في حي جميل وهادي، كان ساكن مصطفى مع عيلته
كان بيحب عيلته جدًا وبرده بيقضي وقت طويل مع أصحابه
مصطفى في أجازة الصيف كان زهقان وعاوز يعمل حاجة جديدة
قعد يفكر في حاجات يعملها لحد ما جه في باله فكرة جميلة
قرر يروح يعرض فكرته على أصحابه اللي ساكنين معاه في الشارع
وبعدها اتكلم مع عيلته عشان يعرف إذا كان عندهم أي مانع
مصطفى قرر يعمل مع أصحابه مشروع صغير يستفادوا منه
يعملوا عصير ويبيعوه في النادي بتاعهم ويكونوا مسؤولين عنه
وفعلًا بدأوا في التخطيط لمشروعهم وكل واحد بقى له الدور بتاعه
أحمد صاحبه هيشتري الفواكه ويعصرها كلها في بيته
وحسن هيجيب كوبايات ويصب فيها العصير لما حد يطلب منهم
أما عن مصطفى فكان مسؤوليته إنه يبيع العصير للناس ويحاسبهم
في أول يوم بدأوا مشروعهم، جهزوا العصاير وأخدوها وراحوا النادي
وحطوا الترابيزة ووقفوا عندها ولكن محدش طلب منهم أي حاجة المرة دي
وفي أخر اليوم روحوا كلهم زعلانين البيت لأن العصير ممكن ييوظ منهم
وكده هيكونوا خسروا فلوسهم وممكن بسرعة يخسروا مشروعهم
ولكن مصطفى جمعهم بليل واتكلم معاهم وشجعهم يجربوا تاني
وفعلًا راحوا تاني يوم ولكن أخدوا معاهم كوبايات أصغر وصواني
مصطفى فكر إنه لازم الناس تجرب العصير قبل ما تشتريه منهم
لأن محدش يعرفهم وأكيد مش كل الناس هتبقى واثقة فيهم
صب شوية عصير في كوبايات صغيرة وراح بيها عند حمام السباحة
كل الأولاد بعد التمرين بيبقوا تعبانين ومحتاجين يشربوا حاجة
وفعلًا عرض على الناس في النادي يجربوا العصير ولو عجبهم يشتروا منهم
وبدأ يوزع العصير مجانًا ولما الناس جربوا العصير فعلًا عجبهم
مرة والتانية وبدأت الناس تسأل مصطفى عن مكان ما هما واقفين
وبعد شوية أحمد وحسن لقوا الناس اللي عجبهم العصير ومنه عاوزين
كانوا مبسوطين جدًا إن الناس بيشتروا منهم العصير كتير
وبعد ما خلص اليوم، كانوا كلهم حاسيين بسعادة وانتصار كبير
واتعلموا يومها إن النجاح محتاج شغل ومجهود ومعاهم تفكير
وإنهم لو حاولوا ينفذوا اللي عاوزينه وطوروا منه هيكون أكيد ليهم تأثير
كان في غابة كبيرة مليانة أشجار وأنهار شكلها جميلة
كان فيها قطيع كبير من الفيلة عايشين مع بعض حياة هادية
كان زعيم القطيع اسمه لوفي، وكان طيب وبيساعدهم
وكان بيطمن على كل أفراد القطيع وبياخد باله منهم
في القطيع كان في فيلة عجوزة جدًا ومبقتش تقدر تشتغل كتير
ولوفي كان بيحب يراعيها ويساعدها ويقضي معاها وقت كبير
كان لوفي دايمًا بيحاول يتأكد إنها بتاكل وبترتاح عشان متبقاش تعبانة
وهي كانت بتحبه وبتعامله بحب، ولما بتشوفوا بتبقى فرحانة
لوفي لما بيكون مشغول، بيبعتلها أكل مع أي فرد من القطيع
ولكن في مرة كان بيزورها وقالتله إنه في أيام بتجوع بشكل فظيع
لوفي استغرب جدًا لأنه بيبعتلها الأكل كل يوم ومش بينساها أبدًا
