريدة كانت بتحب تقضي يومها وهي بتتعلم حاجات جديدة
وبتحاول تستفيد من وقتها، وبتساعد مامتها عشان تبقى سعيدة
وفي يوم في الشارع اللي فيه بيتهم، شافوا ناس جديدة ساكنين
كانوا بينقلوا كل حاجتهم عشان لبيتهم الجديد لسه واصلين
كانوا عيلة صغيرة ومعاهم بنوتة سنها قريب جدًا من سن فريدة
فريدة كانت متحمسة جدًا عشان هيبقى لها صاحبة جديدة
بعدها بيوم فريدة ومامتها راحوا لجيرانهم يستقبلوهم ويرحبوا بيهم
ولما قابلوهم كانوا ناس لطيفة جدًا، وقعدوا معاهم واتعرفوا عليهم
فريدة اتعرفت على البنوتة وكان اسمها سالي، وبقت تكلمها كتير
وكانت بتعرض عليها يتقابلوا يلعبوا مع بعض ويقضوا وقت كبير
وكانت فريدة بتعملها مفاجآت وتجيب لها هدايا حلوة وبسيطة
سالي كانت بنوتة لطيفة، ولكنها مش دايمًا بتعامل فريدة بنفس الطريقة
سالي كانت بتسأل على فريدة أقل بكتير من ما هي بتعمل معاها
ولكن لما بتقابلها بتعاملها كويس وبتضحك وبتتكلم كتير وياها
فريدة كانت مستغربة ليه لما بتعرض على سألي يتقابلوا مش بتوافق دايمًا
وبعدها بدأت تضايق لأنها حست إن سالي مش عاوزة تبقى صاحبتها أبدًا
وفي يوم فريدة كانت متضايقة، وماما سألتها مالك زعلانة من إيه؟
قالتلها أنا مش عارفة هي سالي مش بتكلمني ومش عاوزه تشوفني ليه؟
ماما سمعت منها كل اللي مضايقها، وطبطبت عليها وحضنتها
وقالتلها مش معنى إنها مش بتديكي نفس الاهتمام تبقي مش صاحبتها
لازم تفهمي إن كل واحد فينا بيحب ويصاحب بطريقته الخاصة
وطالما هي بتعاملك كويس ولطيفة معاكي ليه بقى بالحزن حاسة؟
يمكن هي مش بتحب تقابل أصاحبها ولا تتكلم معاهم وقت كبير
في ناس الحب بالنسبه لها كلمة حلوة أو ابتسامة ومش بيعبروا عنه كتير
فريدة فهمت إن جايز سالي تكون مختلفة عنها ولكنها صاحبتها
وبقت بتحبها زي ما هي من غير ما تزعل وبقت تعاملها بطبيعتها
كان في مدينة هادية وبعيدة، فيها مدرسة نضيفة وكبيرة
كل الأطفال فيها عارفين بعض، وبيقضوا مع بعض أوقات كتيرة
المدرسة كانت شكلها دايمًا نضيف، عشان عمال النضافة فيها
دايمًا بياخدوا بالهم من المدرسة لأنهم بيحبوا الأطفال يتبسطوا بيها
وفي يوم، كان في مجموعة من الأطفال داخلين مدرستهم كالعادة
اساميهم ليلى وهنا وكيفين وكريم، شافوا عاملة النضافة تعبانة
كانت قاعدة على كرسي بعيد ومغمضة عنيها وشكلها مرهق جدًا
اتفقوا يروحوا يسألوها ويتطمنوا عليها، لأنها بتحبهم وبتكلمهم دايمًا
ولما قربوا منها وسألوها، قالتلهم إنها تعبانة لأن شغلها كتير
وهي ساعات مش بتقدر تشتغل في الحر عشان سنها كان كبير
وبعد ما مشيوا، ليلى قالتلهم أنا صعبانة عليها أوي ونفسي اساعدها
ورد كيفين وقال، بس تفتكروا نعمل إيه نقدر بيه نخفف تعبها؟
