كان في بيت جميل، ساكن فيه عيلة صغيرة سعيدة
كانت فرح عايشة مع عيلتها حياة هادية جميلة
فرح كانت بنوتة لطيفة وعندها طاقة كبيرة جدًا
وكانت بتحب تجرب حاجات جديدة وكتيرة دايماً
وعشان كده فرح من أول ما بتصحى بتعمل كذا حاجة في يومها
ولما بييجي الليل بتبقى تعبانة وبتدخل تنام في أوضتها
وفي يوم فرح شافت فيديو بيعلم الرسم من بدايته
وقررت تجرب ترسم وفعلًا ابتدت تتعلم الرسم وحبته
وكل يوم بقت تتفرج على فيديوهات تتعلم منها
وكان مستواها في الرسم بيتقدم بسرعة وبتتحسن في رسوماتها
وبقت فرح أول ما ترجع من المدرسة تتغدى وتبدأ ترسم
من قبل ما تذاكر أو تعمل أي حاجة، بتفتح فيديو رسم وتتعلم
يوم بعد يوم، بقت فرح علطول تسيب الواجبات لآخر اليوم
وساعات من التعب، مبتقدرش تكمل واجباتها ويغلبها النوم
وفي يوم، فرح مقدرتش تعمل الواجب بليل ونامت
وتاني يوم الصبح، راحت المدرسة من غير ما تكمله ونسيت
والمُدرسة زعلت جدًا منها لإنها مش متعودة على كده منها
لإنها بنوتة شاطرة وبتذاكر وبتعمل علطول كل واجباتها
ولما روحت البيت حكت لمامتها اللي حصل في المدرسة
وإن المُدرسة بتاعتها زعلانة منها وعشان كده هي متضايقة
ماما سألتها وعرفت منها إنها ملحقتش تعمل الواجب بليل
لإنها خلته أخر حاجة في يومها ولما تعبت نامت علطول
وعشان كده ماما قالتلها إنها لازم تعرف إيه هي أولوياتها
وتبدأ تعمل الحاجات المهمة وتشيلها من عليها
عشان لما تعمل الحاجات اللي بتحبها تكون مرتاحة
ومتبقاش قلقانة أحسن يومها خلص من غير ما تخلص كل حاجة
فرح فهمت كلام ماما ووعدتها تبدأ بعد كده بالواجب والمذاكرة
وبعدها ترسم أو تعمل أي حاجة من باقي هواياتها وهي مبسوطة
في بيت جميل، كانت ساكنة عيلة كبيرة وسعيدة
كانوا كلهم بيحبوا بعض، وبيقضوا أوقات لطيفة
في العيلة دي كان في ولد اسمه مازن وعنده اخوات كتير
كان مازن أصغر واحد فيهم، وفرق السن ما بينه وبينهم كبير
مازن كان بيروح المدرسة كل يوم وبيلعب مع أصحابه
وفي الأجازة كان بيقضي الوقت مع باباه ومامته واخواته
وفي يوم من الأيام، مازن رجع من المدرسة وطلب من مامته لعبة
ماما اتفقت معاه تاخده وتجيبهاله في يوم الأجازة
لما جاب اللعبة كان مبسوط وقعد يلعب بيها وقت كبير
وبقى علطول ماسكها مع إنه عنده لعب غيرها كتير
وبعدها بكام يوم، مازن كان بيقضي اليوم مع إبن خالته
ولما مشي، قال لمامته إنه لعبة الولد أحلى من بتاعته
وإنه عاوز واحدة زيها وطلب منها تروح معاه تجيبهاله
ماما قالتله ولكنها لسه مشترية واحدة جديدة عشانه
مازن قعد يتحايل عليها، وقالها إنه شاف واحدة أحلى منها
وإنه لو جابها هيبقى مبسوط ومش هيطلب لعب تاني غيرها
ماما قالتله ولكنه كان مبسوط باللعبة دي أكتر من أي حاجة تانية
وبعد ما شاف اللعبة بتاعت إبن خالته بقى عاوزها في ثانية
وقالتله إنه مينفعش يبقى بيدور طول الوقت على اللي مش معاه