وساعتها اكتشف إن أكيد مش كل أفراد القطيع بيوصلوا الأكل دايمًا
لوفي كان غضبان جدًا، وقرر يراقبهم عشان يعرف مين بيسرقهم
وبقى كل ما يبعت حد بالأكل يمشي وراه عشان يتأكد إنه بيوصلهم
لحد ما يوم كان بيبعت الأكل مع فيل اسمه نيفو، واكتشف إنه موصلش أكلها
ولكنه فضل ماشي وراه لحد منطقة في الغابة محدش بيروحلها
ولقى نيفو دخل مكان بين الأشجار وساب الأكل ومشي لبعيد
ولما قرب يشوف ساب الأكل ليه شاف حاجة خليته اندهش أكيد
شاف غزالة متعورة في رجليها وقاعدة بتاكل الأكل اللي اداهولها
ولما قرب وسألها بتعمل إيه هنا، قالتله إنها متصابة ونيفو بيساعدها
راح لوفي للقطيع وطلب منهم يساعدوه ياخدوا الغزالة معاهم
لحد ما تقدر تمشي وتبقى أحسن، هتقضي الأيام هناك وياهم
وبعت لنيفو وقاله إنه فخور بمساعدته للغزالة ولكنه برده زعلان
مينفعش عشان يعمل حاجة صح، يخون الأمانة ويكون غلطان
وإنه كان ممكن يتكلم معاه وهو عارف إنه أكيد هيساعده
ولكنه مينفعش بأي شكل يسرق الأكل اللي لوفي بيكون باعته
نيفو اعتذر للوفي وقاله إنه كان بيحاول يساعد الغزالة لأنها لوحدها
وكان بيسرق الأكل لأنه مكانش عنده وقت يجيب أكل تاني لعندها
ولكنه بعدها وعد لوفي يقوله لو محتاج أي حاجة وإنه ندمان
ولوفي سامحه على غلطه وعاشوا كلهم في القطيع سعداء وفي أمان
كان في قرية جميلة ساكن فيها عائلات كتيرة مبسوطين
كل أطفال القرية أصحاب وبيلعبوا مع بعض وبيكونوا فرحانين
كان في وسط الأطفال بنوتة جميلة اسمها رهف وكانت طيبة
بتحب تلعب مع الحيوانات ودايمًا بتعامل أصحابها كويس ومؤدبة
ومرة وهي بتلعب مع أصحابها، حد منهم حدف الكورة وخبطت فيها
رهف قعدت تعيط وزعلت وكانت فاكرة إنه قاصد يحدفها عليها
وهي بتعيط أصحابها حاولوا يهدوها ولكنها كانت متضايقة جدًا
وجت بنوتة قالتلها إنتي علطول بتعيطي على كل حاجة دايمًا
ولما رهف سمعت كلام صاحبتها، زعلت أكتر ومشيت وراحت على بيتها
ودخلت الأوضة وقعدت تعيط وقررت مش هتلعب تاني مع أصحابها
وكانت طول اليوم قاعدة لوحدها زعلانة وكانت متضايقة
ماما دخلت عليها وسألتها مالها وكان باين عليها إنها زعلانة
حكت رهف لماما الحكاية وقد إيه أصحابها يومها ضايقوها
وقالتلها إنهم كانوا قاصدين وأكيد هما كده مش بيحبوها
ماما حضنتها وقالتلها ولكن أصحابك معملوش حاجة تدل على كده أبدًا
هما ممكن غلطوا في طريقتهم ولكن ده مش معناه إنهم مش بيحبوكي دايمًا
وقالتلها إنه مش المفروض ناخد موقف واحد ونزعل أوي كده عليه
لأنهم دايمًا معاكي وأصحابك ممكن مقصدوش كلامهم يضايقوكي بيه
وعاوزاكي دايمًا تحافظي على دموعك ومتعيطيش على كل حاجة بسيطة
والأفضل تناقشي مشاعرك وتقوليها بصراحة بطريقة تكون مفيدة
لازم تعبري عن اللي بيضايقك بوضوح لأن مشاعرك مهمة ومتقدرة
مش بس تتضايقي وتعيطي لأنك هتكوني تعبانة دايمًا ومتضايقة
رهف فهمت كلام مامتها وراحت تلعب تاني مع أصحابها وسامحتهم