ردت هنا وقالت، مش عارفة ولكن لازم نفكر مع بعض لحد ما نلاقي فكرة
وبعدها قالهم كريم، بس خلاص لقيت الحل، ونقدر ننفذه من بكرة
تاني يوم لما راحوا المدرسة، كريم جمع أكبر عدد من أصحابهم
واتفقوا كلهم إنهم يخففوا عن عمال النضافة في المدرسة تعبهم
واتفقوا ينضفوا فصولهم بإيديهم طول اليوم، عشان يساعدوهم
لأنهم دايمًا بيتعبوا معاهم، وبيخلوا المدرسة نضيفة عشان بيحبوهم
كل واحد من الأربعة عمل فريق وابتدوا يقسموا المهام بينهم
كيفين كان بيكنس مع فريقة الفصول، وكريم وفريقه بيرتبوا كتبهم
أما عن ليلى فكانت هي وفريقها بيمسحوا الديسكات ويلمعوها
وأخيرًا هنا كانت مع باقي البنات بيلموا كل الأوراق ويرموها
وفعلًا نضفوا كل الفصول في أوقات راحتهم في يومهم الدراسي
وراحوا للعمال وطلبوا منهم يطلعوا يشوفوا الشكل النهائي
لما شافوا العمال الفصول نضيفة اتبسطوا بيهم جدًا وشكروهم
وقالولهم إن مساعدتهم ليهم أكبر دليل على إنهم حقيقي بيحبوهم
وعاملة النضافة اللي كانت تعبانة لما شافتهم، عيونها كانت بتدمع من فرحتها
وقالتلهم إن عمرها ما هتنسى مساعدتهم، وهتبقى دي أحلى هدية أخدتها
وبعدها كل الأولاد كانوا مبسوطين، وخصوصًا أبطالنا الأربعة
اللي علموا كل أصحابهم إن التعاطف والإحساس بالغير أكبر نعمة
على رف قديم في بيت كبير، كان في ساعة محطوطة كبيرة
الرف كان في مكتبة كبيرة، وجنب الساعة في ورق وكتب كتيرة
الساعة دي كانت مكسورة من زمان، وعمرها ما اشتغلت أبدًا
وساجد كان ساكن في البيت مع عيلته، وبيشوف الساعة هناك دايمًا
ساجد كان بيدور على الكتاب بتاعه، وخبط في الساعة من غير ما يقصد
الساعة وقعت على الأرض، سمع صوت خبط وبعدها اتكسرت
ساجد مسك الساعة بسرعة، وكان بيبص على الجزء المكسور فيها
بعدها سمع صوت عالي من جوه الساعة، وساعتها ساجد اتخض منها
ساجد ساب الساعة بسرعة، وجري وقف في أخر الأوضة قلقان
وسمع الصوت تاني بيقول، أنا طول الوقت وحيد وكمان زعلان
ساجد استغرب جدًا، وقرب من الساعة ومسكها عشان يشوفها
لقى عصفور الساعة بيقوله، مش مصدق إني بره المكتبة ورفوفها
كمل العصفور وقال ولكني لما خرجت منها وقعت على الأرض اتكسرت
عشان كده أنا زعلان، لأني قديم ومحدش بيستخدمني وكنت اتركنت
ساجد قاله إنه حقيقي أسف مكانش يقصد يوقعه ولا يكسره
العصفور قاله مش مشكلة، كده كده هو مركون هناك ومحدش بيقدره
ساجد قاله طيب انت ليه زعلان جدًا وحزين، وممكن اساعدك ازاي؟
قاله العصفور بتاع الساعة، أنا مركون علطول على الرف فوق متداري
بشوف كل الحاجات حواليا بتستخدموها إلا أنا دايمًا تهملوني
وبيبقى نفسي دايمًا لما تيجوا جنبي، تشغلوني او حتى تمسكوني