لازم يبقى مبسوط وراضي بالحاجات الكتيرة اللي وياه
وإنه مينفعش كل شوية يبص على الحاجات اللي مع غيره
لإنه كده عمره ما هيتبسط بأي حاجة في يوم هتجيله
وهيفضل علطول بيشوف على اللعب الأجدد والأحلى من اللي عنده
وبكده هيبقى عنده حاجات كتيرة ولكنها مش بتزود سعادته
مازن فهم كلام مامته واتفقوا إنه هيتبسط ويرضى بلعبه الكتيرة
وهيبقى راضي بالحاجات اللي في حياته عشان تبقى حياة سعيدة
كان في بحر كبير وواسع، فيه أسماك حلوة كتيرة
وكان في مجموعة أصحاب بيقضوا مع بعض أوقات جميلة
كان فيهم السمكة ميمو، واللي كان شقي جدًا
كان بيعمل في أصحابه مقالب ويضحك عليهم دايمًا
ميمو كان بيحب أصحابه ولكنه كان مختلف عنهم
بيحب يجرب حاجات جديدة حتى لو مش عاجباهم
وفي يوم ميمو قالهم إنه رايح عند مكان خطير جدًا
قريب من مكان القروش، واللي ممنوع يروحوه أبدًا
ولما صاحبه كيرو قاله بس ده خطر وممكن تأذي نفسك
قاله أنا شجاع وبحب المغامرة ومش هبقى جبان زيك
كيرو اتضايق من ميمو ومن كلامه ومشي وسابه لوحده
وبعدها قال لباقي أصحابهم إن ميمو ممكن يأذي نفسه
وبعدها أصحابه حاولوا يقنعوه إن تصرفاته مش لطيفة
ولا المغامرة اللي عاوز يعملها هيكون لها نتايج كويسة
ميمو كعادته اتريق على كلام أصحابه ومسمعش كلامهم
وراح فعلًا لمغامرته وهما كانوا قلقانين على صاحبهم
وبعدها لما ميمو رجعلهم، قعد يحكيلهم عمل إيه في مغامرته
وإزاي إنه كان قريب جدًا من القروش ولكن محدش منهم شافه
وكان واقف فخور بنفسه وبيقول إنه أشجع واحد فيهم
وإن محدش فيهم كلهم شجاع وإنه مش جبان زيهم
ولكن بالصدفة كان جنبهم سمكة كبيرة متعرفهمش
وقالتلهم إن كل كلام صاحبهم غلط، وياريت ميغيرهمش
الشجاعة عمرها ما كانت بإننا نعرض نفسنا للخطر أبدًا
بالعكس، الشجاعة إنك تقرر تحافظ على نفسك دايمًا
لإن أسهل حاجة إنك تعمل حاجات غلط ومش محسوبة
وفي الآخر نتايجها هتبقى عليك سلبية ومش لطيفة
وقالت لميمو ياخد باله لإن التهور أخره بيكون مشاكل كتير
والمرة دي عدت، ولكن في مرات تانية هيكون في خطر كبير
كان في ولد اسمه فهد، كان بيحب يقرأ ويلعب بالكورة
كانت دي هواياته المفضلة، ولما بيعملها بيحس بسعادة
فهد كان ولد مجتهد جدًا في المدرسة وشاطر
وبينجح ودرجاته كويسة في كل امتحاناته لإنه بيقعد يذاكر
فهد كمان كان بيحب حاجته الشخصية وبيقدرها جدًا
ومش بيحب يغير حاجاته اللي بيستخدمها أبدًا
ولما حاجة تضيع أو تبوظ، بيروح يشتري زيها أو على الأقل شبهها
ولما ماما تعرض عليه يجدد ويغير، مكانش بيوافقها
وبالذات جزمة الكورة بتاعته، كل ما تتقطع يجيب زيها
نفس الشكل والرسمة والنوع، ومكانش عاوز أبدًا يغيرها
وفي مرة وهو بيلعب كورة، جزمته اتقطعت منه
بعدها طلب من ماما تاخده للمحل اللي بيجيب من عنده
ولكن المفاجأة كانت إن المحل قفل ومش هيفتح تاني
وفضلوا يدوروا على محل بيبع حاجات شبه المحل الأولاني