ولما بتحصل حاجة تضايقها منهم بتتكلم فيها معاهم وتفهمهم
واتعلمت بعدها متزعلش بسرعة غير لما تفهم حقيقة الحكاية
ولو حد كان قاصد يضايقها بتفهمه غلطه وبتعرفه بصراحة إنها زعلانة
كان في مدرسة جميلة وفيها أولاد كتير حلوين وشاطرين
كان فيها ولد اسمه مُعز، كان بيحب يلعب مع أصحابه التانيين
مُعز كان في فريق الكورة بتاع المدرسة وكان شاطر جدًا في لعبها
وكان بيقضي وقت لطيف مع أصحابه وأيام التمرين بيحبها
وكان معظم أصحابه من فريق الكورة وبيتقابلوا كلهم كتير
بيقعدوا يتدربوا سوا ويتكلموا عن الماتشات وبيقضوا وقت جميل
وفي يوم مُعز راح النادي مع مامته ونزل حمام السباحة وكان سعيد
قضى وقت طويل فيه ولما طلع منه، قرر مُعز يجرب شئ جديد
وقال لمامته إنه عاوز يتدرب سباحة مع الكورة عشان يجربها
وإنه بعد شوية هيشوف هو مرتاح أكتر لأنهي رياضة وهيختارها
مامته رحبت جدًا بالفكرة وبالفعل اشتركت له في فريق السباحة
مُعز كان سعيد بالتمرين وبعد شهر واحد قرر إنه هيسيب فريق الكورة
وفعلًا راح للكابتن بتاعه في المدرسة واتكلم معاه وقاله على قراره
وقال لأصحابه إنه هيقضي معاهم وقت المدرسة ولكنه هيسيب تدريبه
أصحابه لما عرفوا إنه ماشي اتضايقوا جدًا وقالوله إنت مبقتش صاحبنا
وإننا مش هنقعد معاك ولا نقضي وقت سوا طالما قررت تسيبنا
مُعز زعل جدًا وروح البيت يومها متضايق من الكلام اللي قالوه أصحابه
ولما ماما شافته زعلان، اتكلمت معاه وعرفت إيه الموقف اللي مزعله
وقالتله ميتضايقش ولا يندم أبدًا على أي اختيار أو قرار ياخده في يوم من الأيام
وإنه عادي جدًا تكونوا أصحاب حتى لو بشخصيات مختلفة وكل واحد عنده اهتمام
الأهم هو إنك وأصحابك تحترموا بعض وتتفهموا دايمًا اختلافكم
وتعرفوا إن الأصدقاء مش لازم يبقىا شبه بعض تمامًا المهم هو احترامهم
مُعز سمع كلام مامته وراح لأصحابه في فريق الكورة واتكلم معاهم وفهمهم
وقالهم إنه فاهم سبب زعلهم ووعدهم إنه دايمًا هيفضل صاحبهم
وهما كمان اعتذروله على الموقف اللي ضايقه وتفهموا إن اهتماماته مختلفة
وشجعوه إنه بيعمل حاجة بيحبها، وصداقتهم استمرت وبقت قوية
كان في ولد وبنت اخوات ، اسمهم بودي ورودي، كانوا حلوين ومؤدبين
كانوا هما الاتنين دايمًا بيلعبوا مع بعض وبيقضوا يومهم مبسوطين
وفي يوم صحيوا من النوم ولقوا ماما مرهقة ونامت كتير
قعدوا يفكروا إزاي ياخدوا بالهم منها ويحسسوها بحبهم الكبير
رودي وبودي قعدوا في أوضتهم يتكلموا مع بعض ويتناقشوا
فكروا يجيبولها هدية عشان تبسطها، وكانوا قاعدين بيفكروا
رودي جاتلها فكرة وقالت لبودي، احنا ممكن نساعد ماما في نضافة البيت
هي أكيد تعبانة مش هتقدر تعمل كل حاجة، يلا نخليه نضيف وجديد
بودي وافق على فكرة رودي وكانوا متحمسين جدًا وقعدوا يقسموا الحاجات