ساجد قاله، أنا دايمًا بشوف الساعة محطوطة ولكني مش بفكر فيها
يمكن مجاش على بالي إن فيها عصفور زعلان، كان زماني مهتم بيها
العصفور قاله، أي حاجة في أي مكان هتكون متضايقة لو أهملتها
اتعلم دايمًا لما تجيب حاجة وتكون معاك، تستخدمها وتستفيد منها
ساجد وعد العصفور يحافظ على الحاجات اللي معاه ويستخدمها
ومن يومها ساجد اتعلم ميهملش حاجة عنده ودايمًا ياخد باله منها
وقعد بعدها يلزق الجزء المكسور في الساعة وينضفها كويس جدًا
وحط الساعة جنب السرير بتاعه، وبقى صاحب العصفور اللي فيها دايمًا
كان في بنوتة لطيفة اسمها ريماس، كان خطها مُرتب وجميل جدًا
وكانت بتحب تكتب علطول وبتعمل لفصلها لوحات حلوة دايمًا
ريماس كانت متعتها ترجع من المدرسة وتقعد تكتب في كراستها
وكانت بتتعلم دايمًا حاجات جديدة عن الخط عشان تطور موهبتها
مامتها ومُدرسينها كانوا دايمًا يشجعوها ويقولولها قد إيه هي موهوبة
وهي بتكون سعيدة بتشجيعهم ليها وبتحس إنها بكلامهم ومبسوطة
وفي يوم في المدرسة، ريماس وأصحابها شافوا مسابقة للمواهب المتميزة
وأصحابها ومُدرستها شجعوها إنها تقدم فيها ولكن ريماس كانت مترددة
ولما روحت البيت مامتها قالتلها إنها سمعت عن المسابقة
وشجعتها تشارك فيها لأن خطها جميل وهتكون تجربة مختلفة
ريماس قالت لمامتها إنها مش متأكدة إذا كانت عاوزة تشارك فيها
وقعدت طول اليوم في أوضتها بالها مشغول بفكرة مقالتش لحد عليها
وأخر اليوم ماما دخلت تطمن عليها وسألتها مالها وإيه اللي شاغلها
ردت وقالتلها إنها مش حاسة إنها متميزة بجد زي باقي زمايلها
وكملت ريماس، أنا شوفت أصحابي اللي مشتركين في المسابقة ومواهبهم
في منهم اللي بيكتب قصص واللي بيرسم، وكمان اللي بيعزفوا على آلاتهم
وقالت لماما إنها حاسه إن الخط الجميل مش موهبة متميزة زي الباقيين
وإنها مكسوفة تدخل المسابقة عشان متبقاش أقل من المتسابقين التانيين
ماما ابتسمت وقالتلها، أنا مش هقنعك تدخلي المسابقة ولا تقدمي فيها
ولكن هقولك إن مهما كانت موهبتك أو انجازاتك لازم تبقي فخورة بيها
انتي كنتي دايمًا فخورة بنفسك وبموهبتك لحد ما شوفتي المواهب التانية
وبعد ما كنتي شايفة نفسك مميزة، بدأتي تشكي في موهبتك في ثانية
إوعي تقارني نفسك ولا موهبتك بحد تاني ولا تفكري مين فيكم متميز أكتر
كل واحد فينا جميل بشكل مختلف عن غيره، ولازم في النعم بتاعتنا نفكر
ونحمد ربنا على وجود موهبة بتدينا طاقة وبتخلينا سعداء ومبسوطين
ونحاول دايمًا نستخدمها عشان نساعد بيها غيرنا ونبقى بنفسنا فخورين
في بيت بسيط وهادي، كان عايش بلال سعيد مع عيلته
بلال كان مؤدب ولطيف، وبيحب يقضي وقت في أوضته
بلال كان دايمًا بيحب يعمل حاجات تسعد مامته منه