وبعد لف كتير، ملاقوش الجزمة اللي فهد متعود يشتريها
فهد كان زعلان لإنه مش عاوز يجرب حاجة جديدة غيرها
ويومها روح فهد البيت من غير ما يشتري أي حاجة تانية
وقعد زعلان لإنه معندوش جزمة يروح يلعب بيها كورة
يوم ورا يوم وفهد بيعتذر لأصحابه عن لعب الكورة ومبيروحش
والسبب إنه عاوز نفس الجزمة ولما بيدور عليها مبيلاقيهاش
لحد ما ماما اتكلمت معاه وقالتله إنه محتاج يجرب حاجات جديدة
ومينفعش يتعلق أبدًا بأي حاجة بيستخدمها لدرجة شديدة
لإن الأشياء دي كلها هدفها تساعدنا نعيش حياتنا مرتاحين
مش إننا نبقى زعلانين لو مبقتش موجودة ونقعد متضايقين
وقالتله إنه كده كده لازم يغير الحاجات لإنها بعد وقت مش هتناسبه
ولو كل شوية يتعلق بحاجة معينة، هتفضل الأشياء دي سبب تعاسته
والأفضل إنه يتعلم يتبسط بالأشياء طول ما هي موجودة
ولكن لو مبقتش معاه، يتقبل إنها حققت له مهمتها المحددة
ويستمتع بالحاجة الجديدة اللي هتيجي بعدها في حياته
وبالطريقة دي هيكون دايمًا سعيد وراضي بكل حاجاته
كان في مدرسة جميلة، فيها كل الأولاد بيحبوا بعضهم
كانوا بيذاكروا مع بعض وفي الفسحة بيستمتعوا بوقتهم
وكان في ولد اسمه يزيد وصاحبه سامر كانوا من بعض قريبين
بيقضوا كل وقتهم في المدرسة مع بعض وهما مبسوطين
كانوا كل يوم بيقعدوا يحكوا عن مواضيع وحكايات مختلفة
وبيرتبوا يتقابلوا في النادي، وكانت كل اهتماماتهم مشتركة
وفي يوم في الفصل بتاعهم جه ولد جديد ينضم ليهم
المُدرس قعده جنبهم، وطلب منه يتعرف عليهم
وفعلًا يزيد وسامر رحبوا بيه واتعرفوا عليه وصاحبوه
وبقوا يتكلموا معاه لإنه معندوش أصحاب وبقوا بيحبوه
الولد كان اسمه حسن، وكان مؤدب وهادي جدًا
ومش بيعمل مشاكل مع حد ووشه مبتسم دايمًا
وفي يوم في الفسحة يزيد لاحظ إن حسن مش معاه أكله
ولما سأله ليه مش بتاكل معانا، حسن قاله إنه خلصه
ويوم ورا يوم الموضوع يتكرر، مش بيشوفوا حسن بياكل معاهم
ومكانوش عاوزين يسألوه تاني عشان ميتكسفش منهم
لحد ما يزيد وسامر اتأكدوا إن حسن أصلًا مش بييجي بأكل معاه
وقرروا يساعدوا صاحبهم، واتفقوا كل يوم ياكلوا أكلهم وياه
تاني يوم يزيد في الفسحة طلع أكل كتير وقالهم إنه عازمهم
وخلى سامر وحسن ياكلوه معاه وبقى مبسوط وبيشاركهم
وبعدها مرة تانية، سامر قالهم إنه خلص أكله ومعاه زيادة
وعرض عليهم هما الاتنين فحسن أخد الساندوتش وأكله بسعادة
وهكذا، كل مرة حد من الأولاد يقول حجة مختلفة ويجيب لحسن أكله
ومفيش ولا مرة أحرجوه وقالوله ليه مش بيجيب ساندويتشاته
لحد ما في يوم، حسن جه المدرسة وكان سعيد جدًا
وكان معاه أكل كتير له ولأصحابه، وعمل زي بيعملوا دايمًا
وبعد ما خلصوا أكل شكرهم إنهم وقفوا جنبه وساعدوه
وكانوا بيجيبوله أكل من غير حتى ما يعرفوا السبب ويسألوه
وقالهم إنه ممتن ليهم ولكل الحاجات اللي عملوها عشانه
وإنهم أقرب أصحاب له، وهيفضلوا دايمًا زي اخواته