واتفقوا كل واحد فيهم هيعمل إيه عشان يقدروا بسرعة يخلصوا المهمات
وقضوا اليوم كله في تنضيف البيت ومساعدة ماما عشان يبسطوها
ولما كانت حاجة تبقى صعبة على حد فيهم، بيتعاونوا مع بعض فيها
وأخر اليوم جه، ورودي وبودي كانوا خلاص مش قادرين
خلصوا كل حاجة ماما في العادة بتعملها، وكانوا حقيقي مرهقين
وبعد ما خلصوا البيت، ماما شافته وكانت فخورة بيهم جدًا
وقالتلهم إنهم حقيقي أسعدوها، وإنها هتفضل فاكرة مساعدتهم دايمًا
وبعد ما دخلوا أوضتهم وقعدوا مع بعض يرتاحوا من يومهم الطويل
بودي قال لرودي، تخيلي إن ماما بتعمل كل ده علطول من غير تفكير
وفكروا في الشغل الكتير وإنهم مكانوش حاسين هي بتتعب قد إيه
واتفقوا سوا إنهم ميبهدلوش حاجتهم ويساعدوا ماما باللي يقدروا عليه
ومن يومها بودي ورودي علطول بيروقوا أوضتهم ويساعدوا ماما كتير
وبقت ماما ترتاح أكتر لأن رودي وبودي حاسين بمسؤوليتهم بشكل كبير
كان في شجرة كبيرة وعالية جدًا عايش عليها نسر اسمه نادي
كان شجاع وبيجرب حاجات كتيرة، وعاوز يستكشف كل الدنيا دي
نادي كل يوم يحلم إنه يلف كل العالم ويشوف أماكن كتيرة جديدة
ولكن جناحه اليمين كان ضعيف وممكن ميستحملش بيه رحلة طويلة
نادي كان بيفكر إزاي ممكن يسافر ويقضي رحلته ويكون في أمان
ولكن كل يوم مبيعرفش يلاقي حل يخليه يعيش رحلته وبيكون زعلان
وفي يوم قابل نادي بومة حكيمة وقالتله إنه لازم يحط خطة بسيطة
وميفكرش في رحلته كلها مرة واحدة، ولكن ياخد خطوات صغيرة
نادي حاول يطبق كلام البومة وبدأ يفكر في خطوات بسيطة وسهلة
بدأ يراقب الطيور التانيين وهما بيطيروا وازاي بيرفرفوا بخفة
وقرر يتعلم عن الرياح وازاي بتتحرك وبتأثر في حركة الطيور كلها
وفهم إزاي الطيور بتقدر تتحكم في جناحاتها وتحافظ على نفسها
وكان نفسه يروح بسرعة يبدأ في الرحلة ولكنه فكر في كلام البومة
لازم ياخد خطوات بسيطة وميستعجلش على الرحلة عشان يطير بسهولة
وقعد نادي أيام وأيام يطير في مساحة صغيرة ويدرب نفسه
وكان دايمًا بيفكر في الرحلة وازاي لما يروحها هيشوف اللي بيحبه
وبعد فترة طويلة، نادي كان برده عمال يتدرب ويتدرب كتير
وساعتها جاتله البومة تاني وقالتله وقتها إنه خلاص جاهز عشان يطير
ولكن نادي قالها لأ انا حاسس إني محتاج أتدرب فترة أطول كمان
البومة قالتله بالعكس إنت جاهز ولكن إنت خايف من الفشل وقلقان
متستناش كتير وابدأ رحلتك وفيها هتتعلم حاجات أكتر عن الطيران
وهتعرف تتعود عليها وهتواجهها وهتبقى رحلتك أجمل كمان
وفعلًا اتشجع نادي وبدأ الرحلة وطار لبعيد عن الشجرة بتاعته
في الأول كان خايف وقلقان ولكنه حاول يظبط في الهوا جناحاته
شوية يميل يمين وشمال وشوية ينزل ويطلع لفوق، وكان فرحان
نادي بقى عارف يطير كويس ولما بص على نفسه بيطير مبقاش قلقان
وانطلق في رحلته والسعادة مالية قلبه وكان فخور بنفسه ومجهوده