وكمان أصحابه بيحبوه وبيكون موجودين معاه وبيسألوا عنه
وفي يوم بلال كان في المدرسة وكان عنده حفلة مهمة كبيرة
وكان لابس لبس جميل ومبسوط ولبس كمان ساعته الجديدة
وبعد ما خلصت الحفلة وروح البيت، بص على ايده ملقاش الساعة بتاعته
اتخض جدًا وقعد يدور عليها في كل مكان ومكانتش موجودة خالص في أوضته
بلال كان متضايق ومش عارف إيه اللي ممكن يحصل لو مامته عرفت
أكيد هتضايق وهتبقى زعلانه منه عشان الساعة الجديدة كده ضاعت
قعد بلال طول اليوم مهموم في أوضته لوحده ومكانش عاوز يعمل حاجة
ولما مامته دخلت عليه لقيته زعلان ولكنها مكانتش عارفه موضوع الساعة
سألته مالك يا حبيبي متضايق من إيه؟ بص في عيونها مبيتكلمش
كان بيفكر يقولها ولا بلاش، مش عاوز يكدب ولا يقولها عشان متضايقش
وبعد شوية قالها إنه بيحبها جدًا ومش عاوزها تزعل منه أبدًا
قربت منه وطبطبت عليه وقالتله يقولها ماله وهي هتساعده دايمًا
ولما حكالها على موضوع الساعة، ماما حضنته وقالتله ميزعلش
وشكرته ماما إنه قالها الحقيقة كلها وكان شجاع، وعليها مكدبش
وقالتله إنها عارفة إن الساعة مضاعتش منه عشان إهماله
ولكن وارد جدًا في الحفلة تكون وقعت من إيده ومأخدش باله
وقالتله ولكن لازم نعمل اللي علينا وندور عليها على قد ما نقدر
وده هو اللي في ايدينا نعمله، بدل ما نقعذ زعلانين وقاعدين نفكر
وتاني يوم راحت ماما معاه المدرسة وقالت للمدرس على الساعة
وكانت المفاجأة لما قالها إنهم لقوها فعلًا بعد ما الحفلة خلصت في القاعة
بلال كان طاير من الفرحة عشان الساعة مضاعتش ولكن فرحة ماما بيه كان أكبر
عشان بلال اتصرف بشجاعة وصدق، وكانت فخورة بيه أكتر وأكتر
في وقت من الأوقات، كان في غابة كبيرة مليانة حيوانات
بيحكمها عيلة من الأسود، وبيحصل فيها كتير مغامرات
من وسط عيلة الأسود، كان في شبل صغير اسمه زيزو
باقي الأسود أصحابه بيهزروا معاه بطريقة سخيفة وبتغيظه
زيزو كان شبل صغير وعشان كده مكانش عنده مسؤوليات
ولكنه كان بيحلم يبقى كبير ويقدر يبقى عنده لوحده مغامرات
كان دايمًا بيروح لمامته يقولها إنه نفسه يكبر بسرعة ويبقى زيها
وكانت بترد وتقول، إن أي قوة بتكون معاها مسؤولية قدها
زيزو مكانش فاهم كلام مامته وكان بيحلم باليوم اللي يكبر فيه
يوم ما كل الغابة وحتى أصحابه يحترموه ويعاملوه بشكل يليق بيه
وفي يوم زيزو كان ماشي في الغابة، ولقى غزالة ورا شجرة كبيرة
نط بكل قوته عليها عشان يثبت إنه شجاع لكل أفراد العيلة
جريت الغزالة بسرعة ولكن زيزو وقع في حفرة مكانش شايفها
ولما حاول يطلع منها، معرفش لأنها عميقة وكان محبوس فيها
فكر كتير إزاي يطلع ولكنه مكانش عنده أي طريقة ممكن تخرجه