كان في بيت جميل ساكن فيه عيلة كبيرة لطيفة
كلهم بيحبوا بعض وبيقضوا مع بعض أوقات سعيدة
كان عايش إياد مع مامته وباباه واخواته حياة جميلة
وكان بيحب يساعد اخواته وكلهم كانوا عيلة متعاونة
إياد أكتر حاجة كان بيحبها هي القراءة وبيتبسط أوي بيها
وكل ما يحوش مصروفه يروح المكتبة يشتري قصص منها
وكان بيقعد مع أخوه الأصغر منه يحكيله كمان حكايات
وبيتبسطوا كل يوم مع بعض ويقضوا أحلى الأوقات
ولكن جت فترة المياة كانت بتقطع كتير في البيت عندهم
وده بيخليهم محتاجين يحوشوا مياه ويستخدموها كلهم
ولإن ماما معظم الوقت بتكون مشغولة في البيت جدًا
عملوا جدول كل يوم حد يكون مسؤول عن تحويش المياه دايمًا
واللي مسؤول عن المياه بيتابع إمتى المياه بتيجي ويستناها
وأول ما تيجي يجيب حاجات كتيرة ويقعد يملاها
وفي يوم إياد كان عليه الدور عشان يملى المياه بتاعتهم
ولكنه كان جايب قصة جديدة وقعد يقراها في أوضتهم
واندمج إياد في القصة ونسي خالص يملى المياه في اليوم بتاعه
وبعد ما خلص القصة اكتشف إنه النهاردة كان الدور عليه
إياد كان زعلان جدًا لإن المياه جت وقطعت وهو نسيها
وقعد يفكر في حلول ولكنه ملقاش حل للمشكلة اللي بيمر بيها
راح لمامته واعتذر لها لإنه نسي يملى المياه زي ما اتفقوا
ماما كانت متضايقة ولكنها اتبسطت إنه كان حاسس بغلطه
وعاتبته لإنه المفروض يهتم بالأولويات اللي مع بعض بيحددوها
وقالتله يفكر معاها ممكن يحلوا إزاي المشكلة اللي بيواجهوها
إياد فكر مع ماما واقترح إنهم يشتروا مياه اليوم ده ويستخدموها
وكإعتذار منه هيساهم بجزء من مصروفه عشان يشتروها
ماما اتبسطت بردة فعله وشكرته على تفكيره في المساعدة
وعرف يومها إياد إن المفروض يركز دايمًا على الحاجات المهمة
وميخليش الحاجة اللي بيحبها وبتبسطه تاخد وقته كله ليها
لإن الحياة فيها مسؤوليات كتير لازم يعرف إزاي يركز عليها
كان في مزرعة كبيرة موجودة جنب بيت جميل وواسع
المزرعة فيها أحصنة وحيوانات تانية وشكلها كان رائع
في المزرعة دي كان في زهور من كل الأشكال والألوان
وكان فيها نحل كتير، بيلقح الزهور ويعمل عسل طعمه جنان
من النحل دي كان في نحلة اسمها ريما، كانت شقية جدًا
ولكنها كانت كمان ذكية وبتعرف تحقق اللي في نفسها دايمًا
كانت ريما علطول بتحب تتنافس مع صحباتها النحلات
وبيعملوا مسابقات ما بينهم وريما كانت بتكسبها معظم الأوقات
وفي فترة كانوا كل ما يعملوا مسابقة تكسبها ريما النحلة
ومبقاش في حاجة صعبة عليها، وكل التحديات بقت سهلة
فقررت إنها عاوزة تبقى مختلفة عن باقي النحلات التانيين
وقالت إنها هتروح لمكان بعيد عشان تلقح زهور مختلفين
وفعلًا ريما راحت لمكان بعيد عشان تلقح فيه زهور مختلفة
وكانت عاوزة تثبت لصحباتها وعيلتها إنها عنهم متميزة
ولكن بعد شهور من الشغل كل يوم، عملت عسل جميل
وبكده حققت حلمها إنها تكون متميزة بعد ما اشتغلت صبح وليل