واتعلم يومها إن لو اتدرب واتعلم اللي مطلوب منه، هيقدر يحقق اللي يعوزه
شهاب كان ولد صغير وجميل، كان عايش في البيت مع أسرته
كان شهاب بيحب يقضي يومه يتعلم حاجات تفيده وتسعده
كان ساعات بيخرج يقعد في البلكونة يلعب بألعابه ويتبسط بيها
وكان بيحب يشوف الشمس كتير لأن الجو بيبقى جميل فيها
وفي يوم شهاب أخد شوية من ألعابه ودخل بيها البلكونة
ولما دخل البلكونة وحط ألعابه، شاف نحلة بتطير جنبه
شهاب خاف جدًا ولكنه بعدها بيبص فوق لقى خلية نحل كبيرة
كانت متعلقة جنب بلكونتهم، وكان بيطير حواليها نحلات كتيرة
راح بسرعة شهاب ينده على باباه، وقاله على الخلية وإنهم لازم يموتوهم
كان خايف من النحل جدًا وقال لباباه لو سابوا النحل ممكن يأذوهم
باباه كان فاهم خوف شهاب من النحل، ولكنه طبطب عليه
وقاله ميقلقش النحل مش ممكن يعملك حاجة لو محاولتش تأذيه
وقاله إن النحل مفيد جدًا لحياتنا وبيساعد بيئتنا بشكل كبير
وإن النحل حشرات ذكية وبتعملنا العسل المفيد وطعمه جميل
وكمان بيخلوا الأزهار والخضروات والفاكهة تكبر وتبقى حلوة
ومينفعش أبدًا نأذيهم بدون ما يأذونا لأن وجودهم حاجة مهمة
وبابا كمان قاله يتعود عمومًا ميأذيش أي كائن تاني طالما مش خطر عليه
ويحاول دايمًا يفكر في طريقه يبعد بيها عن الكائن ده من غير ما يأذيه
وبعدها بدأوا يفكروا ازاي ممكن يبعدوا الخلية عن البلكونة بتاعتهم
وقرروا يكلموا حد مختص عشان ييجي يشيل الخلية ويساعدهم
وفعلًا جه حد ساعدهم وأخدوا الخلية في مكان يكون أمان عليهم
واتعلم شهاب يومها، إن النحل كائنات جميلة، وميحاولش أبدًا يأذيهم
كان في بنوتة اسمها سيرا، كانت هادية طول الوقت ولطيفة
كانت بتحب تقعد مع اخواتها وأصحابها، وابتسامتها جميلة
سيرا كانت كل يوم الصبح تصحى تتفرج على الطيور من الشباك
كانت بتحب صوتهم وتشوفهم وهما بيطيروا في السماء بعيد هناك
وكانت ممكن تقعد تتفرج عليهم طول اليوم من غير ما تزهق أبدًا
وماما لما تسألها ليه بتحبيهم، ترد وتقول عشان بحسهم مبسوطين دايمًا
وفي يوم سيرا وعيلتها كانوا مسافرين يتفسحوا في مكان بعيد
وراحوا قبل الفسحة نزلوا اشتروا حلويات كتير ولبس جديد
سيرا كانت متحمسة جدًا، وكانت دي أول مرة سيرا هتركب طيارة
كانت كل اللي بتفكر فيه إنها هتبقى حاسة بحرية زي العصفورة
وجه يوم السفر وركبت سيرا الطيارة وهي مبسوطة مع عيلتها
سيرا قعدت جنب الشباك واستنت الطيارة تمشي وكانت باصة من شباكها
ولكن أول ما الطيارة طارت، سيرا حست بوجع في ودنها وضغط شديد
وصوت الطيارة كان عالي جدًا، وكانت سامعة أصوات كتيرة من بعيد
ابتدت تخاف وكانت قلقانة، ومسكت بسرعة سيرا في إيد مامتها
ولما ماما حست بخوفها، فضلت ماسكاها وبتحاول إنها تطمنها
ولما وصلت سيرا كانت زعلانة لأن التجربة مكانتش زي ما تخيلتها
كانت فاكرة إنها هتبقى حاسة زي العصفورة وهي طايرة وفاردة جناحاتها