وكان مكسوف ينده على أي حد معدي من هناك عشان يساعده
وكان قلقان كل أصحابه يعرفوا الحكاية ويتريقوا أكتر عليه
ولكن وهو في حيرته، عدى فيل وشاف زيزو وهو دموعه ماليه عنيه
سأله الفيل مالك يا زيزو، وازاي نزلت الحفرة دي لوحدك
رد زيزو وقاله، أنا وقعت غصب عني ودلوقتي محتاج مساعدتك
رد الفيل وقاله، أكيد متقلقش، هساعدك و حالًا تطلع منها
وجاب أغصان وفروع شجر كتير، وحطهاله عشان يطلع فوقها
وبعد ما طلع زيزو من الحفرة، قال للفيل متحكيش الحكاية لحد أبدًا
رد عليه الفيل وقاله، حاضر مش هقول، ولكن ده موقف عادي يحصل جدًا
قاله زيزو، ولكن أصحابي لو عرفوا، هيتأكدوا إني ضعيف وجبان
قاله الفيل، المواقف الصعبة بتحصل دايمًا لينا كلنا من زمان
أهم حاجة تتعلم من كل موقف صعب بيحصلك وتفهم معناه
ومتبقاش متهور وتاخد بالك من أي حاجة بتعملها أو حلم بتتمناه
كل الأمنيات عشان تبقى حقيقة، هتدفع قصادها ثمن كبير
فلازم تاخد بالك انت بتتمنى إيه عشان ممكن تندم بعدها كتير
لو عاوز تكون شجاع وعندك قوة، يبقى المفروض تتعلم تبقى حكيم
لأن الشجاعة عمرها ما كانت معناها تتهور، وتتصرف بشكل مش سليم
والأهم تعرف حدود قوتك ومتعديهاش عشان متأذيش نفسك
وخليك واثق من نفسك دايمًا وميهمش أي كلام يقوله غيرك
زيزو اتعلم يومها إن القوة بتيجي معاها مسؤولية كبيرة جدًا
ولو عاوز يبقى بجد شجاع، لازم ياخد باله من كل تصرفاته دايمًا
كانت هنا بنت جميلة وقلبها طيب وعلطول مبتسمة
قرب عيد ميلادها وكانت بتخطط له ومستنياه ومتحمسة
هنا قبل عيد ميلادها عزمت من فصلها كل صاحباتها
كتبتلهم كروت وقالتلهم هتتبسط لو حضروا عيد ميلادها
وفي يوم عيد ميلادها كانت بتزين مع مامتها البيت وكانت فرحانة
ولبست فستانها الجديد وجهزت التورتة واستقبلت صاحباتها بابتسامة
كانت هنا مبسوطة بنفسها وبيومها ولكن حصل حاجة ضايقتها
صاحباتها بعد شوية وقت قعدوا يعلقوا على تفاصيل عيد ميلادها
فيهم اللي قالت إنها كانت عندها بلالين أكتر من كده بكتير
واللي منهم قالت إن الفستان بتاعها السنة اللي فات كان منفوش وكبير
كانت كل واحدة فيهم بتقول على حاجة كانت مميزة أكتر عندها
وهنا سمعت كلامهم وطول الوقت ابتسامتها مفارقتش وشها
ولكن بعد ما خلص عيد الميلاد هنا دخلت وقعدت تعيط في أوضتها
مع إنها كانت مبسوطة في بداية باليوم ولكن مش قادرة تنسى كلام صاحباتها
وتاني يوم في المدرسة هنا كانت زعلانة وقاعدة مش مركزة طول اليوم
ندهت المدرسة عليها وسألتها مالك وليه شكلك مهموم
هنا حكت للمدرسة على موقف صاحباتها معاها امبارح وكلامهم
المدرسة طبطبت على هنا وطلبت منها تقعد في مكانها وبدأت تكلمهم
وقالت لكل البنات إنها النهاردة هتكلمهم عن حاجة مهمة جدًا