ولما رجعت المزرعة لقت كل أصحابها مشغولين عنها
وعندهم حاجات مختلفة في حياتهم عن اللي كانت فيها
ريما بعد ما حكتلهم على نجاحها الجديد كانوا فرحانين بيها
ولكن بعدها كل نحلة كملت شغلها ورجعت انشغلت في يومها
ريما كانت مستغربة هما ليه أصحابها بقوا مش منها قريبين
وكإنهم مكانوش أصحاب قبل كده ولا يعرفوا بعض من سنين
ولما سألت مامتها عن السبب للي بيحصل معاها
مامتها قالتلها إنك اختارتي أولوياتك ومشيتي وراها
ولما كانت أهم حاجة عندك تكوني متميزة وبعدتي عنهم
هما كمان كملوا حياتهم من غيرك وشافوا طريقهم
وده مش معناه انك غلطانة أو إن هما كده وحشين
بالعكس هي الفكرة بس مين اختار يعمل إيه ويعمله مع مين
ومش منطقي أبدًا لما تبعدي عنهم شهور ترجعوا من غير تغيير
بالعكس كل يوم بيعدي من غير ما تبقوا مع بعض بتتغير حاجات كتير
ولو رجعتي تعيشي تاني وسط أصحابك هتقربوا من بعض تاني
ولكن لازم تديهم وقتهم براحتهم ومتتصرفيش بشكل أناني
لإن زي ما انتي اختارتي تبعدي عنهم وتحققي حلمك
هما كمان هيحتاجوا وقت عشان يرجعوا قريبين منك
كان في بنوتة جميلة اسمها ليا، كانت مرحة ولطيفة
كل يوم بتحب تقعد مع مامتها ويقضوا أوقات جميلة
ليا كانت بتحب مامتها جدًا وبتقلدها في كل حاجة بتعملها
ونفسها لما تكبر تبقى زي مامتها شاطرة جدًا في حياتها
ولما كانت تضايق من حاجة أو تزعل، علطول تقولها
وماما تقعد تتكلم معاها ومش بتسيبها إلا لما تشوف ضحكتها
وماما دايمًا كانت بتشجع ليا عشان تعمل كل اللي نفسها فيه
وبتكلمها دايمًا عن العالم بتاعنا، وإزاي تقدر تحافظ عليه
وفي يوم، ليا قالت لمامتها إنها عاوزة تزرع زرع كتير
لإنها في أنواع كتيرة بتشوفها في الحديقة وبتحبها بشكل كبير
ماما وافقت وراحوا اشتروا الزرعات وزرعوها في البلكونة
وليا بقت بتعتني بيهم علطول، وكانت عنهم هي المسؤولة
ويوم ورا يوم ليا كانت بتهتم أكتر بزرعاتها وعلطول بتراعيهم
وكل ما تعجبها زرعة جديدة تشتريها وتزود فيهم
وفي يوم ماما قالتلها متشتريش زرع كتير عشان تقدر تحافظ عليه
لإن لو تركيزها على عدد قليل، هتقدر تاخد بالها منه وتراعيه
ولكن ليا قالت لمامتها إنها تقدر تاخد بالها منهم كلهم
واشترت فعلًا زرع أكتر، وحطتهم في بلكونتها وكانت بتحبهم
كان عندها أنواع مختلفة زي الياسمين والفُل والنعناع والريحان
ومعاهم ورود كتيرة، وألوانهم مختلفة وريحتهم كانت جنان
ولكن يوم ورا يوم الزرع ابتدا يدبل مع إن ليا بتسقيهم
ومبقتش عارفة تعمل إيه ولا عارفة زي الأول تحافظ عليهم
وراحت تعيط لمامتها وقالتلها إنها متضايقة جدًا وزعلانة
ومامتها لما عرفت السبب، قعدت معاها تكلمها بهدوء وابتسامة
وقالتلها إن الزرع عامل زي البني أدمين، كل واحدة مختلفة
وكل زرعة ليها شخصيتها واحتياجاتها وطريقة لرعايتها
في الأول كنتي قادرة تحافظي عليهم عشان كانوا قليلين جدًا
وكنتي بتقدري تفتكري احتياج كل واحدة فيهم وتراعيها دايمًا