ولكن ماما قالتلها متزعلش، بالعكس المفروض تتبسط من تجربتها
وتبقى سعيدة إنها قدرت تشوف حاجة جديدة حتى لو مختلفة عن اللي في خيالها
وكمان لازم تبقى عارفة إن مش بس الطيور والبني آدمين مختلفين
لأ ده كمان كل واحد عايش في الكون عنده حاجات مختلفة عن التانيين
وتجربتها كانت مختلفة عن اللي حواليها مع انهم عايشين نفس الحاجة
وده يعلمها تبص للدنيا بشكل جديد كل مرة، وهتتعلم حاجات زيادة
سيرا كانت مبسوطة بكلام ماما معاها، وقررت تستمتع بكل حاجة بتعملها
وكمان هترجع تتفرج على الطيور وتفكر قد إيه كانت في الطيارة قريبة منها
كان في بنوتة اسمها أروى، كانت بتحب الرسم والأعمال الفنية
كل يوم في أجازة الصيف كانت تقعد ترسم وتكون سعيدة ومبسوطة
أروى كانت عايشة في قرية جميلة وصغيرة جنب بحيرة
القرية كان فيها أطفال كتير وكلهم يعرفوا بعض زي العيلة
وفي يوم في الاجازة، أروى لقت أصحابها في القرية قاعدين زهقانين
ولما سألتهم مالهم، قالولها مش لاقيين حاجة نعملها وبالملل حاسين
أروى كانت متضايقة وعاوزه تساعد أصحابها يبقوا مبسوطين
وقعدت تفكر في حاجة ممكن يعملوها تخليهم بأجازتهم فرحانين
روحت البيت وهناك جاتلها فكرة ممكن تخلي أصحابها يتبسطوا
هيعملوا حاجة كلهم مع بعض تخليهم بيومهم ووقتهم يستمتعوا
جمعت كل الأدوات والألوان وطلبت من أصحابها يجيبوا حاجات من بيوتهم
كل واحد يجيب من بيته طبق قديم أو حاجة من الحاجات اللي مش محتاجينهم
وراحوا الأطفال فعلًا جابوا الحاجات ولما رجعوا لقوا مفاجأة
أروى فرشت كل الألوان والأدوات في الحديقة وكانت متحمسة
لما شافتهم قالتلهم إن كل واحد هيرسم ويلون حاجة من الحاجات القديمة
لما يخلصوهم هيزينوا بيهم كل الشوارع والحيطان اللي موجودة في القرية
وفعلًا بدأوا الأولاد كلهم يرسموا ويغنوا مع بعض وكانوا فرحانين
وكل ما حد يخلص حاجة يرسم واحدة جديدة وكلهم متحمسين
وبعد ما قضوا يوم طويل في الرسم والتلوين، سابو الحاجات تنشف لتاني يوم
واليوم اللي بعده جهزوا نفسهم وراحوا يوزعوها في القرية من الصبح لحد وقت النوم
ولما خلصوا كانوا فخورين جدًا بنفسهم، وقرروا يعملوا احتفال برسوماتهم
يوم الجمعة هيجمعوا كل القرية يمشوا في الشوارع ويتفرجوا على ابداعاتهم
وفعلًا يوم الاحتفال القرية كلها كانت سعيدة باللي الأطفال عملوه
وقالولهم قد إيه هما فخورين بيهم وبإنجازهم اللي أنجزوه
وقرروا الأطفال يعملوا احتفال سنوي ومعرض مفتوح كبير
هيرسموا حاجات جديدة ويعملوا أعمال فنية جميلة كتير
كان في بنوتة جميلة اسمها فاطمة، كانت بتحب تقرأ كتير
كل يوم في الأجازة بتصحى بدري وتحاول تستمتع بوقت كبير
فاطمة كانت عندها كتب كتير جدًا تقراها وتتعلم منها حاجات
وكانت تتبسط لو عرفت معلومة جديدة تضيفها لباقي المعلومات
في بيتها كان في حديقة صغيرة ولكنها مكانتش فيها زرعات