وإنها هتديهم نصيحة لازم يفهموها ويخلوا بالهم منها دايمًا
وقالتلهم إن المفروض نتعلم إزاي نتبسط بكل حاجة عندنا
وميهمناش أي كلام ممكن يتقال عليها، ولا نخليه يغير رأينا
وكمان لازم ناخد بالنا من كلامنا مع الناس ومنقللش من حاجة بتبسطهم
ولا نشوف حاجة ونقول إن في الأحسن منها لأننا كده بنضايقهم ونحبطهم
وعشان نبقى أشخاص طيبين وبأخلاق طيبة، لازم كلامنا يبقى لطيف
ونتعلم إزاي نحترم غيرنا ونقوله كلام يسعده عشان وجودنا يبقى خفيف
صاحبات هنا سمعوا الكلام وفهموا إن كلامهم ضايق صاحبتهم
وراحوا اعتذرولها وقالولها إنهم مكانوش يقصدوا وهنا سامحتهم
والأهم من كده إن هنا نفسها اتعلمت تتبسط باللي معاها مهما كان رأي الناس
ومتخليش حد يبوظ فرحتها ولا ياخد منها أي شعور جميل أو احساس
في وادي كبير مليان بالأشجار، عايشة عيلة الديناصورات
كانوا عيلة كبيرة عايشين في سعادة وحب في كل الأوقات
وفي يوم اتولد ديناصور صغير اسمه تاكو، كان بيحب يلعب كتير
كل يوم يخرج مع أصدقاءه وبيقضوا وقت مع بعض كبير
تاكو كان دايمًا يبص على بريمو قائد المجموعة بإنبهار
كان نفسه يكون قوي جدًا زيه وبيحلم بقوته طول الليل والنهار
ولكن مامته كانت دايمًا تقوله إن القوة محتاجة تدريب ومهارة
لازم تتعلم تعيش في الدنيا وتعمل الواجبات اللي عليك كلها بشطارة
وكمان لازم تشتغل كتير عشان تغلط وتقدر تتعلم من أخطاءك
ويبقى لك شخصية مميزة وعندك حكمة وبتقدر تاخد قراراتك
تاكو كان دايمًا بيقعد يفكر في كلام مامته وبيفكر إزاي يقوي من نفسه
وبدأ يتفرج على الديناصورات بيعملوا إيه ويتعلم منهم ويقوي مهارته
ويوم ورا يوم تاكو كان بيبقى أقوى وأكبر ولكن زئيره لسه مش عالي
وبيسمع زئير القائد ويسأل، امتى هيجي اليوم اللي يبقى ده صوت الزئير بتاعي
وفي يوم تاكو كان كبر شوية وكان قاعد بياخد باله من الديناصورات الأصغر منه
بيحافظ عليهم وهما بيلعبوا وبيراعيهم ومش بيخليهم يغيبوا عنه
ويومها هبت عاصفة كبيرة جدًا والديناصورات الصغيرين كانوا خايفين
ولكن تاكو قالهم يفضلوا جنبه وميبعدوش وهو هيرجعم لبيوتهم كويسين
وفعلًا تاكو كان بيحمي الديناصورات وبيطمنهم طول الوقت
لحد ما العاصفة خلصت وأخدهم وداهم البيت من غير ما يتأذي منهم حد
ولما رجع تاكو بالديناصورات، كل العيلة كانوا فخورين بتاكو وشجاعته
وشكروه كلهم إنه قدر يحافظ على الأطفال واستخدم ذكاءه وحكمته
ويومها اتعلم تاكو ان الزئير مش هو اللي هيديله شجاعة وقوة
ولا عضلاته وحجم جسمه اللي هيعرف بيهم يواجه بيهم أي مشكلة
وبقى واثق ان كل ما الوقت يفوت، هيقدر يتعلم ويتطور أكتر
وهيبقى شجاع زي القائد ويقدر في حلول كل المشاكل يفكر