ولكن لما كترت المسؤولية عليكي، بقيتي تتلغبطي فيهم
وممكن تنسي تنقلي واحدة للشمس مثلًا أو تنسي تسقيهم
وعشان كدة لازم دايمًا تعرفي حدود قدراتك إيه
ومينفعش أبدًا تتحملي أكتر من اللي تقدري عليه
حتى لو كنتي مبسوطة وسعيدة باللي بتعمليه
المفروض تعرفي حدود قدراتك عشان تنجحي فيه
كان في غابة كبيرة وفيها حيوانات كتيرة جدًا
كل عيلة من الحيوانات بيقضوا وقتهم مع بعض دايمًا
وكان في عيلة القرود واللي ساكنين في جزء كبير من الغابة
أطفالهم بيلعبوا مع بعض وبيقضوا أوقاتهم بسعادة
وكان من ضمن القرود دي قرد اسمه بيدو، وكان شقي جدًا
كان بيتنطط طول اليوم وبيعمل شقاوة ومش بيبقى هادي أبدًا
وفي يوم بيدو وأصحابه كانوا بيلعبوا في الغابة كالعادة
ولقوا قنفد ماشي بيوزع ورق بيعلن فيه عن مسابقة
بيدو راح للقنفد واتكلم معاه عشان يعرف إيه المسابقة ويسأل عليها
القنفد قاله إن الأسد عامل مسابقة للأكل وأي حد يقدر يشترك فيها
بيدو مكانش مهتم ولكن أصحابه شجعوه يدخل المسابقة
لإنه بيعرف يعمل أكلات كتيرة وإنه شاطر وأكلاته حلوة
بيدو وافق وقرر يدخل المسابقة وقعد قبلها أيام كتيرة يتدرب
وكانت مامته بتعلمه حاجات جديدة وبتساعده عشان يكسب
وفي يوم المسابقة، بيدو راح وأخد معاه كل أدواته
وكان متحمس وراحوا معاه كل أصحابه واخواته
بيدو بدأ يطبخ الأكلة المطلوبة وكان متوتر وعاوز يكسب المسابقة
ولكنه كان سريع، وخلص أول واحد واستناهم يخلصوا وأخد راحة
ولما كلهم خلصوا الأطباق بتاعتهم، بدأ الأسد يدوق أكلاتهم
الغريب إن كلهم كانوا حاطين ملح أو شطة زيادة في أطباقهم
لحد ما وصل عند بيدو ولقى إن أكلته هي أحلى واحدة فيهم
وأعلن إنه هو الفائز وأكلته هي أحلى واحدة منهم
وبعد ما أخد الجايزة اخواته وأصحابه احتفلوا بيه وكانوا ومبسوطين
جه القنفد قال للأسد حاجة ضايقته جدًا، مع إن الحيوانات كلهم فرحانين
وطلب الأسد من بيدو يتكلم معاه بعيد عن الحيوانات كلهم
بيدو كان مستغرب ولكنه راح معاه، ووقفوا في مكان لوحدهم
الأسد قاله إن القنفد شافه بيبوظ أطباق باقي المتسابقين
وإن بالرغم من شطارته إلا إنه غش وخان الحيوانات التانيين
والأسد قاله إن الشطارة مش كل حاجة، لازم كمان يبقى أمين دايمًا
وإنه كان ممكن يكسبهم بأمانه وساعتها فرحته كانت هتبقى أكبر جدًا
بيدو كان مكسوف من نفسه واتفق مع الأسد يعتذر ليهم
وقالهم إنه مكانش عنده ثقة في نفسه إنه هيبقى شاطر زيهم
وعشان كده قرر يبوظ أطباقهم ولكنه خجلان من اللي عمله
ووعدهم إنه مش هيضايق حد تاني وهيركز بعد كده على نفسه
كان في ولد اسمه حسن، كان ذكي ومجتهد جدًا
كان علطول بيحب يجرب حاجات جديدة ومختلفة دايمًا
حسن كان متفوق في مدرسته لإنه كان بيحب المذاكرة
وبيخلص كل اللي وراه علطول ومش بيضيع وقته
وفي الأجازة كان بيحب يتعلم حاجات كتيرة جديدة
وبيخرج من الأجازة مجرب حاجات مميزة ومختلفة