اتفقت فاطمة مع باباها يساعدها تزرعها وتحط فيها حاجات
باباها فعلًا ساعدها تنضف الحديقة وكانت فاطمة مبسوطة
وبقت تحب الزرع ومعظم وقتها بتكون في الحديقة موجودة
ولكن في يوم فاطمة كانت قاعدة في الحديقة لوحدها
شافت دعسوقة صغيرة بتطير فوق الزرعة اللي قاعدة جنبها
فاطمة اتخضت جدًا وقامت بعيد لأنها كانت منها خايفة جدًا
ودخلت بسرعة جوه البيت وقالت لباباها إنها مش بتحبهم أبدًا
باباها قالها متخافش وإنهم مسالمين جدًا ومش هيأذوها
هما بيحبوا الزرع والورود وعشان كده في حديقتها بيزوروها
ولما دخلت فاطمة الحديقة تاني ولقيتها كانت لسه خايفة
وبابا كان معاها وقالها إنه عاوزها تبص عليها وهي متطمنة
فاطمة كانت مترددة ولكنها قربت من الزرعة وشافت الدعسوقة
وبابا سألها تفتكري إيه ممكن يخوفك منها وهي ضعيفة
فاطمة بدأت تفكر فعلًا في خوفها من الدعسوقة وتقرب منها
ولما قربت طارت الدعسوقة من عالزرعة وراحت وقفت على إيدها
فاطمة كانت مرتبكة وقلقانة ولكن بابا قالها تبص براحة عليها
وتشوف قد إيه هي بسيطة وتستمتع بشكلها وكمان تفاصيلها
وقالها إن الدعسوقة دي حشرة نافعة وبتساعد كل يوم حديقتها
بيها الزرع بيقوى وبتخليها تتخلص من اللي ممكن يأذي زرعاتها
فاطمة سمعت كلام باباها وشافت إن فعلًا شكلها بسيط
وإن قلق فاطمة منها ملهوش لازمة ولا خوفها منها الشديد
وباباها قالها لازم تتعلم تفكر ليه خايفة من أي حاجة أو متضايقة
وتحاول تعرف لو في أسباب حقيقية تخليها في حياتها سعيدة
فاطمة اتعلمت يومها متخافش من أي حاجة بدون أسباب
ومن يومها بتحب تشوف الدعسوقة وخلاص بقوا أحباب
ريان ولد جميل ولطيف، بيحب يلعب كل يوم مع أصحابه
وكل الناس عارفة إنه مؤدب جدًا وبيسمع كلام مامته
ريان كان دايمًا بيقضي وقت مع أصحابه بعد مدرسته وكلهم بيحبوه
ولما بيبقى ريان متضايق، كل أصحابه بيحاولوا دايمًا يسعدوه
وفي يوم، جه ولد جديد المدرسة اسمه كريم، وكان شاطر جدًا
وبدأ كل المدرسين يحبوه، وكان بيساعد أصحابه في دروسهم دايمًا
ريان اتعرف عليه وكان بيعامله كويس، ولكن كان منه غيران
حاسس إنه أخد مكانه بين أصحابه، وده إحساس خلاه زعلان
يوم والتاني والأولاد كانوا بيقضوا وقتهم مع كريم أكتر بكتير
وده خلى إحساس ريان بالزعل يزيد، وبقى حاسس بضيق كبير
لحد ما في يوم ريان عزم على عيد ميلاده كل الأولاد في فصله
ما عدا كريم معزمهوش، وكان بيحاول يخليهم يبعدوا عنه
ولكن لما أصحابه عرفوا إن ريان معزمش كريم، كلهم قالوله إنه غلطان
وكلامهم خلى ريان متضايق أكتر، وبقى كمان منهم غضبان
وفي يوم بعد المدرسة مامته شافته قاعد لوحده متضايق في أوضته
دخلت وسألته ليه زعلان، وحاولت تخليه يحكيلها على مشكلته
ولما حكالها، ماما فهمت اللي ريان حاسس بيه ومخليه مش سعيد
وقالتله إنها فاهمة كويس جدًا إحساسه، وزعله من إنه بقى وحيد