وفي يوم في الأجازة حسن طلب من باباه يعلمه حاجة
قاله إنه عاوز يجيب عجلة عشان يركبها ويروح بيها المدرسة
باباه اتفق معاه إنه هيجيبله العجلة ويعلمه عليها براحة
ولكن بشرط، يلتزم بكل التعليمات اللي هيقوله عليها ببساطة
حسن اتفق مع باباه يسمع الكلام، وفعلًا حددوا يوم وبدأوا
ونزلوا اشتروا العجلة وراحوا الحديقة عشان يعلمه
في الأول باباه حطله فيها سنادات عشان يتعلم فيها
ولكن حسن مكانش عاجبه لإنه سنه كبير عليها
وقال لباباه إنه مش عاوز السنادات وإنه يقدر يسوقها من غيرها
باباه فكره بإتفاقهم وإنه وعده يسمع التعليمات وينفذها
وبعدها لما راحوا تاني، باباه كان بيخليه يمشي براحة
عشان يتعود على العجلة الأول وبعدها ينطلق في السواقة
حسن كان عاوز يخلص بسرعة ومش عاوز خطوات كتير
ومكانش مصدق إن كلام باباه هيساعده بشكل كبير
تاني يوم الصبح أخد العجلة من ورا باباه وراح الحديقة
وقعد يجرب يسوقها من غير السنادات مرات كتيرة
وأخيرًا حس إنه عارف يسوقها وبدأ يجري بسرعة بيها
ولكنه اتكعبل في طوبة ووقع جنب شجرة واتخبط فيها
وبعدها لما روح البيت حاول يدخل أوضته بسرعة
من غير ما باباه يشوفه ويعرف كل اللي هو عمله
ولكن باباه كان مستنيه في أوضته وكان شكله زعلان
وقاله إنه اتصرف غلط جدًا وخلاه حاسس إنه ندمان
لإنه وثق فيه وإنه هيسمع كلامه، ولكنه معملش كده أبدًا
بالعكس ده عرض نفسه للخطر، واتصرف بشكل غلط جدًا
حسن اعتذر لباباه وقاله إنه كان بس عاوز يتعلم بسرعة
ومكانش يعرف إن كل تعليمات باباه اللي قالهاله مهمة
باباه قاله، مفيش حاجة في الدنيا تتقدر تتعلمها من غير قواعدها
لازم تفهم كل حاجة ماشية ازاي قبل ما تبدأ تعملها أو تمارسها
عشان تعرف إيه اللي ممكن يحصل وإزاي تبقى شاطر فيها
لازم تاخد وقتك وتتعلم صح، وبعد كده أي حاجة هتقدر عليها
حسن اتعلم من غلطته يومها ووعد باباه ياخد باله دايمًا
واتعلم بعدها العجلة صح، وبقى بيسوقها حلو جدًا
كان في بنوتة اسمها ليلى، كانت هادية وشخصيتها لطيفة
كانت بتحب تلعب وتقعد مع صحباتها أوقات طويلة
ليلى كان عندها أصحاب كتير بس ندى هي أقرب صحباتها
بيقعدوا مع بعض في الفصل وكمان بتزورها في بيتها
ولما ليلى كانت تضايق من حاجة تروح تحكي لندى بسرعة
وبيتكلموا مع بعض، وندى بتخليها تحس بسعادة وفرحة
وفي يوم ليلى راحت المدرسة وعزمت ندى على عيد ميلادها
ندى اتحمست جدًا وقعدت تفكر في هدية لصاحبتها
لحد ما ندى قررت تجيب لليلى سلسلة عشان تلبسها
وفعلًا راحت مع مامتها اشترت الهدية لليلى عشان عيد ميلادها
ولما جه يوم عيد الميلاد، ندى جهزت ولبست فستانها
وهي خارجة قعدت تدور على الهدية ولكن مكانتش لقياها
كانت زعلانة جدًا ولكن مامتها قالتلها لازم نروح عشان منتأخرش
ندى راحت من غير الهدية، ومامتها قالتلها هندور عليها تاني ومتزعلش
وراحت ندى العيد ميلاد وقضت اليوم مع ليلى وباقي صاحباتها