ولكن مش المفروض أبدًا نخلي ثقتنا في نفسنا تتهز بسبب حد تاني
والأهم إننا منخليش احساسنا ده يحولنا لشخص مختلف وأناني
لازم تعرف إن كريم محاولش ياخد أصحابك منك ولا كان بيضايقك
هو بس كان بيتصرف على طبيعته، وده ممكن يكون هز ثقتك بنفسك
وخليك عارف إن أصحابك بيحبوك، وأكيد عشان كده زعلانين
لأنهم متعودوش منك على التصرفات دي، وده خلاهم مستغربين
حاول تتعرف على كريم وتقرب منه وتشوف الحاجات المشتركة بينكم
يمكن لما تعرفه وتفهمه، ساعتها ممكن يبقى في حاجة حلوة بتجمعكم
وإوعى في يوم تتعمد تحسس حد إنه مش مرغوب فيه وسط الناس
لأننا ساعات بتصرفاتنا ممكن نخلي حد يحس أسوأ احساس
ريان سمع كلام مامته وفهمه، وحاول يدي كريم فرصة يبقوا أصحاب
وراح اعتذر لأصحابه على الموقف بتاعه من غير ما يقولهم أسباب
ولكنه كمان بعدها راح لكريم وحاول يقرب منه ويتعرف بجد عليه
ومع الوقت عرفه بشكل كويس، وبقى بيحب يقضي يومه وهو فيه
واتعلم ريان إن الناس أنواع مختلفة ولازم نتقبل كل واحد منهم بطبيعته
وبقى دايمًا بيراعي مشاعر أصحابه أكتر، ورجع تاني لتصرفاته الحلوة وطيبته
في يوم جميل ومشمس، كان الجمل مايلو مسافر مع عيلته
وفي وسط سفريتهم كانوا هيمروا على غابة وهتكون جزء من رحلته
مايلو كان أول مرة يروح غابة مع عيلته وكان متحمس يشوفها
ولما دخلها كان مبسوط جدًا لأنها مختلفة عن الصحراء اللي عاش فيها
مايلو وعيلته كانوا بيرتاحوا شوية في الغابة وبعدها هيكملوا سفرهم
وراح مايلو يستكشف المكان قبل ما يسيبوه ويكملوا طريقهم
وهو بيتمشى شاف مجموعة من الحيوانات بيلعبوا مع بعض كلهم
راح وقف هناك واتكلم معاهم وقالهم إنه عاوز يتعرف عليهم
كان في أسد وبجعة وغزالة وكمان ذئب، وكلهم اتعرفوا عليه
قعدوا يتكلموا معاه شوية، وبعدها بدأوا يسألوه عن شكله وعن حياته
وسألوه كمان ليه عنده سنم على ضهره، وليه رموشه طويلة جدًا
واستغربوا من طول رجله وأقدامه المدورة وإنهم مشافوش زيهم أبدًا
مايلو اتضايق من أسئلتهم وحس إنهم بيتريقوا عليه وسابهم
وراح لمامته وكان واضح عليه الضيق والحزن وقالها على كلامهم
ماما قالتله ميزعلش وفهمته بهدوء إنه عنده مميزات كتيرة جدًا
ولو حد في يوم سأله عليها، لازم يرد ويبقى واثق إنه مميز دايمًا
وقالتله إن السنم اللي على ضهره بيساعده يخزن مياه في السفر تساعده
ورموشه الطويلة المميزة جدًا بتحافظ إن الرمل ميدخلش في عينه
أما عن رجله الطويلة وأقدامه المدورة فهي بتخليه يمشي في الرمل بسهولة
وقالتله إن الحيوانات دول من صفاتك المميزة كانت مذهولة
ماما قالتله ميتضايقش أبدًا من شكله ويخليه واثق في نفسه
ولما حد يسأله عن حاجة تخصه، يرد وهو حاسس بتميزه
مايلو فهم كلام ماما ورجع تاني لأصحابه الحيوانات وكلمهم عن صفاته
ومن يومها مايلو بقى واثق في نفسه، ومبيخليش حد يشكك في شكله أو قدراته