ولكن ليلى أخدت بالها إن ندى مجابتلهاش هدية عيد ميلادها
لما خلص العيد ميلاد ليلى قعدت زعلانة في أوضتها جدًا
ولما ماما سألتها، قالتلها إنها مش عاوزة تكلم ندى أبدًا
لإنها مجابتلهاش هدية في يوم مميز زي ده عشان تبسطها
ولو هي فعلًا بتحبها كانت هتجيبلها هدية وتحاول تسعدها
ماما قالت لليلى ولكن باقي أصحابك جابولك هدايا كتير
وبعدين أهم حاجة إن ندى قضت معاكي وقت كبير
الهدايا عمرها ما كانت أهم حاجة نعبر بيها عن حبنا
في طرق كتيرة جدًا نبين بيها الحب اللي جوانا لغيرنا
ولازم نقدر ظروف اللي حوالينا ونلتمس ليهم أعذار دايمًا
ومينفعش نعلق حبنا على حد بغلطة مش مقصودة أبدًا
ليلى فهمت كلام مامتها واقتنعت بيه ومبقتش زعلانة
واتعلمت إنها لازم تتبسط بالحاجات اللي موجودة وتبقى فرحانة
كان في غابة كبيرة وواسعة، فيها حيوانات كتير جدًا
كلهم بيعيشوا مع بعض في سعادة وحب دايمًا
كان استاذ سلحوف بياخد الأطفال من كل الحيوانات يعلمهم
بيلف معاهم الغابة ويعرفهم عليها وعلى الأسئلة بيجاوبهم
بيعرفهم إزاي يخرجوا من أي مشكلة ممكن يقعوا فيها
وبيحكيلهم حواديت عن مغامراته وبيستمتعوا بيها
كان البغبغان بيجو والصفدع روني بيروحوا مع أستاذ سلحوف
كانوا أصحاب قريبين وبيقضوا وقت مع بعضهم لطيف
وفي يوم، روني الضفدع كان قاعد طول اليوم سرحان
ومكانش مركز في كلام أستاذ سلحوف وشكله كان زعلان
بعد ما خلصوا مع أستاذ سلحوف، بيجو البغبغان سأله مالك
شكلك في حاجة مضايقاك، احكيلي ممكن اساعدك
روني قاله إن كل اخواته بيعرفوا يعوموا إلا هو الوحيد اللي مش بيعرف أبدًا
ولما بييجوا يقولوله ينزل معاهم المياه بيدور على أي حجة دايمًا
وعدى اليوم، وبعدها كان بيجو واقف مع روني وباقي أصحابهم
وكلهم كانوا بيلعبوا عند النهر، واقترحوا يعملوا مسابقة ما بينهم
الطيور يعملوا مسابقة طير ما بينهم والباقيين يعملوا مسابقة عوم
واللي هيكسبوا، هياخدوا هدية من أصحابهم واستاذ سلحوف تاني يوم
رد البغبغان بيجو وقال مش هينفع أصل روني مش بيعرف يعوم
روني بصله وكان زعلان، ومشي وسابهم وكان من بيجو مصدوم
ولما بيجوا راح عشان يشوفه ماله زعل ومشي بسرعة ليه
روني قاله لإنه قال على السر ومكانش من حقه يقول عليه
بيجوا استغرب ومكانش فاهم هو ليه الموضوع كبير
وراح لمامته وحكالها وقالها هو زعلان ليه مع إن السر مش خطير
ماما قالتله ولكنه سر، مينفعش أبدًا تقول لأي حد تاني عليه
مهما كان بالنسبة لك حاجة عادية ومش مهمة، لازم تحتفظ لنفسك بيه
ولازم تعرف إن طالما صاحبك قالك عليه يبقى بيثق فيك
ولما انت قولت على السر بتاعه، ده خلاه مصدوم منك
وعشان كده، لازم تروح لروني وتعتذر له وتكون عارف إنك غلطان
وتقوله إنك مكانش قصدك تزعله، وإنك عرفت غلطك وعليه ندمان
بيجوا عمل كده فعلًا وراح لروني بيته واعتذر له بعدها
ورجعوا تاني أصحاب قريبين، وبيحافظوا على أسرار بعض كلها